نداء القرآن والأقصى
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية
نداء القرآن والأقصى
يا أمة القرآن في كل مكان.. يا أبناء الشام في السهل والجبل..
يا أبناء سورية في الفيحاء والشهباء وفي مدينة ابن الوليد ومدينة أبي الفداء وسائر المدن السورية..
القرآن الكريم، وقد دنسه المستكبرون صنّاع الكراهية في (غوانتانامو)؛ يناديكم..
والأقصى، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، يتهدّده النازيّون الجدد ذراع الحكومة الصهيونية؛ يستغيث بكم..
والصامتون في بلاد العروبة والإسلام.. كأنهم لا يعنيهم الأقصى ولا يعنيهم القرآن..
يا أمة القرآن.. يا أبناء سورية الأحرار..
إن الصمت في هذا المقام ليَشينُ أهله، ويُلحِقُ بهم معرّة الخذلان. وما تدنيس القرآن أو تهديد الأقصى، إلا بالون اختبار، لرصد ردّ الفعل للمخطط الرهيب القريب في استباحة القرآن، وهدم الأقصى، ليقوم مقامه الهيكل المزعوم، فأروا الله من أنفسكم خيرا، واستجيبوا لداعي القرآن إذ يدعوكم، ولبّوا استغاثة الأقصى إذ يستغيث بكم، ودعوا أصحاب الصغائر على صغائرهم يتنافسون...
يا أمة القرآن.. يا أبناء سورية الأحرار..
إن جماعتنا، جماعة الإخوان المسلمين في سورية، من قلب المحنة، وفي شتات المنافي.. لترفع صوتها معكم إدانةً واستنكاراً للبربرية المتعصبة، الخارجة من ظلمات نفوسٍ ما عرفت حضارة، ولا أشرقت عليها شمس التسامح.. البربرية التي تسعى في الأرض فساداً وإهلاكاً للحرث والنسل، وعدواناً على كل جميل ومقدّس في حياة الإنسان..
فنضّر الله امرءاً أسمع العالمَ صوتَه، فصرخ في وجه المستكبرين المتغطرسين والمتواطئين الصامتين: لا ثم لا، فدون القرآن ودون الأقصى تفنى مهجٌ وتسيل دماء..
إن جماعتنا لتطالب القائمين على الأمر في بلدنا سورية، بالخروج من صمتهم المريب، وبتحمّل مسؤولياتهم التاريخية تجاه العدوان على القرآن الكريم، وتجاه التهديدات اليومية التي يعلنها المستوطنون كل يوم على الأقصى الشريف، وسيسجل التاريخ هذا الصمت المريب في صفحة لا تسرّ أصحابها..
كما تطالب جماعتنا المنظمات والهيئات والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في عالمنا العربي والإسلامي، بما فيها منظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والجامعة العربية.. إلى موقفٍ ينهض بعبء المسؤولية، ودورٍ يرفع عن هذه الأمة سمة الذلة والمهانة التي قادت إلى هذا الاستخفاف فطغى حتى وصل إلى الأقصى والقرآن.
كما نطالب بلجنة تحقيق قضائية دولية محايدة، تتابع كلّ أشكال الظلم والعدوان على القِيَم والمقدّسات والتجاوزات على حقوق الإنسان..
وندعو كلّ الشرفاء في العالم بدءاً من شرفاء الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، لإقامة جبهة الممانعة القائمة على قوة الحق للوقوف في وجه عصبة السوء التي تحاول أن تفرض على الإنسانية حق القوة..
والله أكبر ولله الحمد.
لندن في 13 أيار (مايو) 2005 جماعة الإخوان المسلمين في سورية