هل في بلداننا طابور خامس
يعمل لصالح إيران الخمينية؟!
فيصل الشيخ محمد
تابعت باهتمام الحلقة الخاصة التي بثتها قناة الجزيرة يوم الاثنين الماضي التي دارت حول الوضع الداخلي الإيراني وتبعاته، والتي أجراها الصحفي حسين عبد الغني بالقاهرة مع المفكر العربي الأستاذ محمد حسنين هيكل، وتضمنت أربعة محاور:
- أبعاد المشهد الإيراني وجوانبه الإستراتيجية.
- تأثير الأزمة على وضع النظام الإيراني.
- حجم الدور الغربي وأهدافه ومستقبل الحوار.
- تداعيات الوضع على المنطقة والمصالح العربية.
يقول الأستاذ هيكل: إن هناك في المنطقة صراع على إيران ، الأمريكان يحاولون أن يصلوا إليها، كما يحاول الإسرائيليون فعل الشيء نفسه، وإسرائيل تشعر أن أكبر خسارة تعرضت لها، أن نظام الثورة الإسلامية أخذ منها حليفاً قوياً هو شاه إيران، وكان الشاه أكبر حليف لإسرائيل في المنطقة، من هنا فإن إسرائيل تسعى لاستعادة موقعها في إيران، ومن مصلحة العرب بقاء الثورة الإسلامية المعادية لإسرائيل.
ويتساءل هيكل باستغراب قائلاً: الغريب المدهش أن العرب كانوا يقاومون الشاه بسبب انحيازه لإسرائيل وأمريكا، ويشجعون عناصر الثورة في إيران، وهذا ما حصل بالفعل عندما احتضنت مصر رجال ثورة أحمد مصدق، وقدمت لهم الدعم للإطاحة بنظام الشاه، ولما جاءت الثورة وأطاحت بالشاه وعادت إسرائيل، عادينا الثورة الإسلامية!!
ثم يؤكد هيكل على أنه (لا يجد تناقضاً على المستوى البعيد بين العرب وبين إيران ولا حتى على المستوى القريب، إيران دولة في الإقليم جارة نرتبط معها بروابط الثقافة وبروابط الدين والجوار الجغرافي والمصلحة والامتزاج).
وخلال الحوار كان هيكل يشيد بالثورة الخمينية وبنظام الثورة، مقدراً عالياً تماسك رجال الحكم فيها، مقللاً من إمكانية حدوث شرخ بين زعاماتها، أو أي انعكاسات سلبية على ما حدث في شوارع إيران عقب الانتخابات الرئاسية، مؤكداً سلامتها وصحة فوز أحمدي نجاد، مقللاً من أهمية الأصوات التي حازها موسوي.
ولو أن إيران الخمينية انكفأت إلى داخل حدودها والتفتت إلى رعاياها وساوت بين الجميع، وانتشلت الـ 35% من شعبها من حافة الفقر، وتوقفت عن التدخل في شؤوننا وبث فرق تبشيرها في مدننا وقرانا وأريافنا وباديتنا، وأعادت لنا جزرنا الثلاث التي احتلتها، وكفت عن الادعاء بأن الكويت والبحرين وأجزاء من العراق مناطق إيرانية يجب استعادتها، لكنا اتفقنا مع السيد هيكل بأن إيران دولة جارة وصديقة تربطنا معها أواصر الجوار والدين والثقافة والتاريخ والجغرافيا والامتزاج (على حد تعبيره)!!