تأرجح الأعراب مابين الحساب والعقاب

د.مراد آغا *

[email protected]

أذكر مقولة لأحد الأقرباء أتحفنا بها وصفا لواقع قائم وهو انه ان كان للعباد رب يحاسبهم وكل حسب نيته وماجنت يداه فان للعربان حسابان حساب في الدنيا الفانية بين بعضهم البعض وحساب في الآخرة أمام رب الأنام 

وبالتالي وبحسب الاستنتاج السابق فان حساب العربان مضاعف يعني وخير اللهم اجعلو خير حساب مدوبل مابين الدنيا والآخرة

وأذكر هنا قصة أحد الاخوة من الفلسطينيين من المهجرين في مناكبها بعد رحيله عن الضفة الغربية عبر الضفة الشرقية أو مايسمى اليوم الاردن أو متصرفية هاشمي هاشمي منذ ثلاثة عقود عانى فيها الأمرين من فئة صبرك ياعبد الودود

المهم وبعد أكثر من 30 عاما في الاغتراب ونتيجة لاصابته بأحد الأمراض العضال  ظل الرجل  على اثره مقعدا ينتظر فرج الكريم مكابدا المرض والفاقة عائشا ومتعيشا في بلاد الاسبان بفضل جود وجهود بعض من أهل الكرم والأجاويد من العرب  وأغلبهم من المغاربة والأعاجم من الاسبان وكان ياماكان

وفجأة وخير اللهم اجعلو خير وخير ياطير طفا وظهر على السطح أحد الصناديد من هواة الشعارات والديباجات من ممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية فقام بنتر هذا الدرويش درسا في الوطنية والعاطفية وحب الوطن من فئة ياخسا وياباطل رشا ودراكا عالواقف والمايل حتى سقط وهرهر صاحبنا بعد اصابته عاطفيا بالضربة القاضية حشك لبك وحشره في خانة اليك فانتفض وهب ونهض متحمسا للرجوع الى ربوع الوطن حيث تم اقناعه بأنه ما أن تطأ قدماه حتى تنفتح في وجهه جنات الاله وسيتحول الى ملك زمانه من فئة الشاه وستهطل عليه الزغاريد من الشفاه مع كم موال وياليل وآه

يعني من لحظة وصوله الى مطار متصرفية هاشمي هاشمي سيتم استقباله استقبال الأبطال وبعد يوم أو بعض من الزمان سيدخل الضفة الغربية كبطل من هذا الزمان وكان ياماكان

طبعا كان أخونا من اللذين يعيشون على فيض الكريم لامال ولاأوراق ثبوتية انما مجرد وثيقة ستنقله بالمعية الى الديار الاردنية

 وكما يعرف الكبير والصغير والمقمط بالسرير أنه في عالمنا العربي بالصلاة على النبي دخول الحمام مو متل طلوعه يعني الداخل مفقود والخارج مولود 

وان كان الخلاف الجوهري في عالم العربان أنه ان دخلت حاملا الملايين والألوف فانهم سيحملونك على الأكتاف وعلى الراحات والكفوف وستهاجمك الألوف طمعا في مافي الجيوب مما يحمله الثري الحبوب

أما ان كان القادم خالي الجيوب وخاوي الكفوف يعني بالمشرمحي معتر ومنتوف ومبهدل عالمكشوف فهنا تتساقط عليه السيوف والسكاكين من الأغنياء والمساكين ويتم طمره بتسونامي من القهقهات والسهسكات والآهات من فئة نامي جموع الشعب نامي والله لا كان جاب الغلا وبلاها هالشوفة بلا

المهم وبلا طولة سيرة وهوبرة ومسيرة دخل أخونا الى بلاد هاشمي هاشمي متل صبي الحمام يد من ورا ويد من قدام

وبعد السلام عليه ناوله أحدهم خمسين دينار قائلا له هاي خمسين ليرة ودبر حالك

طبعا الرجل عندما كان في بلاد الاسبان كان الدواء والغذاء يصله مجانا من قبل أهل الخير ناهيك عن الطب المجاني المدعوم حكوميا من قبل الحكومة الاسبانية حيث العناية الصحية تشمل الجميع من الكهل حتى الرضيع

لكن أن يضل النفر ويضيع كما حصل لصاحبنا حيث أغلقت الأبواب البشرية في وجهه بل على العكس ومن باب ياغافل الك الله جاء دور الجهات الأمنية في متصرفية هاشمي هاشمي هنا بمحاسبته على ذنب اقترفه منذ 30 عاما من باب وراك وراك ومهما بعدت مش حاانساك حيث اقتادوه الى النظارة وشرشحوه بين أهل الديرة والحارة بسبب تزوير تاريخ صلاحية جواز سفر من فئة هاشمي هاشمي استخدمه الرجل للرحيل بعيدا عن ديار القال والقيل

يعني الرجل كما ذكرنا كان مقعدا ومريض وبحاجة للدواء وهنا العباد لم ترحم ولم تترك رحمة رب العباد تصيب هذا الصابر الكئيب حيث تم دعسه وفعسه في بلاد النشامى وتحول من شيخ الشباب أيام وجوده في ديار الاسبان الى مجرد سيخ كباب في بلاد الأعراب

لم يحتمل الرجل الفاقة  والمرض والقهر واهانات  ونهر القريب والحبيب الى أن وافته المنية في المتصرفية الهاشمية بعد اقل من 4 أشهر على وصوله الميمون الى بلاد السلام وغصن الزيتون

حقيقة الأمر  كلما ذكرت الرجل رحمه الله تمر وتقفز الى مخيلتي آلاف من المشاهد واللقطات للمعذبين والمشردين والتائهين في مناكبها في بلاد العربان بدءا من البدون وصولا الى آخر وجبة من العالقين على الحدود السورية العراقية من الفلسطينيين اللذين تكرمت دولة سلوفاكيا الشقيقة بعد البرازيل الشقيقة بالتقاطهم وانقاذهم من براثن وأنياب الأشقاء في مايسمى بمتصرفيات العربان التي تحولت ومن زمان الى مصانع للذل والهوان وكان ياماكان

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

فانه وبعيدا عن تفتيق وفتق الجروح والقروح فان الانسان المدعوس والمجروح في بلاد العربان والذي يتمنى فيه الدرويش أن ينبت له الريش مسابقا الطيور والخفافيش طافشا وهاربا من بلاد القمع والتفتيش أو أن تنشق الارض أو السماء أو المحيطات والماء أن تبلعه وتنقذه من بلاوي ومصائب الحاضر والغايب بلاد من راقب الناس مات هما بلاد البصاصة ومصاصة الأخبار والأسرار بلاد الحساب والعقاب حيث يسهل نسيان مقدسات ومغتصبات وحقوق وكرامات أمة بكاملها ولايمكن البتة ولا حتى مع صحن فول وفتة أن تتناسى أو تنسى هفوات أو زلات حصلت من أكثر من ثلاثة عقود تماما كما حصل مع صاحبنا المغفور له باذن الله تعالى بعد وقوعه في براثن العربان بعد تركه لبلاد الفرنجة من الاسبان حينما دب فيه الحماس والعنفوان بالرجوع حنينا الى هكذا أوطان حيث يدعس فيها الانسان وتتحول الكرام الى مجرد قطعان تتناوب عليها الضواري والحيتان في بلاد دخلت فيها ومن زمان حقوق الانسان  موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان

              

*حركه كفى

www.kafaaa.blogspot.com

[email protected]

www.alhurriah.blogspot.com

[email protected]