مكافأة منفذي مذبحة الطيران
أبو الشمقمق
جزء أول
كافأ حافظ الأسد كسرى صبحي حداد بدلاً من إعدامه عشرين مرة ، فثبته في مركزه ليستمر عشر سنوات قائداً للطيران اعترافاً ضمنياً بأفضال ذلك الفارسي الحقير، الذي أنجز في نصف نهار مالم يستطع هو نفسه انجازه في عشرات السنين ، وراح محمد الخولي في ظل ذلك الخائن يقوم بتصفيات واسعة النطاق ويجعل من القوى الجوية امبراطورية علوية خالصة ...تاركاً لكسرى حداد التسلية وجمع النقود ، فيكلف اليان شماس ( رئيس فرع إنشاء المطارات ) بانفاق مئات الملايين على مشاريع وهمية في المطارات ..كما يرسل عبدالله الجرف رئيس فرع التوجيه السياسي في القوى الجوية إلى الطيارين المساكين لبث روح الحماسة في نفوسهم ، ويتلو عليهم خطابات القائد الرمز ، ويطيّب خاطرهم بتوزيع هدايا مضحكة من المسروقات المخزنة في فرعه والمرسلة من مساعدات دول الخليج التي ظل يحتفظ بها بعد حرب 1973 التحريكية وقد أخذت المخابرات منها ماخف وزنه وغلا ثمنه ...وراح الخولي يستبيح لواء النقل الجوي العسكري المتمركز في الجانب الغربي من مطار دمشق باستخدام طائراته لنقل العرائس والزهور والمدعوين والمدعوات وينقل أولاده القحبات إلى اللاذقية والمهربات ذات الحجم الكبير والمخدرات من وإلى المحافظات السورية بمعرفة سلسلة العلويين العميد هشام مثبوت قائد اللواء وبعده العميد ياسين عضيمة وبعده العميد أحمد سليمان حتى اصبح لواء النقل مثل ميكروباصات الست زينب ، فزوجة عزالدين ناصر لاتركب مع زوجة أحمد درغام وزوجة ناصر الدين ناصر لاتركب مع زوجة علي زيود وزوجة علي الصالح لاتركب مع زوجة علي أصلان ..وزوجة علي دوبا لاتركب على الطائرات الروسية بل تريد بوينغ ونساء رفعت بعد خروجه لهن طائرة اليوشن 76 خاصة ...وأخذت نساء المسؤولين تتنافس على استخدام طائرات النقل حتى سمع باسل بما يحدث فاصدر أمراً : أن استخدام طيران النقل لايتم إلا بإذن منه ....!! أما كسرى قائد القوى الجوية فهو غائب عن سلاحه لايعرف مايجري ولايريد أن يعرف ، يرسل ابنه مسعف حداد مع ابن طارق الخضراء إلى صحراء تدمر لصيد الغزلان ، فيتيه في الكثبان وتقوم الدنيا ولاتقعد ، فستنفر الحوامات والطائرات القاذفة الثقيلة من مطار التيفور وسيارت الرينج روفر من مخابرات حمص وتدمر للبحث عن ذلك البرغوث المدلل ...!! وتعثر عليه بعد انفاق الملايين فيعود إلى حضن أمه سالماً غانماً ......
بعد عشرين سنة استطاع النظام الطائفي العلوي تهجين سلاح الطيران ، ولما اطمأن الخولي إلى اتمام مهمته سلم الصولجان إلى المجرم ابراهيم حويجة ، وجاء انهيار الاتحاد السوفييتي ومنع قطع التبديل إلا بالعملة الصعبة ليصبح الطيران مشلولاً تماماً وتنام 300 طائرة حربية متبقية نوماً هنيئاً في الغبار والأتربة والرمال إلى أن قامت الثورة فسارع الروس إلى ايقاظها ...!.
كان الطيار ينفذ من 2- 3 طلعة جوية تدريبية في اليوم ليبقى صالحاً للطيران فأصبح ينفذ كل شهر طلعة واحدة ثم توقف نهائياً عن الطيران ...وانتهى عمر الطائرات ( الهيكل والمحرك ) في نهاية الثمانينيات وأصبحت طائرات كسرى حداد المتبقية خردة لايشتريها أحد إلا بالكيلوغرام ....!!
مكافأة منفذي مذبحة الطيران ........جزء ثاني ......
بعد أن جعل كسرى حداد الطيران أضحوكة الجيش وأصبح هو شخصياً اضحوكة العلويين بفلتات لسانه وسرقته للطعام من مطعم طياري المزة حتى وهو في منصبه الرفيع ، وبعد أن قام الخولي وبعده حويجة بتصفية واسعة للطيارين العرب المسلمين ، واطمأن القائد الرمزإلى تدمير سلاح الجو كاملاً على يد ذلك المجرم ، لم يفرط بنموذج متفسخ من هذا النوع فأمر بإرساله سفيراً إلى تشيكوسلوفاكيا لمضاعفة المكافأة قياساً بالعمل الجليل الذي قدمه في تلك الظروف الحرجة .