إيران و نظرتها إلى العرب
أبو إخلاص الاحوازي
عندما يمر الانسان في تجربة و يرى من خلال هذه التجربة مأسي كثيرة يحاول ان لا يعيد التجربة مرة اخرى لان في ذلك سوف يكون غباء و كما يقول المثل العربي ((لا يلدغ المرء من جحر مرتين)).
منذ 12 من شهر حزيران و بعد الانتخابات التي تمت في ايران حتى يومنا هذا ايران لن تقف ساكنة بل انما يوما بعد يوم تزيد فيها الشرارة لاسقاط الديكتاتورية المتمثلة في ولاية الفقيه التي اتى بها الخميني في عام 1979 .حديثنا هنا ليس ديكتاتورية خامنه اي او الخميني او شي تحت عنوان ولاية الفقيه بل انما الحديث المهم في هذا المحور انها ايران و سياساتها بنفسها .ان هذه الدولة و بسياساتها الاستعلائية التي تحملها على مدة تاريخ حضورها في المنطقة سببت الكثير من المشاكل الى دول المنطقة خاصة العربية منها بحيث تنظر الى الشعب العربي بنظرات احتقار و كأن عليهم ان يكونوا عبيدا لها و انهم شعب حفاة و لا يعرفون الحضارة . لهذا نرى انها ((ايران)) و في تاريخها المعاصر و منذ بدايات القرن العشرين تحاول اعادة مجدها التاريخي المتمثل في امبراطورية فارس القديمة التي سحقها العرب بكلمة ((()) و استطاعوا ان يبسطوا سيطرتهم على بلاد فارس انذاك .في الربع الاول من القرن العشرين احتلت فارس الاحواز العربية و منذ ذلك الحين حتى هذه اللحظة حاولت و بكل الطرق تغيير معالم هذه الارض العربية ولكن بتمسك ابناء هذه الارض بات الامر مستحيلا للفرس حيث ان ابناء الشعب العربي الاحوازي تصدوا للاحتلال الفارسي بثوراتهم المتتالية التي وصلت الانتفاضات الـ 15 و اخرها كانت الانتفاضة النيسانية في عام 2005 التي قدم فيها ابناء الاحواز اروع ملاحم البطولات..
ايران في تاريخها المعاصر مرت في مراحل مختلفة خاصة الفترة بين الانظمتين الملكية و المتلبسة بلباس الاسلام او الملالية . في فترة النظام الملكي حاول الاحوازيين و في ثورات متواصلة الخلاص من الاحتلال الايراني و خاصة مشاركة الاحوازيين في ثورة الشعوب في عام 1979 التي صادرها الملالي بعد خداعهم الشعوب المقهورة بعد ما كانوا وعدوهم بوصولهم الى حقوقهم المشروعة خاصة الشعب العربي الاحوازي .عندما كان الخميني يتواجد في العراق التقى فيه عددا من الاحوازيين و الذي حينها وعدهم بعد سقوط النظام الملكي سيحصلون على حقوقهم القومية و الوطنية ولكن بعد سقوط النظام ما قدمه الفرس و على راسهم الخميني اكثر من 350 شهيدا في الاربعاء السوداء غير المشردين و المعتقلين للاحوازيين .في ثورة عام 1979 ليس الاحوازيين فقط استبشروا بالخير بل انما كل العرب في الوطن العربي تاملوا بان يكون الخميني غير الشاه الذي كان يتسمى شرطي الخليج لهذا صدام حسين الرئيس العراقي السابق كان اول قائد عربي يرسل بتحية للخميني لنجاح الثورة الجديدة ولكن رد الخميني له كان (( السلام على من اتبع الهدى )) و الخميني بهذا الكلام كان يقصد الكثير حيث تصدير الثورة و التي حتى يومنا هذا رفاقه و كل العنصريين الفرس مستمرين في نهجه و سوف لن يتخلوا عن الامر لان اصبحت اعادة امجادهم بامبراطوريتهم القديمة في دمائهم .بعد احداث 12 من حزيران و بعد الانتخابات التي تمت في ايران و التلاعب الذي تم فيها و تدخل خامنه اي المسمى ولاية الفقيه خرجت الكثير من المقالات من كتابنا العرب .منها من تستبشر بالخير في اسقاط الدكتاتورية و منها من تدافع عن الدكتاتورية و منها من تقول بان الاصلاحيين سيكونون افضل من المحافظين و البعض الذي دافع عن النظام الحالي و كانه الاب الروحي لهم و بفقدانه ستكون نهايتهم .بتجربتنا و خاصة نحن الاحوازيين للنظامين السابقين ((الملكي و المتلبس بلباس الاسلام)) وصلنا الى هذه النتيجة حيث ان الفارسي المشبع بالعنصرية لا يختلف عن بعضه مهما تغيرت ملابسه حيث تبقى العقلية الفارسية الاستعلائية متسيطرة حتى و اذا تغيرت الكثير من الانظمة على راس الهرم في جغرافية بما تسمى ايران.لقد جربت الدول العربية النظام الملكي على زمن الشاه و لن تحصد غير الويلات منه حيث تم احتلال الاحواز و تم احتلال الجزر الاماراتية الثلاث و اكثر من ذلك كان مصدر تهديد للدول العربية و كان يسمى شرطي الخليج الراعي للمصالح الغربية و الامريكية .و ايضا اليوم نجرب النظام المتلبس بلباس الاسلامي بشقيه المحافظ و الاصلاحي .منذ بداية الثورة في عام 1979 كنا نتعايش مع المحافظين و على راسهم الخميني حيث جرعوا الدول العربية الويلات بتصديرهم للفتن و في عام 1997 و بعد ان نجح الاصلاحيين و على راسهم خاتمي في الانتخابات ايضا لن تسلم الدول العربية من مصائبهم حيث صرحوا و بكل وقاحة لولالهم لما سقطت لا كابل و لا بغداد و الاحداث التي حصلت و تحصل في بلداننا العربية خير دليل و ايضا الجرائم التي ارتكبوها في الاحواز العربية بعد ما خرجت الوثيقة التي سربها ابناء الاحواز و الانتفاضة النيسانية في عام 2005 و الاعدامات التي تلت تلك الاحداث غير الجرائم و الاغتيالات التي قاموا فيها في السجون و المعتقلات و الاحكام الجائرة التي حكموا فيها ابناء الاحواز و كل ذلك تم على زمن الاصلاحيين.لذلك نقولها نحن الاحوازيين ان الفرس و بعقليتهم العنصرية لا يختلفون عن بعضهم البعض مهما اختلفت مشاربهم و مهما اختلفت وجوههم حيث نظرتهم تجاه المنطقة العربية نفسها و احتلالهم للاحواز العربية و الجزر الاماراتية العربية ليس الا من اجل ان ينتقموا من العرب للامبراطورية التي سقطت على ايادي المسلمين العرب حسب ما يقولون .لذلك على العرب ان يعوا هذه النقطة جيدا بان ليس لهم مفر من مطامع الفرس حتى بتغيير الانظمة الا بتغيير هذه الجغرافية المسمى ايران و ذلك من خلال مد الشعوب المقهورة فيه و من هذه الشعوب الشعب العربي الاحوازي الذي يعاني الكثير .بتغيير جغرافية ايران سيكون الفرس اقلية غير قادرين على اصدار اي تهديدات للمنطقة العربية .لذلك على الشعب العربي لا يستبشر بالخير كثيرا بسقوط النظام في ايران بل انما عليهم ان يمدوا تحرير الاحواز من الاحتلال الايراني .