العسكريون المجندون الكرد السوريون

أو المجزرة المستمرة بحقهم

محمد أحمد الكردي*

[email protected]

باستشهاد العسكري المجند محمد عمر خضر في الساعة الثالثة من بعد ظهر الأربعاء 8 / 7 / 2009 يكون عدد المجندين الكرد في الجيش السوري الذين قضوا نحبهم شهداء في ظروف غامضة في قطعاتهم العسكرية قد بلغ أربعة وعشرين مجنداً خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أعوام.

إن هؤلاء المجندين المغدور بهم، الذين سُلِّمت جثامينهم لذويهم، والذين تدّعي السلطات السورية ذات العلاقة أنهم انتحروا،  قد قتِلوا جميعاً في الفترة التي أعقبت الانتفاضة الكردية العارمة في سورية عام 2004م، احتجاجاً على الظلم والسياسات العنصرية التي تمارس ضدهم، ولم نسمع قبل تلك الانتفاضة أن مجنداً كردياً أثناء الخدمة الإلزامية قد انتحر، طوال تاريخ الجيش السوري الحديث، منذ 1920، بل كان العسكري الكردي على الدوام مضرب المثل للشجاعة والإقدام والفداء، أثناء الحروب التي نشبت بين الجيش السوري والصهاينة المحتلين،( اقرؤوا إن شئتم عن شهداء عفرين في حرب 1948

http://www.tirejafrin.com/site/sh-(1973.htm)

أما الانتحار فلا يمكن أن يفكر به الكردي، لأنه مسلم يعرف أن الانتحار حرام، وأن المنتحر خالد مخلد في النار.

إن هذا العدد الكبير من العسكريين الكرد الذين قتلوا أو اغتيلوا في ظروف غامضة وخلال فترة قصيرة يبعث على الشك الذي يصل لدرجة اليقين، أن ثمة مخططاً خبيثاً يستهدف الكرد السوريين ووجودهم حاضراً ومستقبلاً. ويريد دفع الكرد إلى التطرف والتمرد ورفض الخدمة الإلزامية، طالما كان مصيرهم القتل أو الاغتيال، وتصويرهم أمام الشعب السوري أنهم غير وطنيين، وبالتالي دفع الكرد إلى مواجهات لإيجاد رأي عامّ ضدهم، ثم إيجاد المبرر لشنّ حرب إبادة واستئصال ضدهم، بوسائل أعنف من تلك الوسائل القذرة المتّبعة ضدهم في الوقت الراهن.

إن ملف اغتيال المجندين الكرد السوريين يجب أن يبقى مفتوحاً، وأن تسلط الأضواء عليه في كل المحافل الوطنية والإقليمية والدولية، وفي كل مناسبة، وأن يصار إلى تكوين رأي عام إزاءه، على طريق إحقاق الحق وكشف المخطط الإجرامي الذي ينفذ ضد هؤلاء المساكين، وتقديمهم لمحاكمات عادلة، والتعويض على ذوي الضحايا، والحيلولة دون تكرار هذه المآسي مستقبلاً، فما يعانيه الشعب الكردي في سورية من ويلات ومصائب من جراء السياسات العنصرية والاستئصالية الرسمية قد فاق كل تصور، ولم يعد الأمر يحتمل أيّ تهاون أو تغاض أو تجاهل.

لم يعد مقبولاً بعد الآن أن نقرأ على صفحات وسائل الإعلام أن مجنداً كردياً سورياً قد(انتحر) وسُلِّمت جثتُه لذويه، ولم تسمح قوات الأمن الخاصة بفتح التابوت وتشريح الجثة أو الكشف عليه، ثم يطوى الخبر في انتظار أخبار أخرى مماثلة.

إن المطلوب أن تتحرك المنظمات واللجان المهتمة بحقوق الإنسان وتتبنى هذه القضية وترفع العرائض والشكاوى لدى المنظمات الدولية ذات الصلة لفتح تحقيق محايد حول هذه القضية التي باتت الشغل الشاغل للكرد السوريين.

وإذا افترضنا أن هذا العدد الكبير من المجندين الكرد السوريين قد أقدموا على الانتحار حقيقة خلال هذه الفترة القصيرة، وليس للجهات المسؤولة أي صلة بقتلهم، وأنهم اختاروا التخلص من جحيم الحياة في سورية (الصمود والتصدي والممانعة، سورية الأسد بن الأسد، سورية البعث...)، أفليس من الحري أن يبحث المعنيون في الأسباب التي دفعت هؤلاء المجندين إلى تفضيل الموت على الحياة التي يحيونها؟ أليس من الأمانة والمنطق أن يسلط الضوء إلى حياة الكرد السوريين، حيث الحرمان من الجنسية والتعلم والتملك والعمل والتوظيف والتنقل والعلاج والعيش الكريم ـ لدى قطاع واسع منهم، وحيث سد باب الحياة في وجوه مئات الألوف منهم، عبر نتائج الإحصاء الاستثنائي في مناطقهم، وعبر المرسوم 49لعام 2008م الخاص بهم، هذا المرسوم الذي لا يقلّ خطورة عن الإعدام الجماعي لهم بشل الحياة الاقتصادية في مناطقهم، فوق ما هي متخلفة؟!

إن المركز الكردي للدراسات والاستشارات القانونية ياسا، خيراً فعل عندما قرر رفع دعوى ضد الحكومة السورية لدى الأمم المتحدة، وفتح تحقيق حول مقتل هؤلاء الجنود لكشف ملابسات حوادث القتل تلك ومحاسبة المسؤولين عنها. وإن المطلوب هو أن تحذو باقي المنظمات حذو ياسا.

وللتذكير بأسماء هؤلاء الشهداء المغدور بهم، وحتى تظل هذه الأسماء محفورة في الذاكرة، فإننا نرفقها بهذا المقال:

- محمد شيخ محمد – قرية سنارة / عفرين /تاريخ الاغتيال  23/10/2004 

  2- محمد ويسو علي - كوبانيه / تولد 1987 /تاريخ الاغتيال : 28/3/2006 

3-  إدريس محمود موسى - قرية تل حبش/ عامودا /تولد: 1981 /تاريخ الاغتيال: 29/2/2008

4- فرهاد علي سيف خان - قرية قروف / كوبانيه - تولد: 1989 /اغتيل بعد أربعة أشهر من التحاقه بالخدمة العسكرية /تاريخ الوفاة: 3/7/2008 

  5- شيار يوسف - قرية ديكيه/عفرين - تولد 1990/تاريخ الاغتيال : 7/4/2008 

6- سوار تمو - قرية كوردو/ درباسية - تولد :1988 /رصاصتان في الرأس /تاريخ الاغتيال:21/12/2008 

7- عكيد نواف حسن - قرية تل أيلون/ درباسية /ثلاث طلقات في الصدر /تاريخ الاغتيال : 2/8/2008  

 8- ابراهيم رفعت جاويش - قرية قسطل مختار – ناحية بلبل/ عفرين - تولد: 1990 /رصاصة بالرأس /تاريخ الاغتيال : 27/12/2008 

 9- محمد بكر شيخ دادا قرية :عداما ناحية راجو/ عفرين - تولد : 1989 /تاريخ الاغتيال:13/1/2009  

 10- برزان محمود عمر - ضاحية علايا - قامشلو/تاريخ الاغتيال : 13/4/2008 

 11- لقمان سامي حسين - قرية : بسكيه/ عفرين - تولد: 1986 /تاريخ الاغتيال : أواسط أيار/2008  

 12-  الرقيب المجند: قاسم حامد - الحسكة - تولد : 1982 خريج معهد متوسط /طلقات بالرأس وباقي أنحاء الجسم تاريخ الاغتيال : 11/6/2004  

13- جهاد إبراهيم يوسف 1-8-2008 ( أعلم أهله بأنه قضى في حادث مروري). 

 14- برخدان خالد حمو قرية: بوراز/ كوبانيه تاريخ الاغتيال : 19/1/2009 

15- محمود حنان خليل عفرين/ قرية قره تبه 

 16- خيري برجس جندو - ريف عامودا تاريخ الاغتيال نيسان 2004 

 17- المجند الجامعي ضياء ملا- من قرية معشوق  - تاريخ الاغتيال ربيع 2004 

18-  أحمد سعدون- 12-5-2009نتيجة إهماله أثناء اشتداد نوبة الربو الذي يعاني منه 

 19-  خبات شيخموس- 18-5-2009 

 20- أحمد عبد الرحيم خليل مصطفى ( أصدر ذووه بياناً ضد خبر نشرناه بخصوص وفاة ولدهم بأن ولدهم قضى في مشروع عسكري بسبب تدهور ناقلة يؤكد مطلعون أنها لا تتدهور"

 21-  مالك عكاش شعبو  

 22- عارف عبد العزيز سيد عثمان- من أهالي قامشلي

23-  محمود هللي بن محمد- من أهالي كوباني- عين العرب

24  محمد عمر خضر من أهالي الدرباسية- 7-7-2009

الرحمة والغفران وجنات الخلد لشهدائنا الأبرار، والخزي والعار واللعنة للقتلة المجرمين في الدنيا والآخرة.

              

*نائب المشرف على موقع span> syriakurds.com