لـو كنـت بعثيـاً !!

 لـو كنـت بعثيـاً !!

( هذا موضوع مهدى لحزب البعث العربي الاشتراكي بمناسبة مؤتمره القطري )

خالد الأحمد  *

سينعقد المؤتمر القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي عما قريب ، هذا الحزب لذي حكم سوريا والعراق أكثر من أربعة عقود ، وقد أوصل العراق إلى ماهي عليـه من لخزي والعار ، كما أوصل سوريا إلى قمة الفساد والطغيان ...

والشعوب العربية كلها تنتظر المؤتمر القطري لحزب البعث ، ماذا سيفعل !!؟ وماذا سيقول !!؟ وكل مواطن عربي يتمنى أن يكون البعثيون شجعاناً ، يقولوا الحقيقة ولو مرة واحدة في حياتهم ، قبل انقراضهم ، لتبقى شهادة لهم عند أجيالنا العربية . 

وكل مواطن عربي غيور على دينـه وأمتـه ووطنه يتمنى من هذا المؤتمر مايلي :

 1 ـ أن يعترف بأخطائـه الكبيرة والشنيعة التي جعلتـه مطيـة للمستبدين من أمثال صدام وغيره ، هؤلاء الطغاة الذين مصوا دماء العرب ، ثم سحبها الغرب منهم ، هؤلاء الطغاة الذين تعترف وزيرة الخارجية الأمريكية اليوم أن أمريكا نادمة على دعـم هؤلاء الطغاة الذين كانوا سبباً في نمو فكر التطرف والإرهاب الذي طال برجي نيويورك .

فليعترف البعثيون بأنهم كانوا مطية لهؤلاء الطغاة ، وأن حزب البعث ، خالف دستوره ومنهجه الذي يدعي القيادة الجماعية ، وسـلم بقيادة الفرد ، الزعيم الأوحد ، القائد الملهم ، الذي ( يعطس ) فتقوم أجهزة الحزب وكبار مفكريه في اليوم الثاني بتحليل ( عطسة ) الزعيم الأوحد ، وأبعادها القومية ، وآثارها الايجابية على الكادحين ، وعلى تحرير الأراضي العربية المغتصبة ....

هكذا كان كبار البعثيين المثقفين يفعلون ، يفلسفون ( عطسة ) الزعيم الأوحد ، والقائد الممجد ، أما صغارهم فكانوا مسحوقين كغيرهم من الشعب ، لايسمح لهم بالكلام . وقد آن الأوان ليعترف البعثيون بتلك الأخطاء التي رسخت الطغاة في بلادنا .

2ـ أن يبحث البعثيون قبل غيرهم عن المليارات المنهوبة من أقوات الشعب العربي في سوريا والعراق ، لصالح الطغاة وأزلامهم وأولادهم وبناتهم ، وأقاربهم . فقد تناقلت الأنباء أن ابن أحد هؤلاء الطغاة لما توفي ترك حساباً في سويسرا يساوي (23) مليار دولار أمريكي ، فقط ، وللعلم هذا الرقم يعادل ميزانية سوريا عدة سنوات .

واليوم تتداول وسائل الإعلام أن أحد المتوفين قربياً وهو من أقرباء الطغاة ترك ( خمسة مليارات دولار أمريكي ) في أحد البنوك الفرنسية .

كما يعرف أهل سوريا أن الشركة التي افلست في حلب هذا الشهر من ممويليها  السيد محمد مصطفى ميرو ومساهمته فيها بضعة مليارات من الليرات السورية ، وآخر على مستوى محافظ ( فقط ) له ملياران ليرة سورية لاغير . وغير ذلك كثير ... والمطلوب من البعثيين أن يبحثوا اليوم عن هذه الثروات من أين سرقت !!؟ وكيف !!؟ والغريب أن هؤلاء السارقين من كبار البعثيين أيضاً !!؟؟

3 ـ لو كنت بعثياً لكفرت عن الجرائم الكبيرة التي ارتكبت باسم الحزب ومنها على سبيل المثال :

      ضرب مدينة حماة بالمدفعية وراجمات الصواريخ ، وهدم ثلث المدينة ، وقتل عشرات الألوف منها ، وتشريد عشرات أخرى .

    مجزرة جسر الشغور ، ومذبحة هنانو ، ومذبحة باب البلد في حماة ، مذبحة طريق سريحين في حماة ، ومذبحة جنوب الملعب البلدي في حماة ، ومذابح جبل الزاوية .... ومجزرة تدمر الأولى التي راح ضحيتها قرابة ألف من خيرة أبناء الشعب السوري ... ثم مجزرة تدمر التي دامت بضع سنين قتل خلالها بضعة عشر ألفاً من صفوة ابناء الشعب السوري ، بحجة انتمائهم إلى الإخوان المسلمين .

لو كنت بعثياُ لصرخت بأعلى صوتي أعبر عن النـدم ، وأعلن التوبـة للـه قبل الموت ، وأتمنى لويقام علي الحـد فأموت مطهراً من ذنوبي التي تتكدس عليّ كالجبال ... قبل أن تودعني في جهنم ... إلى الأبـد ... إلى الأبـد ...

4ـ لو كنت بعثياً لبكيت دمـاً على الجولان الذي سلمه البعثيون بخذلانهم وتواطئهم لليهود ، بل أجروه لمدة ثلاثين سنة ، ثم رفضت إسرائيل أن تخرج منه بعد انقضاء المـدة .. وصار نسياً منسياً اليوم ، مثل لواء اسكندرون ، وكليلية ، وعربستان ، وساقية الذهب ، وطنب الصغرى والكبرى ... إلى نهاية الاسطوانة التي حفظنا إياها البعثيون لما كنا طلاباُ في مدارسهم .

5- لو كنت بعثياً لأعلنت عن حـل هذا الحزب الذي جـر الويلات والمصائب على الأمـة العربية ، ثم طلبت محاكمة قادتـه الكبار الذي سخروا الحزب والأمة العربية من أجل نزواتهم وأطماعهم الشخصية وأطماع أزلامهم وأقاربهم .

6ـ لو كنت بعثياً لختمت مسيرتي بخاتمة حسنة علها تشفع لي يوم القيامة ، وألغيت كل القرارات التي صدرت منذ عام (1963) ومنها الدستور الذي كرس الفردية وتقديس القائد الفرد ... واحتكار قيادة الدولة والمجتمع لحزب البعث ، ومنها المرسوم (49) ، ومنها ترسيخ قانون الطوارئ الذي صار هو الأصل في حياتنا ، بل أن جيلاً بكامله ولد وعاش  تحت وطأة قانون الطوارئ .ومنها تشكيل عشرة أجهزة أمنية ، وإعطائها صلاحيات مطلقة ، وحماية كل عنصر فيها من المحاسبة والمحاكمة .

7 – لو كنت بعثياً  لأعدت سـوريا إلى عام ( 1957) حيث كانت بلداً ديموقراطياً ، يتنافس فيه تحت قبة البرلمان البعثي والشيوعي والأخ المسلم ، والمستقل ، ولايستثنى أو يقصى أحـد .

 هذه آمال الملايين من المواطنين الذين ينتظرون بفارغ الصبر قرارات المؤتمر القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في أيار 2005م . وكل آت قريب ، فهل بقي أحد شجاع في حزب البعث !!؟

               

*كاتب سوري في المنفى