الطباع بين الحبش والحبوش

شمس الدين العجلاني

الطباع بين الحبش والحبوش

شمس الدين العجلاني*

[email protected]

المحامي مأمون الطباع وجه نداء (عن طريق نشرة كلنا شركاء في الوطن الالكترونية) للسيد وزير الإعلام تحت عنوان لماذا لا نتحرك إعلامياً إلاّ في حالة الدفاع عن النفس ؟؟ تحدث في هذا النداء عن قصور الإعلام السوري ضمن الأحداث التي تشهدها المنطقة و غياب الأصوات الفاعلة والمؤثرة عن الدفاع عن سوريا؟               
 وورد في ندائه هذا : أين أعضاء مجلس الشعب الذين منحوا الشيخ محمد الحبش لوحده وكالة عامة غير قابلة للعزل لينقل مواقفهم إلى المواطنين ؟
ورد الشيخ محمد الحبش على نداء المحامي الطباع في نفس النشرة الالكترونية ومما جاء في الرد: اعتقد أن الصمت في هذه الأيام خطأ كبير وقد بينت ذلك لعدد من الأصوات الكبيرة المقنعة في الوطن وقلت لهم : إننا الآن متهمون وحينما نعجز عن الدفاع عن أنفسنا فنحن إذاً مدانون، وعلينا أن نستنفر في هذه المرحلة بالذات للدفاع عن الوطن وليس للدفاع عن حزب بعينه أو شخص بعينه00)

ويعود المحامي الطباع للتعقيب على الشيخ الحبش قائلا انه أراد: توجيه النقد إلى الجبهة الوطنية التقدمية و ممثلي الشعب في مجلس الشعب و المنظمات و النقابات ... إذ شعرت أنهم التزموا الصمت المطبق تجاه ما يجري من أحداث جسيمة في هذه المرحلة الإستثنائية0000 إلاّ أنه غير مقبول على الإطلاق من أشخاص تصدوا للعمل العام و رشحوا أنفسهم لمناصب سياسية أو قيادية و أمطرونا بالوعود و البيانات الانتخابية , و حين استراحوا في مقاعدهم نسوا أنهم يمثلون شعباً بأكمله , أو فئة مهنية لها وزنها في المجتمع ...و أنهم مطالبون من قبل ناخبيهم للتواجد وسط الأحداث الهامة و المشاركة في التحليل و التأييد و النقد , كلٌ حسب قناعاته . خاصة و أن الدستور و قوانين إحداث المنظمات و النقابات تضمنت نصوصاً تلزم هؤلاء بالمشاركة في العمل الوطني و القومي. 

 الى هنا انتهت الكتابات والتعليقات بين المحامي القدير مأمون الطباع الذي اعرفه منذ سنوات طويلة وأنه على جانب كبير من الوطنية والقومية وهو من عائله لها تاريخها العريق في مقارعه الاستعمار ومسيره استقلال البلاد , والشيخ الدكتور محمد الحبش عضو مكتب  مجلس الشعب منذ عام 2003  ومدير مركز إسلامي مهم في سوريه وله نشاط متميز على الساحتين العربية والدولية ومحسوب على التيار الإسلامي المتنور 0

 انتهت الرسائل بين الطباع والحبش ولم يقل لنا أي منهم لماذا غاب أعضاء مجلس الشعب عن الساحة الإعلامية السورية في هذه الظروف التي نحن أحوج ما نكون فيها إلى التواجد الإعلامي من قبل :

أعضاء القيادة , أحزاب الجبهة التقدمية, الوزراء , أعضاء مجلس الشعب , المنظمات و النقابات المهنية (على حد قول المحامي الطباع)

ولبيان الحقيقة عدنا إلى صحيفة الوحدوي الصادرة عن حزب الوحدويين الاشتراكيين احد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وما كتبه العديد من الزملاء منهم شعبان عبود  فوجدنا التالي :

صحيفة الوحدوي تقول : رئيس مجلس الشعب السوري يمنع أعضاء المجلس من التعاطي مع وسائل الإعلام.0؟

والزميل شعبان عبود يقول في صحيفة الرأي العام الكويتية : عمّم أخيراً رئيس مجلس الشعب السوري قرارا على الأعضاء يوصي بألا يقوموا بالإدلاء بالتصريحات الصحافية إلى وسائل الإعلام، المرئية والمسموعة والمقروءة، تحت ذريعة «أهمية وحساسية المرحلة الحالية ودقة التعابير المفترض استخدامها ولاتساع التشويش على مواقفنا أو اجتزاء الجمل بغرض الإساءة من قبل بعض وسائل الإعلام».

ويتابع الزميل عبود: وقد لاقت هذه التوجيهات الجديدة ردود أفعال سيئة واعتبرت بمثابة انتكاسة «لمشروع التطوير والتحديث» الذي ارتبط مع وصول الرئيس بشار الأسد، ويتناقض مع مطالب ودعوات الانفتاح والديموقراطية واحترام الرأي وحرية التعبير التي تنادي بها الكثير من الحركات والتنظيمات والأحزاب السورية سواء منها المعارضة أم التي تنضوي في إطار الجبهة الوطنية التقدمية التي تشترك مع حزب البعث في السلطة، إضافة لعموم الطيف السياسي والثقافي السوري.)

 فهل كل هذه الإجراءات غائبة عن الطباع والحبش 00 ؟

أم أنها مجرد أقاويل صحف لا تستند إلى المصداقية والواقع 0؟وما يقال عن الاجتماعات التي عقدت في مجلس الشعب بهدف واحد هو إسكات أعضاء مجلس الشعب السوري في وجه وسائل الإعلام 00 ؟كلها أوهام ولا سند حقيقي لها0

  وهنا نتساءل : إذا كانت هذه التعليمات صحيحة, فان مجلس الشعب يضم بين أعضائه رئيس مجلس الوزراء ,وعدد من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث, ووزير, ورئيس اتحاد الصحفيين ,ورؤساء مراكز دراسات ,وأساتذة جامعات ,وخبراء في السياسة والاقتصاد و000 فهل هم أيضا ممنوعون من الحديث مع وسائل الإعلام 00 ؟

 وللحقيقة نقول انه لم يسبق لنا أن علمنا أو قرأنا أو سمعنا, أي من أعضاء مجلس الشعب صرح تصريحا خارقا قلب فيه الموازين 0؟ أو اتصل أو اتصلت به أي وسيله إعلاميه مشبوهه كما يحاولون الإيهام 0؟ ولم يسبق لأي منهم أن: دعا "إسرائيل" إلى "عقد الصلح مع سورية, أو اعتبر   مجلس النواب الأمير كي، ومجلس الشيوخ، يشرعان "قانونا سخيفا , وان العقوبات على سوريه مضحكه , و أن عضو مجلس الشعب معين تعينا ,أودعا لإنشاء برلمان عربي يكون بديلا لجامعه الدول العربية , أو صرح لصحيفة محليه أن مجلس الشعب ناقش تحت قبته العام الماضي قانون الأسواق المالية والبورصة,( مع العلم بان مثل هذا القانون لم يناقش تحت قبة مجلس الشعب إلى تاريخ كتابه هذه السطور؟وأشار حاكم مصرف سورية المركزي بتاريخ 17-4-2005 بأنه من المتوقع أن تتم  هيئة سوق الأوراق المالية مع نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل) ووو 000او خلط الحابل بالنابل 00 على العكس تماما فان ما نسمعه من تصريحات لأعضاء مجلس الشعب ممن يخالفون تعليمات الحظر المفروضة عليهم هي على جانب كبير من الأهمية والإقناع , وهي تمثل أولا وآخرا رأي الشعب السوري لان عضو مجلس الشعب يمثل الشعب بكاملة 00   

 ويبدو كل ذلك جعل عضو مجلس الشعب محي الدين الحبوش (نائب مستقل عن دمشق منذ عام 1998 وهو من ابرز العاملين في المجال السياحي في سورية) للقول : نعم أيها السادة أتحدث هنا من تحت هذه القبة التي تجمع ممثلي الشعب لأنقل لكم ما يدور في الشارع حيث لم يعد خافيا على أحد خطورة المرحلة وفي ذات الوقت ما يدور في الشارع أيضا عن التهميش الذي يمارس علينا نحن ممثليه لأن الصورة أصبحت أن هذا المجلس الكريم لا يمثله سوى رئيسه 000( نشره كلنا شركاء في الوطن )0

فهل الطباع والحبش لا يعلمون والحبوش يعلم 00 ؟؟  

وأخيرا ادعو السادة أعضاء مجلس الشعب لقراءة المادة -52- من الدستوري السوري( واعتقد أن النائب الحبوش قد قرأها) والتي تنص على:

عضو مجلس الشعب يمثل الشعب بأكمله ، ولا يجوز تحديد وكالته بقيد أو شرط وعليه أن يمارسها بهدي من شرفه وضميره."

 

*كاتب سوري