المجد للذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي الوطني السابق
يحتفل الشعب العراقي في٦ كانون الثاني من كل عام بذكرى تأسيس الجيش العراقي الوطني، والذي تأسس مع تأسيس الدولة العراقية في عام ١٩٢١ .
وها نحن اليوم نستذكر هذا العام عيد تأسيس جيشنا العراقي الوطني الباسل في ذكراه الرابعة بعد المائة على التأسيس الأول، هذا الجيش الذي جسد أعظم معاني التضحية والشجاعة دفاعاً عن الوطن وكرامة شعبه ودفاعاً عن الأمة العربية.فإن الجيش العراقي خاض البطولات المشرفة، وقدم التضحيات على مسار حفظ أمن العراق واستقراره، وحماية النهضة التنموية، وصيانة الاستقلال والسيادة ووحدة أراضي العراق .
كان الجيش العراقي رمز المفاخر والبطولات ودرع الأمة العربية ودرعاً للوحدة الوطنية والتضحية من أجل الوطن، يعكس الجيش إيمان الشعب العراقي بالدفاع عن أرضه وهويته، وهو مصدر فخر للعراقيين في الداخل والخارج وكان جيش العراق جزءاً أساسياً
من تاريخ الأمة العربية، ومثل رمزاً للبطولة والمقاومة والتضحية. كان العراق قبل احتلاله يمتلك خامس أقوى جيش في العالم،وكان الجيش العراقي محط تقدير من قبل العديد من العراقيين والعرب بسبب تاريخه المشرف، رغم التحديات التي واجهها.
جيش العراق يعتبر من الجيوش التي تحمل تاريخاً طويلاً ومشرقاً مليئًاً بالمفاخر والبطولات التي جعلت منه رمزاً قوياً للأمة العربية.
تأسس الجيش العراقي في أوائل القرن العشرين، ولعب دوراً محورياً في أحداث تاريخية هامة سواء على المستوى المحلي أو العربي. جعلت من جيش العراق جيش المفاخر والبطولات ودرع الأمة العربية منها حرب فلسطين ١٩٤٨ حيث كان للجيش العراقي دور بارز في الدفاع عن الأراضي الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، حيث قدم العديد من الضحايا والشهداء في تلك الحرب والدفاع عن
العراق ضد عدوان ملالي طهران (١٩٨٠-١٩٨٨ ) خاض الجيش العراقي حرباً شرسة ضد إيران الشر والفتن والإرهاب، دفاعاً عن سيادة العراق وأمنه، ما أظهر شجاعة وكفاءة عسكرية كبيرة .
من بين الحقائق التاريخية التي أخذت تنقلب بعد خمسة وأربعين عاماً ضداً على صناعها في طهران، ذلك الاستعجال الأهوج للمقبور الخميني بعد وصوله مباشرة من باريس إلى طهران في توجيه حرابه نحو بغداد لحكمها، قبل اهتمامه بشؤون السيطرة على الداخل الإيراني التي أوكلها لجيش من القتلة قاموا بتصفية أهل الثورة الإيرانية، حيث علقت أجساد عشرات الآلاف منهم على المشانق وأعدموا وأبعد القادة الوطنيون الذين ساندوا نظام١٩٧٩في طهران.
من يرغب في كشف الخيوط الكثيرة للتعاون الإيراني – الأميركي – الإسرائيلي سيجدها شبكة محكمة خطيرة عبر علاقات مباشرة لمسؤولين أميركان كبار يدعمون بقاء هذا النظام الخميني واستمراره في قمع شعبه.
مع العلم كان المجرم الحرب المقبور الخميني نفذ الخطة (ألف) في تحقيق هدف إحتلال العراق عبر الحرب، لم يكن العراق يمتلك ذات الهدف، فاستعجل إرسال المخربين المقاتلين إلى داخل العراق. من الوقائع التي تؤكد بدء النظام الإيراني الحرب قيام طائرتين بقصف مدينة بغداد في الرابع من نيسان /أبريل٨٠ ١٩ أسقطت واحدة منهما في بغداد وتم أسر قائدها حياً مما يؤكد بدء إيران الحرب وليس العراق. وكان هدفه لتصدير مشروعه الطائفي الصفوي التوسعي للعراق والمنطقة.إذن الهدف الإستراتيجي الرئيسي للنظام الإيراني هو تطويع أنظمة المنطقة بالإحتلال كما الحالة العراقية، أو إثارة الفوضى الطائفية لبلدان الخليج لفرض الهيمنة .
رغم التكاليف البشرية للجانبين العراقي والإيراني لم يستجب المقبور الخميني لدعوة مجلس الأمن في قراره في الثامن والعشرين من أيلول /سبتمبر١٩٨٠بإيقاف القتال ووافق العراق على ذلك. ولكنه في النهاية اعترف بتجرعه كأس السم واستسلامه لإيقاف القتال، ليتولى خليفته بعد موته الدكتاتور السفاح علي خرامنائي مواصلة هدف إسقاط النظام السياسي في العراق وفق الخطة (باء)، وهي أخطر بكثير من سابقتها المباشرة.
بعد غزو واحتلال الصهيو الأمريكي البريطاني الغربي الصليبي والإيراني للعراق العام ٢٠٠٣ حتى أعلن الحاكم المدني الأميركي بول بريمر قرار حل الجيش العراقي الوطني، سيء الصيت والمحتوى، بعد ثمانية عقود من تأسيسه وتاريخه الطويل، وتشكيل جيش الدمج الطائفي والإثني أداة في يد منظومة العملية السياسية المخابراتية التدميرية الإرهابية اللصوصية ونظامها المحاصصة المقيت متسلط على رقاب العراقيين، الذي لا زالت آثار مآسيهم شاهدة على ظلمهم وطغيانهم وبطشهم وعدوانيتهم،وإجرامهم بحق العراقيين لغاية اليوم.
وقد أسهمت حثالات والأوغاد والسفلة المجرمين منذ أيام ما تسمى بالمعارضة اللاعراقية واللاوطنية بالأمس والحاكمة اليوم إحدى شروطها هو حل الجيش العراقي وفي الوقت كان يخدم القوى الإقليمية كثيرة في تسويغ هذا القرار، والترويج له، وبذلك أطلقت عملية الفوضى الخلاقة التي كسرت ثوابت بناء المجتمع العراقي، وزعزعت بنيته الوطنية،لأنها قامت على بناء طائفي محاصصي هش، وتتحكم فيه عناصر غير مهنية جاء بهم ما يسمى بـ(الدمج) بين الميليشيات وبعض عناصر من الجيش النظامي الانتهازيين، حين مكنت فصائل الميليشيات التي قاتلت مع إيران أيام ما تسمى بالمعارضة ضد العراق وجيشه الوطني الباسل، مثل المجلس الأعلى وقوات بدر وفصائل وألوية تابعة للحرس الحشيش الإيراني يزيد عددها الحالي على ستين فصيلاً، ومنحوا أعلى الرتب ليتولوا إدارة تلك القوات المستحدثة النظامية!
قرر الاحتلال الأمريكي حل هذا الجيش العظيم بعد تدنيسهم بغداد في نيسان/ أبريل ٢٠٠٣، وأنشأ جيشاً مختلفاً دمجاً من ميليشيات بكل المعايير والمقاييس شكلاً ومضموناً عدة وعدداً مما أدى إلى تراجع تصنيفه ليحتل المرتبة الـ ٤٥ عالمياً. كان ذلك هو المدخل إلى إنهيار قوات الجيش الدمج الطائفي العراقي، الذي يبلغ قوامه مئات الآلاف من الجنود، أمام الهجوم الكاسح الذي شنه بضعة مئات من مقاتلي داعش المسلحين بأسلحة خفيفة.
كان الجيش العراقي دائماً في مقدمة الجيوش التي تساند الحق العربي وتدافع عن قضايا الحرية والعدالة وتميز الجيش العراقي بالانضباط العسكري العالي والتنظيم الفعال الذي مكنه من القيام بمهام صعبة خلال الحروب، إضافة إلى الالتزام بالعقيدة العسكرية القتالية ولم يكن دور الجيش العراقي محصوراً في الدفاع عن العراق فحسب، بل كان دائماً مستعداً للمشاركة في دعم القضايا العربية والإسلامية، سواء من خلال مشاركته في الحروب أو تقديم الدعم اللوجستي والسياسي. وله السبق في الاشتراك في معارك خارج أرضه في الأردن وسوريا وفلسطين وسيناء المصرية، وأن الجيش العراقي كان يضم طيارين من أشجع الطيارين الذين سجلوا مواقف مشهودة في كثيرٍ من الأماكن.
وقدمت التضحيات الجسام في حرب فلسطين العام ١٩٤٨، وحرب تشرين العام ١٩٧٣، وإنقاذ دمشق من السقوط في يد العدو الصهيوني ، وتصدى التمردات العصابات الإقطاعية الكردية الإنفصالية التي إستنزفت العراق بشراً وأموالاً.
فحيث تكون مقابر الشهداء العراقيين سواء في كفر قاسم بالخليل بفلسطين، وفي القنيطرة والجولان، بالحدود العراقية الإيرانية .
أشتهر الضباط والجنود العراقيون بشجاعتهم في ساحة المعركة، في مواجهة الإحتلال عندما تعرض العراق للغزو من قبل الويلات المتحدة الأمريكية النازية وحلفائها في٢٠٠٣، أظهر الجيش العراقي مقاومة وصموداً كبيراً في مواجهة العدوان الصهيو الأمريكي البريطاني الغربي الصليبي .
تحية إلى الجيش العراقي الوطني السابق في ذكرى تأسيسه
اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي الإتجاه الوطني الديمقراطي
٢٠٢٥/١/٨
بغداد المحتلة
وسوم: العدد 1110