العرب والمسلمون
العرب والمسلمون
خبر للنشر: 47.1 % اعتبروا أن العرب والمسلمين لا يبذلون أي جهد نهائيا لمنع تهويد القدس
في استطلاع رأى أجراه مركز الدراسات العربي الأوروبي
47.1 % اعتبروا ان العرب والمسلمين لا يبذلون أي جهد نهائيا لمنع تهويد القدس
باريس - العرب اليوم - خاص
طرح مركز الدراسات العربي - الأوروبي من 9 /8/2009 الى 16/8/2009 سؤالاً فحواه: هل تعتبرون ان العرب والمسلمين يبذلون ما يكفي من جهود لمنع تهويد القدس ?
ساهم في الرد عدد من جنسيات مختلفة من العالم العربي والغربي , ممن ينتمون الى شرائح اجتماعية متنوعة. وبنتيجة الأراء التي ابدوها تبين ان هناك عدة وجهات نظر يمكن الإشارة اليها وفق التالي:
1 -ما نسبتهم 47.1 % اعتبروا ان العرب والمسلمين لا يبذلون أي جهد نهائيا لمنع تهويد القدس وليس لديهم بشكل عام برنامج مشترك أو مشروع معروف أو جبهة واحدة تتصدى لتهويد القدس, ورأوا أن فاعلية العرب (أفراداً وحكومات) مقيّدة وغير ذات جدوى بشأن فلسطين والقدس.
2- ما نسبتهم 26.2 % اعتبروا ان الجهود العربية والاسلامية الحالية لا تكفي لمنع تهويد القدس. ورأوا ان العرب والمسلمين يمتلكون من الأوراق والملفات والمفاتيح والوسائل والقنوات ما لا تملكه لا اسرائيل ولا المجموعات والمنظمات الدولية مجتمعة.لذلك لا بد من جعل قضية تهويد القدس قضية دولية من أجل حمايتها من مخطط تهويدها. واعتبروا هذا لا يتأتى إلا عبر رسم إستراتيجية دبلوماسية وإعلامية عربية موحدة وفي إطار الجامعة العربية ومنظمة الموتمر الاسلامي. ودعوا الى تحريك المجتمع الدولي في تظاهرات سلمية احتجاجية, ومناظرات وندوات وعبر ترشيد عقلاني سلمي وحضاري بتنسيق مشترك مع الجامعة العربية,ورابطة العالم الاسلامي,ومنظمة المؤتمرالاسلامي ولجنة القدس بالمغرب ومجلس الكنائس الأوروبي باللوكسمبرغ واتحادات الكنائس العالمية في العالم ,والجامعات الاسلامية ومعاهد الدراسات الثيولوجية الكنسية في أوروبا ومراكز دراسات الأديان المقارنة, وبالتنسيق مع منظمات حقوقية مستقلة حيث يمكن تفعيلها مجتمعة لمنع تهويد القدس.
3 -ما نسبتهم 14.5 % اعتبروا ان تهويد القدس هو نتيجة لعدم مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. وبما ان لا احد يعمل بشكل جدي وبشكل فاعل على تحرير فلسطين فان القدس ستهود وستكون عاصمة اسرائيل العقائدية.
4- ما نسبتهم 12.2 % اعتبروا ان من الخطأ ربط مسألة القدس بالعالمين الاسلامي والعربي فقط لأن ذلك سيزيد الأمر تعقيداً. فالقدس مدينة مقدسة في كل الديانات. ورأوا ان اسهل الطرق واقصرها لحل مسألة القدس هو ما يتفق عليه الفلسطينيون والاسرائيليون برعاية امريكية بشأن المدينة. وأكدوا ان هناك كثيرا من السيناريوهات لحل موضوع مدينة القدس عندما تكون هناك رغبة في الحل.
رأي مركز الدراسات العربي - الأوروبي:
تطالعنا وسائل الإعلام صبيحة كل يوم بأخبارجديدة عن اقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على مصادرة منازل تعود ملكيتها الى فلسطينيين او مصادرة اراض او السماح لجماعات يهودية متطرفة بإحتلال مواقع لها داخل مدينة القدس وعلى وجه الخصوص داخل القدس الشرقية. إضافة الى ذلك فإن لدى سلطات الإحتلال الحرية الكاملة في سحب الهوية المقدسية من أي مقيم وطرده الى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية او الى دول عربية مجاورة. وآخر البدع كانت اقدام جماعات يهودية متطرفة على بناء مجسم يمثل بنظرها هيكل سليمان ووضعه بالقرب من المسجد الأقصى. هذا اضافة الى ما سبق وأعلنته اسرائيل بأن القدس عاصمة اسرائيل وطالبت كل دول العالم بالاعتراف بذلك وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي اذعنت للطلب الإسرائيلي وقدمت من اجل تنفيذه كل التسهيلات اللازمة.
وهذا يعني ان تل ابيب قد حسمت امر يهودية القدس وأنها تعتبر ان هذه المدينة عاصمة الكيان الصهيوني بغض النظر عما لهذه المدينة من مكانة ورمزية لدى المسلمين والمسيحيين. وإذا ما استمرت تل ابيب بانتهاج هذه السياسة القائمة على مبدأ القضم والهضم فمن المؤكد ان القدس الشريف ستصبح خلال سنوات قليلة فارغة من أي مواطن عربي او ملكية عربية وستصبح يهودية مئة بالمئة وعند ذلك ستتاح لإسرائيل كل الفرص من اجل التنقيب علناً عن بقايا هيكل سليمان حتى وإن اضطرها الأمر الى هدم المسجد الأقصى او كنيسة القيامة. والعالم العربي والإسلامي وكذلك العالم المسيحي يعي خطورة كل ما تقوم به اسرائيل ويدرك حجم المخططات المرسومة , ولكن وللأسف فإن الزعماء يكتفون بإصدار بيانات التنديد او الإدلاء بتصريحات تهدد وتتوعد ولكن من دون اي ترجمة عملية لمضامين الخطابات والتصريحات. وهذا لا يعني ان القادة غير قادرين على فعل اي شيء بل لأنهم في حقيقة الأمر لا يريدون فعل أي شيء رغم كل ما لديهم من اوراق اقلها اوراق الضغط التي يستطيعون توظيفها ضد الولايات المتحدة الأميركية او اوراق تجميد العلاقات الدبلوماسية من قبل الدول العربية التي على علاقة سلام مع اسرائيل , او اوراق المقاطعة الإقتصادية. فإعلان القدس عاصمة للثقافة العربية ليست اكثر من خطوة تم ترجمتها على الورق اما على ارض الواقع فإن من اعلن هذا الشعار لهذا العام لم يستطع ادخال كتاب واحد ينطق بلغة الضاد فيما التهويد يسير بخطوات متسارعة.