آه يا نخيل متى تشرق الشمس؟

أبو شاكر الاحوازى

أبو شاكر الاحوازى

[email protected]

نظراته حزينة و غريبة بغربة المظلومين اخذ يدقق النظر الى الجهة الشرقية من نهر كارون الخير (بالامس)الى النخيل الشاهق الذى اصبح كالاشباح و تذكر كيف ترعرع و من صغره حتى طاء طاء راسه ثم جرت دموعه على لحيته البيضاء

تكسرت انفاسه و خرج حنين صدره

ثم قال اه متى تشرق الشمس ؟

دنوت منه ثم دنوت حتى جعلت يداي على كتفيه و كانت فرائصه ترتعش قلت له :

ياعم هون - هون على نفسك

ماذا يبكيك ؟

استدار وجهه لي و قد علت اصواته بالنحيب

توسلته بالله ان يتوقف عن البكاء فاستجاب

ثم كررت السؤال يا عم ماذا يبكيك؟

قال حنين الارض

قلت له : هل كنت مسافرا لسنوات عدة ثم عدت مشتاقا الى ارضك؟

قال : لا

لم اتركها يوما قط لكننى اعيش غريبا في موطني

قلت له لماذا ؟

قال : كنا اسيادا واحرارا و قد اصبحنا عبيدا

كنا نأوي الهارب و نعين الفقير و قد اصبحنا مشردين

و بحاجة الى من يحن علينا

كنا نسير الاخرين وقد اصبحنا مسيرين

قلت له : يا عم ماذا حل بنا

اليس اجدادنا هم الذين انتصروا بالفالة و المغوار على اقوى طاغوت فى

الارض( الجيش الانجليزي) المدجج بالسلاح ؟

قال :نعم

لكن الفرق شاسع بين الامس و اليوم

قلت له هل تزيدنى زادك الله من خيره فى يوم الدين؟

قال : نعم

كنا نعيش فى ارضنا و على ضفاف الانهار و لم يوجد بيننا غريب

و اما اليوم فالغرباء (المحتلين) كثروا و قد سلبونا الارض و الوطن

وقد كنا بالعصبة متحدين و بالاخوة العربية الاصيلة متمسكين

حيث قوة واحدة لصد كل غازي وظالم

فاما اليوم فنحن مفتتين متناحرين وعن الاخوة مبتعدين و بالذلة راضين

و من ثم كان سهل الاتصال باخواننا العرب كالعراق و بلدان الخليج العربى حيث

لم تكن هناك حدود مفروضة و اليوم فنحن قد اصبحنا مسجونين خلف جدران

الاحتلال بما تسمى حدود ايران الدولية

و كان الدافع الحقيقى للانتصار هو احدى الحسنيين الشهادة

او النصربصدق النية و كانت فتاوي المراجع تدوي كالقنابل في عقولنا!

و على هذا الاساس فقد قلنا(صحنه) الطوب (المدفع)اصلب لو مغواري؟

قلت له : اذا كان للمراجع دورا بارزا فلماذا لم تستنجدوا بهم بعد ما اصبحتم عبيدا؟

قال : فعلناها تكرارا و مرارا فكانت اجابتهم انه(رضا خان الفارسي)هو المبشر

بقدوم المهدي المنتظر فلا يجوز مقاومته و الفاعل خلاف هذا فلياذن بحرب من الله و رسوله

عندئذ علمنا ما حجم اللعبة التى لعبوها علينا باسم الجهاد حيث كان ضياع وطننا

و اليوم فان المدرسة الدينية (المراجع) تعمل و بكل قوتها و من خلال رجال الدين الملالي على جعل الدين ينحرف من مساره كقوة محركة للشعوب المظلومة اذ جعلته دين تخدير يجعل من الانسان ان يرضى بالفقر و الظلم و العبودية و كانه القضاء و القدر المكتوب و لابد ان يستجيب للقدر

و على هذا فان المستعمر فقد وجد بيننا من يعينه على خططه الظالمة و من بدايات

الاحتلال و الى يومنا هذا و هم اصحاب الضمائر الضعيفة و المعدومة التى باعوا انفسهم ببضعة دراهم بخسة

فكانت كلمته تدوي في راسي اذ قال علمنا ما حجم اللعبة التى لعبوها علينا (الجهاد)

فيا سبحان الله ما الفرق بين المحتل الانجليزي الكافر(من منظور المراجع فى الفتاوي) فى ثورة العشرين والمحتل الجديد الغير كافر المحرر كاحفاد بنى قنطورا !!!

فلماذا مدرسة الفقه المصدرة فتاوي الجهاد تجعل من الظلم هذا حلال و هذا حرام!!!

اليس هذا التخدير بعينه ؟

و الله من وراء القصد