انا... وابنتي.... والنظام

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

2003 تتساقط الصواريخ والقنابل علينا والدمار والقتل والخراب في كل مكان

بغداد وحولها والعراق كتلة من جحيم

وانا ومعي عائلتي اربعة بنات وثلاثة من البنين

الاب عاجز وبيده عكاز يتوكأ عليها ومريض

قلت لهم اذهبوا الى بلدكم سوريه نجاة من الجحيم

الام حامل وفي شهرها بعد السادس بقليل

عادوا الى الوطن وبقيت في بيتي وحيدا حزين ليس هذا الموضوع الذي يهمني

انما الآتي عذاب الشوق والحب والحنين

سقطت العراق في ايدي الأباليس

ومضت الأيام تحمل في طياتها كل تعيس

اتصلت زوجتي وقالت ولدت بنتا هدية من رب عظيم

حمدت ربي وهنأتها وسميتها اسما في العراق تراه منتشرا

شهد وحب الأب لابنته لايوصف في كلام قليل ولا كثير

نسيت كل ذريتي ولا افكر إلا فيها وكأنها المولود لي الوحيد

صدري لايطيق الما يحتاج ان يحضنها ويضمها اليه

وان يؤذن بأذنيها الصغيرتين ليكون اول كلام تسمعه بذكر العظيم الجليل

ياه ماأصعب شوقي اليها ياترى هل كل الآباء مثلي

لايوجد حب في قلب الاب اعظم من حبه لبناته بكل تأكيد

فمهما كابر وعاند لو دخلت داخل قلبه لعرفت كلامي صحيح

وبعد اربعة سنوات وشوقي اليها يزيز ويزيد

قالت لها امها غدا ترين ابوك وتلقيه وتفرحي به فرحا كبيرا وأكيد

لم تنم البنت الصغيرة يومها  وأينما ذهبت تقول بكرى رايحه اشوف أبي شوقها ليس بعده شوق أكيد

حسبت انها ستلقاني واحملها وادللها كما فعلت مع اخواتها في الماضي القريب والبعيد

مع انني لاأبكي في اللقاء أو الوداع وانتظرت ذلك اليوم وكأنه أطول يوم في حياتي كلها

كان اللقاء على النيت وعلى الكام وفوجئت هي رغم عمرها الصغير

عندما شاهدتها دمعت عيني وبكيت

وسلمت علي بعد ان قالت لها الام الحنون هذا أبوك يابنتي شهدا كلميه فهو اليك يكاد يموت من الشوق أكيد

كلمتني وتقول لي انا بحبك يبابا انا مشتأتلك اكتيييييييييييييييير اكتييييييييييييييييييييير

بحبك يبابا بحبك اكتيييييييييييييييييييير

حلوة جميلة شقية لسانها وكلامها الذ من اللذيذ

ارسلت لها قبلة وهميه كبيرة على الشاة  أعجبتها تلك القبلة وقالت لي

ارميلي بوسه كبييييييييييييره اكتير

أخذت ارمي لها البوسات تباعا وهي ترد علي بالمزيد

ياه....كم وددت وقتها ان تكون معي وابوسها وتبوسني بكل حب وعاطفة اب وبنت ليس فيها اي غش او تبليس

ةالآن اصبح عمرها ست سنين ومرت وشوقي اليها كقطعة نار في قلبي لاتفارقه اكنت صاحيا أم أغط في نوم عميق

اليس حرام عليك يانظام بلدنا تحرم هذا الحب وتقتله في نفس طفلة بريئة وأب وزوجة وزوج بظلم ليس بعده من مزيد

لم يسمح لشهد او امها او عائلتها كل ان يروا الأب والزوج منذ سنين

هذا نظام بلدي ..............ممانع في طبعه

لافارق عنده

حتى من نظامه صفة ممانعة

ياترى هل الممانعة موجهة لنا ام للعدو اسرائيل؟