حتمية التفاوض بين الأطراف المتنازعة

وعلاقة ذلك بمستقبل التفاوض بين المعارضة السورية والنظام

د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

إن أي صراع بين طرفين او أكثر متحاربين لابد وأن ينتهي , والنهاية تكون بآخر أشواطها اللجوء إلى المفاوضات .

والمفاوضات بحد ذاتها تقسم الى قسمين رئيسيين :

اولا: المفاوضات الإجتماعيه وهذه تختص بالنزاعات الفرديه او الجماعيه داخل المجتمع كاضطراب العلاقات الزوجيه على سبيل المثال.

ثانيا : المفاوضات السياسيه  وهذه المفاوضات تتفرع الى فروع كثيرة ومتشابكة . ولكن مهما اختلفت اهدافها فهي تقوم على قاعدة عامة الا وهي الربح والخساره.

ويمكن تصنيفها تحت بند نظرية المباريات بين الفرقاء  وهذه المباريات تعتمد إقامتها على أساسين للتفاوض :

1-(صفر,صفر) بمعنى التفاوض هنا يكون لصالح طرف واحد في سحق الآخر .

2-(ربح,خساره) بمعنى البحث عن الحلول الوسطى او بتعبير آخر يوجد ربح للضعيف على حساب القوي.

نظرية المباريات هذه تفيدنا في الوصول الى الموقف التفاوضي (اي وصف الهيكل التفاوضي )

اما النظرية المكملة الى نظرية المباريات :نظرية (الوصول الى  القرار) وهي تعالج كيف يصل المفاوضون الى اتفاقات تتناسب والموقف التفاوضي , وطريقة فهم الموقف والتعلم منه,وكيفية الوصول الى أفضل الحلول الممكنة.

ومن ثم فإن نظرية المباريات تفيدنا في وصف هيكل الموقف التفاوضي . ونظرية القرار تفيدنا في وصف كيف تم وضع وتحديد استراتيجيات التفاوض . ومن ثم فالنظريتان مرتبطان بشكل تكاملي.

يقودنا ذلك الى بناء نظريات التفاوض .

1-   التوسط بين الطرفين , بهدف تقليل الهوة او الفجوة بين الاطراف المتنازعه.

2-   استراتيجيات التفاوض المبدأي وهو النظر في أفضل المكاسب لكل من الطرفين وتحديد النقاط المتصارع عليها.

وفي هذه الحاله يجب اعتماد القواعد الآتية:

1-لاتفاوض من أجل تبرير المواقف

2-ترتيب خطوات طريقة التفاوض

3-التركيز على المصالح وليس المواقف .

وبما أن الموضوع يعبر عن الوصول الى التفاوض بين المعارضة السورية والنظام السوري فلا بد من اتباع قاعدة الأمر الواقع

ويوجد اساسين للتفاوض في هذه الحاله:

1-فوز فوز

2- فوز خساره

فإن المفاوضات بين المعارضه السوريه والنظام تقع تحت بند الفاوضات بين القوي والضعيف . ويشبه مدير هندوسي التفاوض في هذه الحاله (إن المفاوضات بين القوي والضعيف كالمفاوضات بين الاسد والحمل وفي النهاية فإن الاسد سوف يأكل الحمل حتما) .

وهي ليست قاعدة ثابتة فكثير من المفاوضات كهذه ادت إلى فوز الضعيف في المفاوضات على حساب القوي .كالمفاوضات حول قناة بنما بين امريكا وبنما وكان الربح لصالح البنميين في تلك المفاوضات.

فالمفاوضات غير المتكافئة فيها الطرف الأضعف ان يتخلى عن انه منهزم أو مغلوب واي نتيجة يحصل عليها يقابلها خسارة للطرف الأقوى وذلك بالإصرار على الهدف ومعرفة كيفية التفاوض مع الطرف الآخر.

ويبنى التفاوض من الأعلى إالى الإسفل او العكس.

مما سبق ذكره يمكن ان يكون عندنا هامش من الحرية والحركه او استراتيجية مفادها اننا بصدد التفاوض وعلينا ان نسعى بكامل جهدنا للجلوس الى طاولة المفاوضات .

كيفية الوصول إلى ذلك ؟

فلا بد للمعارضة من عمل الآتي:

1-   ان تتفق فيما بينها لاختيار فريق مفاوض يتمتع بكيفية إدارة المفاوضات وهذا الفريق يمتلك الصلاحية الكامله وفق الاجندات المتفق عليها ومحاورة الفريق الآخر  للوصول الى حل واضعين استراتيجية أساسية الا وهي (الفائده للطرفين وليس لطرف واحد مع عدم التفاوض على مبررات الخلاف السابق وأصله وسبب وجوده وإنما يكون التفاوض فقط على المصلحة العامه) .

2-   ان يكون التفاوض على نقاط محددة وليست عامه تشمل الكل اي يكون التفاوض من الأسفل الى الأعلى .

كيف ومتى واين  او بالأحرى اي النقاط الواجب التفاوض عليها واهمها بالنسبة للمعارضه .

ان يتم التفاوض على الأمور الآتيه :

1-   عفو عام يشمل كل المعارضه في الداخل والخارج واطلاق السجناء السياسيين.

2-   الغاء احكام القوانين العرفيه في سوريه

3-   الغاء قانون ال49

4-   حرية تشكيل الأحزاب .

واعتقد ان الكثير من الناس في المعارضة السوريه والمحسوبين على النظام سوف يرون في هذه الخطة متنفسا لهم لحل المشاكل بين الطرفين .

لأن الحقيقة المرة سيبقى الوطن هو الخاسر الوحيد عندما يبق الإصرار على مفاهيم ( الإطلاقيه) ولن نصل بعدها الى مفهوم الوسط او (التوفيقيه) . كالصراع القائم بين التنوريين  والسلفيين وبأن الفكر العلمي العقلاني والفكر الديني نقيضان لايلتقيان .

إن مواقف الفصيلين النظام والمعارضه يفكرون بالطريقة الإطلاقية نفسها .

فكل فريق يصف الفريق الآخر بنفس الصفات وكل متمسك بموقفه بشكل مطلق .

ولا بد من الوصول الى الحل الوسط وان تقام المباريات بين الطرفين على اساس نظرية(فوز ,خساره ) لاعلى أساس (صفر , صفر).