التربح بالكنيسة !
أ.د. حلمي محمد القاعود
اهتم صبيان لاظوغلي ، وهم في الوقت نفسه صبيان الكنيسة بالتقرير الأمني الكاذب عما يسمى التربح من الإخوان، وأضافوا إليه بخيالهم المريض أشياء من عندياتهم طمعا في المزيد من المكاسب والمنافع التي يوفرها لهم الهجوم على الإسلام والإخوان والكتاب الذين يرفضون الاستبداد والطوارئ والفساد والفشل الذريع الذي تعيشه السلطة في كافة المجالات ..
نسي الصبيان أن التربح الحقيقي السائد الذي يعلمه الصحفيون وأهل التخصص هو التربح الذي يأتي من جانب السلطة ، أي من أموال الشعب البائس الفقير المظلوم ، أما التربح الذي يفوق التربح من الحكومة فهو التربح من الكنيسة ، حيث إن التربح المادي والمعنوي منها يفوق بمراحل التربح من الإخوان على فرض صحته ، ومن أي جهة أخرى .
فالكنيسة منذ بدأ التمرد الطائفي في أوائل السبعينيات ، وهي تعمل بدأب عظيم ودعم أميركي كبير ، لما يسمى استقلال الأقباط ومحاربة الإسلام ، ومنع تطبيق الشريعة ، والقضاء على اللغة العربية ، وبعث ما يسمى اللغة القبطية ، وتصوير الفتح الإسلامي لمصر بأنه استعمار بدوي متخلف لمصر القبطية المتحضرة ، ووضع عمرو بن العاص في شكل السفاح الذي أخذ البلاد عنوة ، وحارب المسيحية ، وكأنه لم يهب المسيحية للنصارى في مصر ، ويؤمّن عودة الأنبا بنيامين إلى ديره وممارسة شعائره.. ثم رأينا من يقول إننا أصحاب البلد .. أي إن النصارى هم أصحاب البلد وأن المسلمين غرباء يجب أن يخرجوا منها ، وحتى ذلك الحين فعليهم أن يكفوا عن إعلان إسلامهم أو التطبيق العملي لشريعتهم ، ثم كانت الروح التعصبية الجديدة التي تطارد كل كلام عن الإسلام ، وتلوح بالاعتكاف والاستشهاد وتأليب الرأي العام الاستعماري الصليبي في الغرب من خلال الخونة الذين يعيشون في الخارج ، مع التشهير المستمر بالإسلام عبر القنوات الفضائية التي يديرها خونة متعصبون ، فضلا عن المواقع الخيانية الطائفية على الشبكة الضوئية التي لا تتوقف عن التشهير بالإسلام وعلمائه ودعاته ..
ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل امتد ليعمل داخل الحقل الدعائي الصحفي والتلفزيوني والإذاعي والثقافي في الداخل ، فرأينا صحفا يملكها مليارديرات ومليونيرات طائفيون متعصبون ، ولا تقرأ فيها كلمة واحدة دفاعا عن الإسلام وأهله ، بل إنها تنشر كل ما هو مصادم ومسيء وجارح وقارح أيضا ، في الوقت الذي لا تجد فيه جريدة واحدة أو قناة واحدة أو محطة إذاعة واحدة يملكها مسلمون وتعبر عن إسلامهم ، وتدافع عنه ، وتشرح مفاهيمه ..
ورأينا المال الطائفي يتدفق على صحف بعينها وأحزاب معينة ، ورأينا صحفيين يجلسون مثل الأرانب المذعورة في حضرة قيادات التمرد الطائفي من آباء وقساوسة ومطارنة وغيرهم تعظيما لهم وإجلالا وتقديسا ، مع استئساد وانتفاش غير عادي على علماء الإسلام والأزهر ، وتصويرهم في صور مقززة وحقيرة وسب وشتم للصحابة وعلماء الدين ، وحظي أبو هريرة رضي الله عته والإمام البخاري والإمام ابن تيمية بالنصيب الأوفى من الإهانات والشتائم ، وقال قائل إن كتب ابن تيمية يجب أن تلقى في أقرب زبالة ! ( هل يستطيع أن يقول ذلك عن أي كتاب نصراني من مؤلفات قس مغمور ؟ ) !
كتب أحدهم بمناسبة مرور 55 عاما على جلوس زعيم التمرد الطائفي على كرسي الرهبنة ، فوصفه براهب الوطن ، وأضفي عليه من الصفات ما يرفعه إلى مقام النبوة ، بل مقام الألوهية ، أستغفر الله ، وفي الوقت نفسه فإن هذا الشخص عاش حياته الصحفية لا يعرف غير هجاء الحركة الإسلامية والإخوان المسلمين خاصة ، وإظهار كل من يمت إلى الإسلام بصلة في صورة الشيطان الرجيم الذي يجب طرده من رحمة الله والسلطة والوطن ، والتخلص منه بكل وسيلة ممكنة .
صبي آخرمن صبيان الكنيسة يتربح من كل مكان حتى المحررين الصغار ، يتربح منهم بأكلة سمك أو توصيلة سيارة أو غير ذلك مما تحتفظ به الملفات المخجلة ، لا يكف عن إهانة علماء الأزهر والدين الإسلامي ودعاته ؛ في الوقت الذي يشيد فيه بالمنحرفين الذين يهاجمون الإسلام ويراهم مستنيرين وتقدميين ، وتأمل مثلا إهانته لمرشد الإخوان محمد مهدي عاكف ووصفه بالإرهابي ! حين يقول عنه:
"يجلس هذا الرجل على نار عندما جاء منذ سنوات مرشدا عاما لجماعة الإخوان المسلمين . لم يتفاءل به أحد وذلك لتاريخه الإرهابي الطويل .." في الوقت الذي يمتدح فيه امرأة مطلقة تنصرت وتركت الإسلام ، ويراها تحمل على كتفيها طاقة هائلة ، ويبدى تخوفه عليها من الذين يريدون إرجاعها إلى كتيبة الصامتين ، فهو يريدها أن تكون مفكرة ونشيطة وليس شهيدة حتى يرتفع الظلام الذي يعيشه هو وأمثاله على أيدي هؤلاء الذين يعارضون أفكارها ورؤاها.!.
ومن المؤكد أن مثل هذه النوعية من صبيان الكنيسة ، يمثلون عبئا حقيقيا على الصحافة المصرية التي تمثل دور الرائد في المنطقة ، فهم لا يعبرون عن آراء حقيقية تخصهم ، بقدر ما يروجون للغير سعيا لمكاسب ومنافع ، رخيصة أو ثمينة ، وهم لا يؤمنون إلا بالعائد الذي يعود عليهم ، ولو أن الأزهر مثلا أو وزارة الأوقاف أو جماعة الإخوان أغدقت عليهم مثلما تغدق الكنيسة أو جهات أخرى ، أو كانت تملك صوتا مؤثرا في تعييناتهم وترقياتهم لا نحازوا إليها ، بل لو جاء نتينياهو وصار رئيسا لمجلس الشورى مثلا ، وصار صاحب رأي في التعيينات والترقيات ، لامتدحوه وأغدقوا عليه من الصفات ما يجعله ينتقل من الوضاعة الوحشية إلى الزعامة الإنسانية ..
إن بعضهم في سلوكه الانتهازي الرخيص يأبى إلا أن يميع القضايا القومية الخطيرة ، ويسعى إلى كتابة كلام لا يمكن الإمساك به أو تقويمه ، بل إن بعضهم أحيانا ينحرف بهذه القضايا إلى حالة من الشخصنة ، تكشف عن وضاعته وخسته ونذالته أكثر مما تكشف عن فكره وقيمه ورؤاه.. ناهيك عما يصدر عنهم من فحش في القول ، وبذاءة في التعبير ، وسفالة في الأداء .. والعجيب أن بعضهم يلهث ليكون مدرسا جامعيا .. ولا أدري كيف يصبح أمثال هؤلاء مدرسين جامعيين ، وهم يقومون بدور الكلاب الضارية في حراسة أسيادها ؛ دون أن يمتلكوا فضيلة الوفاء التي تتمتع بها الكلاب الحقيقية .. إنهم لا يجدون غضاضة في الانتقال من سيد إلى سيد ، جريا وراء المنفعة الحرام .
من المؤكد أن التربح من الكنيسة أكثر عائدا، وأبقى أمدا ، لأنه ينتمي إلى الجهة الأقوى في البلد ؛ التي تدعمها أقوى قوة على ظهر الأرض في زماننا ، وإلا قل لي : لماذا لم يعلق صبيان الكنيسة في صحف السيراميك والتعري وغيرها ؛ على حديث زعيم التمرد الطائفي لقناة طائفية ، كال فيه التهم للشعب المسلم والنظام القائم ، ولم يتصد له إلا كاتب محسوب على السلطة في الأهرام المسائي ، لم يستطع أن يذهب بضميره إلى النوم، ولكنه استصرخه ليرد على من أهان الوطن ، وادعي ادعاءات غير صحيحة ،ثم يناقش ما يفعله خونة المهجر وإهانتهم للوطن ودين الوطن ورموز الوطن ، بل لمن يدافع عنهم ممن يحملون أسماء إسلامية ، ويذوبون هوى وعشقا في الكنيسة ، وزعماء الكنيسة..
من المؤكد أن صبيان الكنيسة ولا ظوغلى في صحف السيراميك والتعري والصحف الموالية للحرس القديم ، يقومون بدور مرسوم لهم في هجاء الإسلام والتشهير بعلمائه ودعاته ، ولكنهم يظلون في كل الأحوال صبيانا ، لا قيمة لهم بجوار معلميهم الكبار، لأن ثمنهم معروف !
تلميع الوزير :
بدأت حملة إعلامية ضخمة لتلميع الفنان من أجل اليونسكو ، والتغطية على فضيحة جوائز الدولة . قنوات فضائية ، وصحف ومجلات عريقة يظهر الفنان على غلافها كله ، وكتاب يكتبون ويشيدون بعبقريته ويهجون الشعب المصري الذي يخاصمه ، ويرون أن من ينتقد الوزير كان يبحث عن منصب أو منفعة لديه، وما درى هؤلاء أن طلب المنفعة من الوزير سهل للغاية وأيسر من الهجوم فالتكية مفتوحة لكل من يبتسم لمعاليه . صحيح أن بعض الذين يبحثون عن المنافع هاجموا الوزير من أجل أن يكون العائد كبيرا ، وقد تحقق لهم ذلك فسكتوا وتصالحوا مع الوزير ، وتناولوا معه الكباب الشهي ، أما الذين يرون فساد الوزارة جريمة تضر بالأمن القومي والثقافة القومية والآثار القومية ، فلم يسكتوا أبدا ، وهم أكبر من المنافع الدنيوية الفانية ، ولكن السؤال هو : هل يمكن التغطية على الفساد في الوزارة والفضيحة في الجوائز والخيبة في اليونسكو بمثل هذه الحملة الموجهة ؟ الأيام بيننا !!!