أعداء القدومي غلابي
أعداء القدومي غلابي
يا أوسلو يا سلطتنا غلابي
نضال حمد*
جوقة " الدايتُنة " في عاصمة " الأوسلة" ، تواصل حملتها الشعواء على القائد الوطني التاريخي فاروق القدومي / ابو اللطف. بعدما كشف مؤخراً في مؤتمر صحافي بعمان عن محضر اجتماع ، يقول أن عرفات أرسله له قيبل تغييبه . ويقال أن الاجتماع المذكور جمع بين قيادات من السلطة الفلسطينية سياسية وأمنية مع شارون و موفاز ومبعوثين أمريكيين،حيث تداول الاجتماع طريقة التخلص من عرفات وبقية قادة وكوادر الفصائل الفلسطينية المقاومة. بعد الاجتماع بثلاث اسابيع تم اغتيال الشيخ أحمد ياسين ثم بعده اغتيل قائد حماس في غزة الشهيد عبد العزيز الرنتيسي.وكذلك تمت تصفية
مجموعة كبيرة من نشطاء فصائل وكتائب المقاومة الفلسطينية. وصولاً الى اغتيال ياسر عرفات نفسه.
طبعاً لا ندري حقيقة إن كان الاجتماع تم بين هؤلاء وشارون.. ولا ندري كذلك أن كان هناك تنسيق أهم وأكبر مما جرى بين الطرفين.. فالتنسيق الأمني الموجود بين السلطة والاحتلال برعاية الجنرال دايتون على أحسن وجه وعلى خير ما يرام. إذ أنه يكاد ينهي أي وجود مقاوم أو مظاهر وطنية في الضفة الغربية.. فالاعتقالات مستمرة و اغتيال وتصفية المقاومين ومصادرة الاسلحة والقبضة الحديدية في أحسن احوالها ..
هل عرفات فعلاً أرسل محضر الاحتماع لابي اللطف مع عباس زكي؟ لا ندري .. لكن القدومي أكد ذلك وعباس زكي لم ينف.. وهل كانت الرسالة تضم أيضاً كتاب استقالة محمود عباس أبو مازن من فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية؟. فرئيس السلطة حالياً كان استقال من فتح والمنظمة بعد نشوب خلافات حادة بينه وبين الرئيس الراحل ياسر عرفات. ووقفت الى جانب عباس مجموعة من الفتحاويين مثل قائد الأمن الوقائي في غزة محمد دحلان و آخرين.
هنا يجب و لا بد من لوم السيد القدومي على قبوله أن يصبح رجل مستقيل من الحركة والمنظمة ، فجأة وبعد موت عرفات، بديلاً عنه ورئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة والسلطة الفلسطينية (يدعي ابو مازن أيضاً أنه القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية "أي قوات؟" ورئيس دولة فلسطين ورئيس حركة فتح ..الخ )..كيف يمكن لانسان مستقيل من التنظيم أن يصبح رئيساً له وللسلطة والمنظمة ؟ أليس في هذا جبن و تخاذل أو مؤامرة شارك فيها كل من وافق على قبول مثل هذا الأمر؟ ..
إن الذين وافقوا على تنصيب عباس رئيساً للمنظمة وللسلطة هم الآن الذين يهاجمون القدومي ويشنون عليه أبشع الحملات ، ويستخدمون الكلمات الساقطة والعبارات الحقيرة، ويهبطون بمستواهم المتهالك نحو الحضيض. وعلى راس هؤلاء يأتي الشخص الذي أنشق عن تنظيم الجبهة الديمقراطية، ثم طرده حزب فدا من صفوفه، ليتلقفه رئيس السلطة ويضعه في مناصب رفيعة. هذا الشحص هو موقع وثيقة جنيف للتخلي عن حق العودة، و يشغل منصباً وضعه فيه ابو مازن بدون موافقة بقية اعضاء اللجنة التنفيذية أو حتى دون استشارتهم أو مشاركتهم في اختياره ، فصار بقدرة قادر أمينا لسر اللجنة
التنفيذية للمنظمة. هذا الشخص تطاول كثيراً على القدومي سابقاً وبعد المؤتمر الصحفي المثير الذي اعلن فيه القدومي اتهاماته لأسياد هذا الشخص. وقد عبر السيد عبد الرحيم ملوح نائب أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وممثلها في اللجنة التنفيذية عن ذلك حين قال أن البيان الذي نسب للجنة التنفيذية لا علاقة له باللجنة. طبعاً لأن مصدره هو نفس الشخص المذكور. وقال أن القدومي صرح بما صرح به كأمين سر اللجنة المركزية لفتح وليس كعضو لجنة تنفيذية للمنظمة. مما يعني أن من يحاسبه ويرد عليه فتح وليس المنظمة.
أما اسماعيل هنية فقال أن المسألة شأن داخلي فتحاوي .. غريب هذا الموقف يا حضرة رئيس الوزراء المقال .. هل التآمر مع العدو والمشاركة في اغتيال قادتكم وقادة الشعب الفلسطيني شأن فتحاوي فقط لا غير ؟؟
هناك من عبدة العملة الصعبة الذين يتبرعون دائماً لشن الهجمات على القدومي وغيره من المناضلين الفتحاويين والحمساويين والفلسطينيين بشكل عام ، منهم شخص معروف لكل الذين عاشوا فترة جمهورية سلوى في حمامات ومنزهات تونس الخضراء. أنه ممثل المنظمة سابقاً هناك. هذا الشخص لا يكف عن الشتم والردح ضد القدومي.. سرعان ما اطلق صليات من الكلمات التافهة والغبية ضد ختيار فتح والمنظمة. فقال خلال لقاء تلفزيوني مع القناة المسماة " الفلسطينية" وهي غير ذلك .. قال اليوم: " إن أي مساس بالقيادة الوطنية وأركان العمل الوطني هو مس بالبيت الفلسطيني وأساساته."
يتحدث عن أركان العمل الوطني الفلسطيني وقياداته ،مع أنه كان الأجدر به أن يتحدث عن معاول الهدم للوطن الفلسطيني، المتمثلة به وبقياداته وبمن ينجر وراءها من الصغار وكتاكيت المرحلة الزائفة.
وأضاف هذا السابق ردا على اتهامات فاروق القدومي للرئيس وقيادات فتحاوية : " أن مزاعم القدومي في هذا التوقيت محاولة لإفشال المؤتمر الحركي السادس لفتح الذي طال انتظاره".
لا يخجل عندما يتحدث عن مؤتمر في ظل حراب الاحتلال ، مؤتمر سيمسح الماكياج الذي مازال بعضه عالقاً على وجه فتح كحركة وطنية فلسطينية. فهذا المؤتمر مطلب صهيوني أمريكي في المقام الأول، من أجل انهاء أي طرح وطني تطرحه فتح كحركة وطنية مقاومة. ولا نستبعد أن يحضر العميل عدنان ياسين المؤتمر المزعوم من أجل نصرة اخوة المسيرة الأوسلوية الصعبة.. ولأجل رفع شآن الحركة ومدها بكوادر موسادية مدربة وخبيرة..
وحول الإجراءات المنوي اتخاذها بحق القدومي، قال : " إن الاعتذار عن الأقوال غير كاف، فالمطلوب أن تبادر مركزية فتح إلى الاجتماع واتخاذ قرار بمحاكمته أمام المحكمة الحركية."..
انه فعلاً زمن البلاوي والمصائب واشباه الرجال وقادة المصادفة ، يتركون عملاء الموساد والشاباك وقتلة رئيسهم وزعيمهم يسرحون ويمرحون بينما يطالبون بمحاكمة القدومي لأنه كشف عن محضر فيه اتهام لقادة فلسطينيين بقتل عرفات أو المشاركة في قتله. الأجدر وهذا يحدث في كل الدول التي تحترم نفسها وبغض النظر عن صحة المحضر أو عدم صحته انشاء لجنة تحقيق لتباشر عملها وتحقيقاتها في هذا الأمر. هكذا يتصرف المتحضرون ، لكن كتاكيت سلطة رام الله لازالوا على ما يبدو بعيدين عن الحضارة.
سفير ابو مازن في القاهرة وصف القنبلة الهيدروجينية بالقنبلة الدخانية، واضاف " القدومي لن يكون في الدائرة السياسية للمنظمة الاسبوع المقبل". .. تصوروا سفير يهدد وزير خارجية وأمين سر لجنة مركزية وعضو لجنة تنفيذية وختيار من مؤسسي العمل الوطني الفلسطيني، يهدده بالطرد والاقالة ، ويقول كلامه في مؤتمر صحافي .. فعلاً وصلت فتح ومعها منظمة التحرير الى اسفل السافلين.
كما هناك أيضا كتاب وباحثين فلسطينيين مثل الكاتب حسن البطل الذي قال إن "زعزوعة" فاروق القدومي الفضائحية - التهارشية، ليست في مفعول "قنبلة هيدروجينية" كما ادعى، ولا حتى "قنبلة فراغية" لشفط مؤتمر بيت لحم التاريخي قبل انعقاده.. ولكنها ستدفع الفتحاويين إلى "تعزيل" بيتهم وشطف أرضيته، شرطاً لتفعيل الحركة، ومن ثم لتفعيل السلطة.. وبالنتيجة، تفعيل المنظمة، أي من الأساس الحركي إلى هيكل المبنى الوطني، فإلى "الروف" أو سقف القرميد الذي هو م.ت.ف. " ... برافو سيد حسن البطل وسوف تجد في المؤتمر الذين سينشدون معك : غلابي يا أوسلو يا سلطتنا غلابي .. وأنا
ابن أوسلو ما هتفت لغيرها ..
أما المحلل السياسي د.سميح شبيب قال " أن تصريحات القدومي الأخيرة كانت سهما ارتد إلى صدره.". بهذه العبارة الوافية يعلن اليساري السابق تجديد ولاءه لنهج الانحراف والاستسلام والفساد في فلسطين.
فيما أعلن مدير تحرير صحيفة الأيام عبد الناصر النجار " إن رائحة مؤامرة حيكت في الخفاء تفوح من خلال تصريحات القدومي باتهامه للقائد الفلسطيني الأول بارتكاب جريمة ضد رمز الثورة الفلسطينية الشهيد الراحل ياسر عرفات، بخاصة وان القدومي قريب من حركة حماس". متطوع آخر للدفاع عن مؤسس الأوسلة في فلسطين، وكم من الكتاب في الضفة الغربية المحتلة يعملون في خدمة مشروع ملاحقة المقاومة والترويج للاستسلام ومدرسته الفاسدة.. يا عار اقلامكم ، ولا نقول بنادقكم لأنكم وضعتموها جانباً منذ الرحيل عن بيروت. ومنذ الدخول في عملية الأوسلة السياسية
والدايتونية الأمنية.
أبو اللطف قالها والقنبلة انفجرت ووصلت شظايها كل الدنيا .. الآن أما تشكل لجنة تحقيق لمعرفة من هو قاتل ياسر عرفات أو أن الدنيا قاطبة ستصدق ما جاء في الاتهام. وعندها لن ينفعكم لا مال ولا بنين.
* مدير موقع الصفصاف – رئيس الجالية الفلسطينية في النرويجspan>