قاطعوا البضائع الصينية
د. محمد رحال /السويد
اكثر من رسالة وصلتني من بعض الاخوة المتذمرين من دعوتي لمقاطعة البضائع الصينية, وكم سررت بهذه الرسائل الظريفة , وذلك لانها تحمل لي نفسا وطنيا واسلاميا غريبا وعجيبا , وهذا التذمر من دعوتي الى مقاطعة البضائع الصينية لم استطع ان افهمه ابدا الا ان الظاهر ان بعض ابناء الامة او بعض من يحسب أو يحتسب على هذه الامة تحول وفقا لنظرية دارون في النشوء والارتقاء من بشر يمشي على اثنين او اربع الى حوت متوحش متغول فاغر الفم يلتقم اي شيء وكل مايراه في طريقه ,ودون النظر الى هذا الطعام والى المواد التي توضع فيه , والى منشأ هذه المادة , وهل هذه المادة هي من منشأ صهيوني ام امريكي او عربي , وما معنى ان نهجر البضائع العربية والاسلامية ونتكالب على هذه البضائع التي لاتقوي فينا جسدا , ولاتصنع لنا عضدا .
والبضائع الصينية وبشكل خاص والتي غزت اسواقنا هي بضائع سلبت الكثير من اسواق العرب ونافستها , ودعوتنا الى مقاطعة البضائع الصينية بسبب الاعتداء الآثم والمستمر والذي انفجر وبشكل واضح خلال الايام الاخيرة على مجموعة من البشر هم على الاقل كانوا جزءا منا , ومازالوا يعتبروا انفسهم انهم جزء منا , سلبهم ابناء قومية الهان الصينية حريتهم ودولتهم وقضت على كيانهم والتاريخ يؤكد انهم كانوا امة تتجاوز في تعدادها عشرات الملايين , وتؤكد دولة الصين انهم اليوم اقل من عشر ملايين , فاين ذهب الباقي وهم القومية المسلمة والتي تتزايد وتتكاثر بدلا من النقصان , ودعوتي للمقاطعة هي دعوة من اجل ان يتنادى ابناء الاسلام لمد يد العون لهذا الشعب المسلم ومن اجل منحه حقه الطبيعي في العيش الكريم مع حرية العبادة الاسلامية , واذا كانت الصين لم تتخل ابدا عن هونغ كونغ وتايوان ومستعمرة ماكاو تحت زعم صينية شعبها , فلماذا نتخل نحن ابناء الاسلام عن اخوتنا في الصين , واين هي الاخوة في دين الله , ام انها اخوة على الورق لاعلاقة لها بحسابات الايمان , ولا في حسابات الاخلاق , وكم كان مؤسفا ان نسمع من البعض ان الازمة الاسلامية في الصين هي ازمة من صنع امريكي هدفه تفكيك الصين , وكأن الصين الموحدة هي كيان يخدم الامة الاسلامية وعلاقاته مع الكيان الصهيوني اليوم في حالة سباق بينها وبين الهند , مع العلم ان شعب الايغور لم تهدأ ثورته منذ ان اطاح شعب الهان الصيني بدولتهم , وكان جميلا بهؤلاء المتفلسفون دعوة الصين الى ضم البلدان العربية لها وذلك من اجل الحفاظ على امبراطورية الصين وخوفا عليها من التفكك وكأننا ملزمون بتماسك الدول والامبراطوريات على حساب امتنا ووحدتنا وكرامتنا .
والاعجب هو صمت الدول العربية وعلمائها اطال الله نومهم ورفع شخيرهم وحفظ لنا لفاتهم الكريمة ومعهم الاعلام العربي والذي حاول القفز على قتل المئآت من المسلمين في الصين بعقد الندوات الخاصة بالشهيدة مروة الشربيني والتي هي نفسها رحمها الله بعض قتلى الميز العنصري ضد الاسلام في الصين وغيرها .