بـطـاقـة عـيـد/احـزر من هـو...؟

بـدرالـديـن حـسـن

بـطـاقـة عـيـد / احـزر من هـو... ؟

بـدرالـديـن حـسـن*

القارىء الكريم ! احزر من هو...؟ وأرجوك ألا تستعجل الجواب ! والا وقعـت في الخطأ.

كنت أقرأ عن حاكمٍ تولى أمر بلاد الشام وصفه الكاتب المؤرخ:

حكم بلاد الشام ، فكمم الأفواه. ومارس ظلماً وبطشاً على عباد اللــه بشتى طوائفهم ، و في عهده فاض الكيل مظالم ونكبات ، وزاد الناس فقراً ومرضاً وعاش الناس غرباء في أوطانهم. وارتكبت في عهده مآس انسـانية ومجـازر فظيعة ، فاستحق أن يوصف بالسـفـاح.  فمن هـو..!؟

حاكم آخر..! اتسم بالقوة والظلم والجبروت ، وقتل من مواطنيه الكثير ، فاستحق أن يوصف بالجزار. على أسوار مدينته تحطمت أعتى الحملات العسكريـة في التاريخ الحديث الى شـرقنا العربي بقيادة ( نابليون بونابرت) وكان انكساره سبباً في عودته من حيث جاء بطموحات محطمّة. فمن هـو..!؟

القاريء الكريم ! طلبت اليك عدم الاسـتعجال لئلا تخطيء الاجابة ، فالجزارون كثر والسفاحون أكثر.  فالأول هو جمال باشـا الملقب بالسفاح وأما الثاني فهو والي( مدينة عـكا) أحمـد باشا الملقب بالجزار. والسفاح أبلغ من الجزار وكلاهما ألعن من بعض.

أيها القاريء الكريم ! لقـد حاز جمال باشا والى الشــام على هذا اللقب ، وأطلقه عليه الكتاب والمؤرخون لأنه أعدم عام 1915 وعام 1916 ماتعداده: 32 من رجالات سورية ولبنان.

فاذا كان من يقتل هذا العدد من مواطنيه ينال شرف هذا اللقب ( السـفـاح ) ، فما لقب من يقتل من مواطنيه في نصف ساعةٍ أكثر من عشرين ضعفاً مما قتله جمال باشـا في عامين. حقيقةً لن نجد اللقب المناسـب ولا الكلمة المناسبة.

واحد من رجالات نظام البعث - فعل مالم يفعله جمال السفاح و أحـمـد الجزار-  مازال على قيد الحياة ويتحرك في أرجاء الـمـعـمورة طليقاً ويطرح نداءاته من هنا وهناك – وكأنه لم يقترف شـيئاً - لاصلاح الأوضاع في سـوريـة ولبنان والعمل على التغيير نحو الديمقراطية والحرية.

لثن كان الوقت الذي ارتُكبت فيه هكذا مـذبـحـة غير مسموحٍ فيه البوح ، فان الوقت الآن يسمح أكثر من أي وقت ٍ مضى للحديث عن هكذا جريمة على صفحات الجرائد والمنتديات ، والاتجاه نحو المنـظمات الانسـانيـة والدولية بهذه القضية لينال المجرم عقابه ، ولعلّه يخفف من اثمٍٍ شارك فيه كل من علم وسكت. ولايمنعنّكم حديث المتفذلكين أن هذا استقواء على النظام في الوقت الذي يواجه أكبر الضغوط الدولية ليتزحزح عن مواقفه الوطنية والقوميـة. واذ يحتفل حزب البعث اليوم – ودونما ذرةٍ من خجلٍ أو حياء - بالذكرى الثامنة والخمسـين لميلاده المشـؤوم وفي هذه الظروف المحلية والاقليمية بالذات انّما يؤكد الصفاقة والصلف وقلة الحياء فيما ارتكبه بحق مواطنيه وأمته من جرائم ومذابح في شرقنا العربي. وكم في هذا الشرق من مآسٍ ومهازل..!

          

* كاتب سوري