الحاجان صالح .. مهلا
عبد الله زنجير */سوريا
بالصدفة ، اطلعت على مقالتين في وقت واحد ( موقع الديني و السياسي في وثيقتين معارضتين سوريتين ) للأستاذ ياسين الحاج صالح ، مؤرخة في 24 / 7 / 2009م ، و الثانية للكاتب محمد حاج صالح ( هل يفوز الأصوليون إذا ما جرت انتخابات ديمقراطية في سورية ؟) في 27 / 7 / 2009م ، ولا أعرف لماذا تخيلت أنني أمام عزف موسيقي على خشبة المسرح ، فيه من النغم و التناغم و ربما السلطنة ، ما ليس بحاجة للتفكر و التفسير
العرب تقول : ثبت العرش ثم انقش .. وحين يكون الحديث عن التيار الإسلامي في سورية الذي ( لا يخفي تطلعاته السياسية و طموحه إلى السلطة ) أو أنه غير مهتم ( بفقد مضمونه الروحي !) في سياق مستعار للأزمة الوطنية المتفجرة إبان الثمانينيات - كما السيد المخضرم ياسين - ثم يجيبه من النروج الأستاذ القصاص محمد ، متقصيا ديموغرافيا لمناطق و مناحي القطر ، بعنونة مبتذلة معرفيا فهذا شيء لايتصور من أقلام لها عراقتها و حنكتها . ذلك أن الطرز التخميني أو التنجيمي المزخرف ، موضة مسبوقة باتت على خصومة دائمة مع معايير المعلومة الجديدة والتحليل المتوازن ، وهي بكل تأكيد شكل انتقائي مؤدلج بالخط الثلث ، لقراءة البدايات الزمنية ، ماض و حاضر ومستقبل ، أود - مخلصا - لو تنزه عنه كل أحد في كل موقع
الأستاذ ياسين أحب أن يدافع عن ( حق ) الإسلام السياسي ، أو السنية السياسية ( كرديا ) في ظلال رؤية مستقبلية لبعض المعارضة تم نشرها . لكنه قفز فوق أدلة دامغة منطلقا من أحداث الثمانينيات ، ثلاثين عاما إلى الأمام ، ليصدر في اللامعقول السياسي قراره بشهوة السلطة أو حتى التسلط لدى الإسلاميين خصوصا و عموما !! وليته كان أكثر قسطا ، فقرأ تلك الأحداث المريرة من زواياها المختلفة : مذكرات العماد المتقاعد طلاس ، أو أدبيات منظمة العمل الشيوعي ، أو أعداد نشرة ( النصر ) ، أو ماكانت تنقله مجلة الحوادث اللبنانية ، أو استنفار إذاعة صوت سورية من بغداد اليمينية إلخ .. أو أضاف من أجل عيون الموضوعية مقارنة مستحبة لما حدث - ومازال - في الأطر الداخلية للأحزاب السورية ، سواء الكتلة الوطنية أو الحزب الشيوعي أو الحزب السوري القومي أو حزب البعث أو ( القيادات ) المؤقتة لدى أكثر من طرف
الحركة الإسلامية الآن ، وحتى في أقصى حالات الحشد السياسي مع النائب السابق خدام ، لم يظهر بالمطلق أي ثبت لوصاية سياسية محتملة ، بل جل ما كان عبارة عن برنامج للشراكة الوطنية ، بينه و بين النهم للحكم سنين ضوئية . وقبل تلك المرحلة أظهرت مشروعها الحضاري لسورية المستقبل ، وأثناء تلك المرحلة كان ( الإخوان ) كتيار فكري يعلنون أمنيتهم بتحييد الجانب السياسي عن نمطهم العام ، من خلال تأسيس أو دعم أي حزب قريب مرخص و شرعي ، يهتم بتحقيق مبادئ الشورى ومفاهيم المنافسة الشريفة الواعدة
وبالتالي ليت د. محمد حاج صالح لم يتعب في تلك الحسابات المناطقية ، غير القائمة على أصول التحليل الواقعي أو المنطقي المقارب ، والتي ما أنزل الله بها من سلطان
إن القرار الناجز بتعليق المعارضة و مد يد الصلح من جانب الحركة الإسلامية ، أدهش الكثيرين بجرأته و جودته . وقد خرج قبل أيام المعارض المعروف رياض الترك ، ليرحب بالانفتاح الأمريكي اتجاه سورية في خطوة إضافية لافتة على هدوء المناخ و إفشاء التحية
أذكر بأنه في 1994 م تولدت فكرة المؤتمر القومي الإسلامي ، والصحافة الحصيفة تلك التي ترصد الحقائق والتحولات دونما أحكام مسبقة أو هواجس كبيسة
دعوا الإسلاميين يقولول كلمتهم و استمعوا لآرائهم .. ألا ترون نصف الكأس الممتلئة ؟
*عضو رابطة أدباء الشام