إلى متى يبقى التغاضي عن جحيم الطائفية الموجود والمتسلل في الوطن العربي
إلى متى يبقى التغاضي عن جحيم الطائفية
الموجود والمتسلل في الوطن العربي
د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
كنا بالأمس القريب .نُبني استراتيجا امام عدو واحد طائفي وعقدي بحت هو اسرائيل والدوله الصهيونيه المتمثلة فيها .ولا كنا نلتفت الى النار التي تسير تحت الرماد .نار الفرس وطائفيته المتمثله في الثوره الخمينيه للسيطره على المنطقة بأسرها.
ومع ان دول الخليج وحكامها ومعظم الدول العربيه عرفت هذا الخطر ولذلك وقفت بقوة بجانب العراق في حربها ضد الإمتداد الخمينيه الى باقي أجزاء الوطن العربي.
وبعد انتهاء الحرب والخطأالقاتل بغزو الكويت ,وجد حكام الدول العربيه الخطر البعثي او الصدامي اخطر من الإمتداد الشيعي في الوطن العربي.
وشغلوا انفسهم بالتخلص من الكابوس الجديد القادم وغفلوا تماما عن الخطر الحقيقي.
استغلت ايران هذه الفتره استغلالا جيدا .وظهرت بمكان المثل القائل (عدو عدوي صديقي).
واعتمدت سياسة التسلل الى قلب الوطن العربي .في تغيير منهجها المعتمد بالأساس على فرض نظريتها وتصدير ثورتها بالقوه.وكان ذلك من خلال فشلها في الحرب على العراق.
العراق السد الواقف امامها. سوريه والنظام السوري يلتق طائفيا مع الفرس.وان الطائفه النصيريه هي فرقة من الفرق الاثنى عشريه.
في لبنان ظهر حزب الله القائم على الفلسفه الخمينيه وولاية الفقيه.
في دول الخليج :
عمدت على تقوية الشيعه وزيادة أعدادهم من خلال الإستثمار والتجاره والهجره المنظمه الى تلك الدول مستغلة بذلك قلة العدد السكاني لدول الخليج.
استفادت إيران من دعم النظام السوري لها ووقوفه الى جانبها في جميع المواقف بأن اصبحت سوريه القاعده المتقدمه في المشرق العربي والإنطلاق منها الى كافة أجزائه.
دعمت حزب الله ومنظمة أمل في لبنان وأصبحت دولة حزب الله في لبنان .ويستطيع حزب الله السيطره على لبنان كلها وضمه الى إيران في اي وقت يشاء.
ولكن الذي يمنعه الآن من ذلك هو ان الظروف الدوليه غير مناسبة لفعل ذلك في الوقت الحاضر.وما الفعل الذي قام به في أيار الماضي ماهو الا مناورة حربيه اراد من خلالها معرفة الخطه العسكريه الممكن اتباعها في المستقبل.وتكوين دولة ولاية الفقيه الممتده الى إيران.
ونهجت السياسه الإيرانيه منهجا آخر في ان دعمت المتصهينون الجدد في أمريكا لإسقاط الدول السنيه المجاوره لها وهي أفغانستان والعراق واللتان كانتا تشكلان العقبه العظمى أمام التغلغل الشيعي.
بعد ان خليت الساحه من الدول المضاده امامهم .بدات الخلايا النائمه تنشط علنا كالذي حصل في التحرك الشيعي الأخير في السعوديه وتهديد قادة الشيعة هناك بالحرب وانهم مستعدون لذلك.
في مصر تنشط هذه الأيام حركة التشيع والمدافعين عن النظام الإيراني وحزب الله .وتجد هذه القواعد النشطه في مصر موجوده عند بعض المثقفين والبسطاء.واكثر نشاطها بين البسطاء داخل الحركات الصوفيه.وداخل التجمعات التي تكره النظام الحالي.المفهوم عندهم الآتي(الشعب المصري يكره إسرائيل وكل من يقاوم إسرائيل سواءا كان ذلك حقيقة أو خداعا فمن الصعب عليه ان يفرق هل ان العداء الفارسي لإسرائيل حقيقة ام هو وهم وكذلك النظام السوري كدوله ممانعه وحزب الله وعداءه الظاهري لإسرائيل).
لعل بعض المتوهمين ان النظام السوري هو نظام ثوري عربي ينتهج النهج القومي في سياساته ومواقفه المعلنة وغير المعلنه.
ولكن اقول لهؤلاء ليس الامر هكذا ,والنظام في سوريه نظام علوي بحت (نصيري)الذي يعتقد ان علي بن ابي طالب إلاه.ويلتق مع الشيعه وهو فرع منها في تأليه علي .يقول أحد مشايخهم من فتره على قناة الانوار(قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) ان المقصود بها هو علي بن ابي طالب .
انا لاأناقش هنا العقيده الشيعيه أو النصيريه .وإنما الفت نظر القارئ الى ذلك التلاقي بين النظامين.بالإضافة الى قتل الآلاف المؤلفه من السنه في إيران وسوريه وأخيرا في العراق.
هنا لابد لي من أن اقول وحتى أناشد الدول العربيه والتي تسعى إلى المصالحة مع النظام السوري ,انكم بعملكم هذا تسعون بكامل قواكم العقلية الى تقوية القواعد الفارسية الممتده في الوطن العربي والتي سوف تأكل الأخضر واليابس لاسمح الله.
وإلى الذين يؤيدون ويشجعون هذه النظم الطائفيه البغيضه والتي هدفها إلغاء الوجود العربي والإسلامي في المنطقة كلها.ليس أمامكم إلا ان تقفوا صفا واحدا اما الجحيم هذا وان نسعى متحدين مسلمين وعرب في قلع جذور هذه القواعد العلنية أولا والنائمة أيضا.
وأخطرها والمتمثل في النظام السوري وحزب الله.