موضوع إنشاء للصف الأول الإعدادي

موضوع إنشاء للصف الأول الإعدادي

د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

عندما كنت في الصف الثالث الثانوي وفي البيت الذي كنت اسكن فيه ليس لنا وإنما ايجار . كنت مستأجرا منه غرفه واحده كحال الطلبه من الريف . في ان نستاجر غرفه واحده .

ابنة صاحب البيت كانت في الصف الاول الاعدادي والوظيفه البيتيه كانت موضوع انشاء. وطلبت مني ان اكتب لها الموضوع.

عنوان الموضوع كان مثيرا للغاية :

(بينماكنت تسير في الغابه وشاهدت كلبا فيها, ويبدو آثار الرباط على رقبته) .

اكتب قصه تبين فيها قيمة  الحريه .

واهتديت الى عنوان القصة وكان:

الكلب والأسد                

 لقد افلت الكلب من عقاله وفر هاربا من صاحبه باتجاه الغابه , يمرح ويلعب ويصطاد بحريته وبدون أوامر أو نهي عن شيء. هو حر في تصرفاته هرب من سجنه الى فضاء الغابة الواسع الجميل .

وبين هو يعيش في سعادته الكاملة التي أعطتها له هذه الحريه .ليقف فجأة مذعورا خائفا يتمنى ان تنشق الأرض ويغور بداخلها من هول الذي امامه انه الأسد ملك الغابة الحقيقيه.

وفكر الكلب بالهروب , ولكن قال ان رجعت فهناك سجن وان بقيت او تقدمت فالأسد سوف يأكلني , وقال في نفسه ليس لك إلا السياسة ايها الكلب المسكين.

فتقدم باتجاه الأسد وحياه  وجرى حوار بينهما :

الكلب: تعال معي ياملك الغابة لترى بعينيك الخدمة التي يقدمها لي من يملكني انهم يعطوني طعامي وشرابي ويفرشون لي فرشا ناعما لأنام عليه واتقي شر البرد في الشتاء وشر الحر في الصيف مظللا بسقف بيتي.

وقال الاسد : ولكنك سجين وهذه آثار الرباط على رقبتك وانت عبد خادم لهم فتعال معي ياصديقي العزيز الى هذه الغابة الخضراء والأشجار الكثيفه والمروج والحقول الواسعة. وتمشي وتنام على راحتك تلعب وتمرح وتصطاد بحريتك .

فالحرية لايوجد أغلى منها ولا أهم منها للمخلوقات أجمع .

وبعد جدال بينهما اقتنع الكلب بفكرة الأسد وقال له حسنا أيها الملك العظيم سوف أذهب معك وأعيش بحريتي التي حرمت منها منذ زمن بعيد .

ومشى الأسد باتجاه عمق الغابة رافعا رأسه بافتخار على انه انتصر للحرية وأقنع الكلب بها. ومن ورائه والكلب يمشي سعيدا في انه بسياسته استطاع ان يتغلب على الأسد ويمشي معه وهو له قرين مع فارق القوة بينهما .

 فالحرب بين طرفين متضادين تأخذ طابع البحث عن السبل الكفيلة في الوصول الى الهدف او المصلحة التي قامت من اجلها الحرب .

يقول نابليون بونابرت (إن اسوأ الخطط العسكريه التي توضع على الورق) .

والحرب أخذت طوابع كثيرة ومنها الحرب العسكريه ,الإعلاميه و الجاسوسيه و المعارك السياسيه , والفكرية والثقافية وغيرها من الأمور .

والنتيجة الحتمية هي ان لاتستصغر نفسك مهما كنت ضعيفا عندما تقارن نفسك مع عدوك واجعل في نفسك دائما انك المنتصر لتحصل على حريتك التي سلبها منك العدو المقابل . مع الوعي الكامل لإدارة هذه الحرية المكتسبة في الحاضر والمستقبل .