هل لدينا ثقافة الاستعداد للكوارث؟
عزة الدمرداش
بمعنى أن نستعد للكوارث قبل حدوثها، أم أننا سنتحرك بعدها ، و كالمعتاد في بلدنا الحبييب مشاعرنا مؤججة، و انفعالاتنا ردودها قوية، و لكن في النهاية يحركنا القلب الطيب، و السلبية، و اللا مبالاة، و الجري وراء لقمة العيش، ودوامة الحياة المطحونين فيها هي التي تتغلب على أغلب الكوارث ،وبعدها تركد المياة في مجاريها، إلى أن تنفجر مصيبة اخرى العن من سابقتها.
بعض الناس بسلبيتهم، و بعضهم بفقد هويتهم، و بعضهم بموت الضمير، و الصعود على جثث العباد، و انتهاز الفرص، و الثراء السريع من الفهلوة و المحسوبية
و الرشاوى . كل هذا وليد تخطيط مدمر. كانت ( سياسة الصهاينة ، فرق تسود اما سياستهم افسد تسود). سوف اقرب لك الحكاية ،هي حكاية رمزية خيالية ، بعيدة عن بلادنا و زمنا ، في بلاد نهبستان .
( كان فية حاكم ظالم، و مفتري، و جبلة، و فاسد، و بيسرق نجاح غيرة ، و بيشارك اللصوص في سرقاتهم، مقابل حمايتهم ، و تجده في كل مصيبة يبيع ارضة، و يبيع بلده، و يبيع شعبه قطع غيار للأعداء، يعني لا تعرف له هويه، و لاضمير.
و كان محاط بشوية افاقين ، و منافقين ،بينهبوا و يسلبوا في البلد، و عشان يستمروا في مناصبهم تحت حمايته ، عملوه اله، و جعلوه رأس الحكمة ، و بطل خارق ، و خروا له ساجدين ، اللهم اكفنا و إياكم شرهم . اللهم اكفناهم بما شئت ،و كيف شئت.
كبرالحاكم و عجز ، و شاخ، و اصبح قدم في الدنيا و قدم في الاخرة، قرر ينصب ابنة ويورثه التركة، و الشعب ، اقصد بقايا الشعب،لأنه بصراحة أهلكه ،و جوعه ، وغير ملامحة،بعد ماكان هذا الشعب درة التاج ، أصبح عقد خرز مفكوك .
فكر يعطي درس لأبنه ، عشان يعرف يحكم هذا الشعب، إلى كل شوية يعمل اضراب و يخرج يتظاهر . أحضر كرتونة بها 200 كتكوت، و قلبهم في الحجرة، و طلب من ابنه أن يجمع، و يلم الكتاكيت . طبعا احتاس الولد، و طلعت عينه، و لم يجمع غير عشر كتاكيت، و داخ الولد و سقط جنب ابوه .
و الأن جاء دور النصيحة. تاني يوم احضر الأب نفس العدد من الكتاكيت، في نفس الحجرة، و نفس الكرتونة، و اخذ يرج في الكرتونة بشدة، و شراسة، و عنف ، ثم قلبها، فسقطت الكتاكيت دايخة، و مرهقة تلف حول نفسها ، و قال: لأبنه لملم ، واجمع الكتاكيت ،و في اقل من ثلاث دقائق لملم، و جمع الأبن الكتاكيت، وو ضعهم في الصندوق ،و بكدة انتهى الدرس، و عرف الأبن كيف يحكم الشعب ،ووصله الدرس .
و بكدة انتهت حدوتة نهبستان .
مش عارفة أيه اقحم هذه الحكاية في المقال ، يظهر الزهيمر ظهر . و نرجع لموضعنا .
يقول خبراء التنمية البشرية ، خطط لحياتك ، فإن لم تخطط لحياتك ، فانت من ضمن مخططات الأخرين .
ياترى هل و صل لنا نحن ايضا خطة العمل ؟ و هل سننتظر لما تحدث الكارثة ،أم استعدينا للكارثة ؟