آن للشعب السوري أن يقول كلمته
آن للشعب السوري أن يقول كلمته
ناصح أمين
أما آن للشعب السوري أن يصرخ في وجه النظام الاستبدادي الذي امتد ظلمه وقهره لأكثر من أربعين عاما , وهو يعاني من وطأة قانون الطورائ والأحكام العرفية وكم الأفواه وعبادة الفرد بالقوة .
أليس من حق هذا الشعب وهو يرى هذا النظام مثله مثل العاهرة التي تمارس العهر ليلا ثم تدعي الطهر والعفاف نهارا .
أليس من حق هذا الشعب أن يقرر مصيره من هذا الأحتلال الداخلي الذي يسير بنا من فشل الى فشل فيدمر الاقتصاد ويدمر كيان الانسان ويخدع ويراوغ ويمنعنا من ممارسة حقنا الطبيعي في المشاركة في الحياة العامة وشؤون البلاد .
ألا يعلم هذا النظام أن الاستبداد والقهر والظلم يوسع دائرة الكره والبغض والطائفية أم يعتقد أن سلطته سرمدية أبدية لانهاية لها فهو لايتعظ ممن سبقوه من الطغاة الذين كانت نهايتهم عبرة لمن يريد العظة والاعتبار مثل (شاوسيسكو وشيفرنازدا ) .
قرائتنا لتاريخ الشعب السوري تجعلنا نستغرب صبره الطويل على الاستبداد والظلم وقد انتشر وتوسع حتى شمل كل مرافق الحياة وقد يقول قائل ان الارهاب الذي يستخدمه النظام وزبانيته من الأجهزة الأمنية والعسكرية ومؤسسة البعث هي وراء هذا الخوف وقد يكون هذا صحيحا ولكن علينا أن لانتجاهل أن الشعب تأقلم مع الظلم حتى أصبح خبزه اليومي وبالتالي كيف نفسه معه وما عاد يشعر بالحاجة الى الانتفاض على ارهاب النظام ,كما لايمكن أن نتجاهل تلك الشريحة التي تمثل فرقة الانقاذ التي تتدخل سريعا كلما وجدت النظام في مأزق فهؤلاء المنتفعين جاهزين مع غرفة الانعاش لاعطاء دفعة قوية لاستمرار النظام فتراهم يتسابقون على شاشات الفضائيات لتلميع الوجه القبيح لهذا النظام .
وحيال ذلك لابد من فئة تضع على عاتقها مهمة اجتثاث هذا النظام لانه أضحى جرثومة خبيثة وخطيرة تحتاج الى علاج فوري وحازم وفي نفس الوقت لابد لهذه الفئة من أن تتناول فورا مضادا حيويا يعيد اليها عافيتها ومن ثم تعمل على اعطاء هذا المضاد الحيوي للشعب ليعيد عافيته أيضا وبيدأ العمل بشكل جدي للتخلص من هذا السرطان الخبيث الذي انتشر في جسد الوطن ومن خلال المنطلقات التالية :
لابد أن تسود حالة من حرية الرأي التي تسمح بتدفق المعلومات وتداولها والحوار حولها دونما أي رقيب .
حرية الانتخابات والترشيح على كافة المستويات ابتداء من أصغر مؤسسة وانتهاء بمؤسسة الرئاسة حتى لاتكون حكرا لشخص أو فئة أو طائفة وبذلك يكون الشعب حرا باختيار من يحكمه.
حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات والنقابات وأن يعبر كل تيار عن برامجه وتو جهاته ليختار الشعب البرنامج الانسب والافضل وبغض النظر عن صاحب هذا البرنامج سواء كان ذا توجه ديني أو قومي شريطة المحافظة على حضارة وتاريخ وثقافة المجتمع مع احترام مكونات الشعب السوري الدينية والقومية .
تجميد العمل بالدستور الحالي وتشكيل هيئة تضم ممثلين عن كل مكونات الشعب السوري من أجل الاعداد لدستور جديد يتناسب مع متطلبات العصر ويتناسب مع تطلعات الشعب ومكوناته وتركيبته بحيث يكون معبرا عن طموح كل فئة دينية أو قومية وتحترم فيه ثوابت المجتمع السوري .
الفصل بين السلطات الثلاث ( التشريعية والتنفيذية والقضائية ) بحيث تكون كل سلطة مستقلة لايهيمن عليها أي نفوذ او تسلط وبدون ذلك لايمكن انهاء حالة الاستبداد التي نعاني منها .
وبغير هذه الوصفة ستبقى الابواب موصدة بوجه الشعب وهذا ماسيولد الانفجار العام الذي عندما يحصل فلن يقف بوجهه سد .
ويعتقد النظام بمايراه من هتافات ومديح وتصفيق أن الامور مستقرة لكنه يجهل أن التململ عميق بسبب الجرائم التي يرتكبها هذا النظام بحق الشعب ويخطئ من يعتقد أن الظلم يسقط بالتقادم .
وليس أمام الشعب الا أن ينتفض ويدمر جدار الخوف ويكسر قيود الذل ويثور على هذا النظام الذي آن الاوان للحجر عليه لان شره أصبح مستطيرا وخاصة أنه يفرط كل يوم بثابت من ثوابت الشعب ثم يدعي الوطنية زورا وبهتنانا والوطنية منه براء كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .