مسلمو الصين لهم الله

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

انا وغيري من بنو البشر يعترف تماما ان أهالي دارفور هم بشر ومسلمون ولهم كل الحقوق مثلي , وهي حقوق واجبة شرعا وقانونا , وتكالب الغرب على اشعال الفتنة في دارفور هو تكالب واضح المعالم , مع ان هناك شيء كبير من الغبن اقرّ به الرئيس البشير واعترف به , وذلك خلال زيارته الى دارفور , ووعد بان يعمل جاهدا في سبيل ان تصل الحقوق الى اصحابها , ومع أن المشكلة الدارفورية ليست ابدا كمشكلة المسلمين في الصين , وذلك لان ماساة المسلمين في الصين هي مأساة تاريخية مزمنة , وذلك منذ ان ضم الحكم الشيوعي بلاد الايغور التركمانية المسلمة الى التاج الامبراطوري لحكام الشيوعية الشعبية في الصين , وداسوا على كرامة الشعب وأغلقوا المساجد ومنعوا الشعب الايغوري من ممارسة حقه في العبادة وحتى في التكلم بلغته الايغورية والتي هي فرع من فروع الاسرة التركية المسلمة , والحوادث التي جرت في عاصمة بلاد الايغور وقتل ابناء الشعب الايغوري المسلم كالعصافير وبالعشرات , وجرح الآلاف منهم , والقاء القبض على المئآت من ابناء الشعب الايغوري دليل على الشطط والظلم الشديد الذي تشهده تلك البلاد على مدى عقود من الظلم الشديد , وشهدت مظاهر التمييز ضد المسلمين على شكل حشود من قومية الهان الصينية والحاملين للهراوات في مظهر واضح التحدي لاهل البلاد المحتلة اراضيهم من قبل شعب الهان الصيني والذي استولى على البلاد مسيطرا على الاقتصاد فيها , ومشكلا مجتمعا يقارب في عدده السكان الايغوريين الاصليين في البلاد الايغورية , ومع كل مظاهر القتل الواضحة فان مدعي عام المحكمة الدولية كامبو باشا لم ير ابدا تلك المجازر , ولم يطالب ابدا بمحاكمة الرئيس الصيني والذي صرح ان الحكومة الصينية ستتناول قادة مثيري الشغب بالاعدام شنقا .

مع هذا السكوت الاممي كان هناك سكوتا عربيا واسلاميا وتركيا , والتصريح الاغرب هو تصريح احد ممثلي المؤتمر الاسلامي والذي صرح ان المؤتمر لايتدخل في الشؤون الداخلية للدول , ولايبدوا ان منظمة المؤتمر الاسلامي العتيدة ستتدخل في الشؤون الخارجية ايضا , باعتبار ان المسلمين هم مجموعات اقليات في تلك البلدان , ولكن من الواضح ان هناك احقية خاصة بتدخل كل دول العالم في شؤوننا العامة والخاصة , باعتبارنا امة متخلفة ولاتملك ابدا الحق الا في ان تحني الرأس لتصفعنا كل الامم على رقابنا ورؤوسنا , بسبب الضعف والتفرق والذلة التي انتهى حال الامة الاسلامية , وهذا بعد ان بات مرور غواصة اسرائيلية من قناة السويس من اجل التهديد بقصف اسرائيلي للمنشآت النووية الايرانية , بات امرا احتفاليا يشار له مع موافقة اكثر من عشر دول عربية على دعم اي هجوم اسرائيلي على ايران , لتظهر لنا الحالة شكلا من اشكال التحالف الصهيوني العربي ضد دولة في المريخ شعبها مسلم مهما كان اختلافنا معه , والمثير للمرارة ان دولة اسرائيل تمر غواصاتها وسفنها من قناة السويس احتفالا في الوقت الذي تفتش فيه السفن العربية خوفا من مرور مهربات دفاعية فيها, والويل كل الويل فيما لو ثبت ان هذه السفن كانت تحمل بداخلها معدات عسكرية لاي دولة عربية وتشكل تهديدا في يوم من الايام على الصديقة والشقيقة اسرائيل,حيث تحجز تلك السفن بعد ان يقوم الاعلام وعلى مستوى العالم بتضخيم تلك المعدات والتي هي في الغالب لاتسمن ولاتغني عن سلاح حديث متطور جدا يضاهي ذلك الذي تمتلكه دولة الكيان الصهيوني , والتي اصبحت من اقوى دول العالم عسكريا , واكثرها تصديرا , في الوقت الذي تتراجع فيه قدراتنا الى الوراء وتتباطء عجلة التقدم في اراضينا ليتماهى سباقها في مسار التقدم مع مشية السلاحف العرجاء , وفي ظل اوضاع معيشية مأساوية للشعوب العربية المسكينة والتي حولها ظلم الحكام العملاء الى اسراب من البط تنتظر دورها للشواء على مائدة الحاكم العربي المتغطرس بعد رحلة طويلة من الكد تنته بالموت نتفا او جوعا او قتلا اوسجنا وسط تبله شعبي عارم , وضياع انساني ابله وراء حفلات السقوط الاخلاقي , ولايحتاج المواطن العربي البسيط الى الكثير من التفاصيل لمعرفة وتسمية هذه الحفلات.

ان موقف الدول العربية والاسلامية ودول العالم الذي يسمي نفسه حرا موقف اللامبالاة من قتل المسلمين في الشوارع , ويستوي في ذلك قتلهم في بغداد او غزة او القدس او في قلب المحاكم الالمانية والاوروبية , او قتلهم في افغانستان او الفلبين او الشيشان او اليونان ثم جمع اعداد كبيرة في اقفاص كالدواجن في مستعمرة غوانتنامو لهو عار فاضح على الحكومات العربية وعلماء وشيوخ العالم الاسلامي والذين انصرفت جهودهم اما لبرامج دينية تتحدث عن نتف الابط او التسبيح بحمد الحاكم العربي او الدفاع الشديد عن الانتخابات الايرانية والتي كانت نزيهة جدا وهذا ماأكده كل مراسلوا الجزيرة في ايران ومنهم الصحفي اللامع فهمي هويدي , والكاتب الاستراتيجي الشاطر محمد حسنين هيكل , ومفتي قناة الجزيرة غسان بن جدو , ومجموعة القناديل اللبنانية والنقاشية , ودفاعهم المستميت عن احمدي نجاد هو دفاع مشكور وذلك لان الامة لم يعد فيها من الهموم والمشاكل ابدا الا احمدي نجاد وتعرية خصومه الخونة والذين كانوا في البارحة انبياء عندما كانوا في السلطة, وبفضل خوضهم لانتخابات خلبية تحولوا مابين ليلة وضحاها وبالتعاون مع جهود قناة الجزيرة الغراء الى شياطين خونة وسفلة وعملاء , وليت هؤلاء الاعلام من المثقفين انتبهوا الى قضايا الامة الاسلامية والعمل من اجل وحدتها ورفعة شأنها  , والكف عن حمل السلاح الايراني وتوجيهه الى صدورنا , فدولة ايران المسلمة هي بالقطع دولة انتشر فيها العدل وساد فيها الحب , وعم فيها السلام , واختفت من شوارعها مظاهر الادمان , وهي تعمل جاهدة من اجل الوحدة الاسلامية ومواقفها من الدفاع عن حرمات الاسلام هي مواقف معروفة , ولهذا فعلى الاخوة الكتاب والعقلاء الالتفات الى مصلحة المواطن العربي , وتلمس جرحه وآلامه , والسعي من اجل طرح المفاهيم العلمية لتطوير المجتمع المدني العربي المسلم والذي لم يبق منه التنافس على الخلاعة والتحررالانفلاتي شيئا من القيم , وان يتخندق الجميع في خندق المواطنة والذي يسارعون الى خنقه وبمشاركة اعلامية مشكورة من قناة الجزيرة التي تسعى وراء الخبر نسال الله ان تسعى فيها الافاعي فتلدغ كل اعلامي عديم الضمير , واناشد دولة قطر حكومة وشعبا ان تنتبه الى هذه القناة التي اصبحت اخطبوطا متعدد الافواه والاتجاهات وبمائة لون وصوت ووجه وان تساهم هذه القناة الفاضلة جدا ومعها الاعلاميون المحجبون والعراة الى الدعوة الى مقاطعة المنتجات الصينية وذلك من اجل اجبار هذه الدولة على احترام المثل الاسلامية التي يفتخر بها صاحب قناةالجزيرة والذي كان قلبه على الاسلام والمسلمين في غزة والتي يبلغ تعداد سكانها واحد على مائة من الشعب الايغوري المسلم وحسبه الله ونعم الوكيل , فمسلموا الصين لهم الله ونحن لنا رائحة الغاز القطري بارك الله لنا في رائحته.