سباق نحو القاع
سباق نحو القاع
وحيد بلال الحلي
من المعروف في مختلف السباقات التي تجري حول العالم أن المتنافسين فيها يتسابقون نحو القمة أو نحو خط الفوز، لكن يبدو أن هناك سباق جديد يتسابق المشاركون فيه نحو القاع وصولاً إلى القعر.
هذا السباق ابتكر لأول مرة في العراق بعد 2005 من قبل بعض الساسة العراقيين، وقد وضعت نظريتان لتفسير هذا السلوك الغريب وهما باختصار:
النظرية الأولى: ويرى أصحاب هذه النظرية أن هؤلاء يعانون من مشاكل في إحدى العينين أو كليهما ليس قصر نظر أو بعد نظر أو من أمراض العيون المعروفة بل هي حالة نادرة يتركز انتشارها في العراق خاصة بحيث يرى الشخص المصاب بهذا المرض العالي أسفل والأسفل عالي أو بعبارة أخرى يرون الرأس تحت والأقدام فوق فهي رؤية مقلوبة فما إن يبدأ السباق يبدأ التنافس نحو القعر لأنه في نظر أولئك المصابين القمة.
النظرية الثانية: ويرى أصحابها أن هؤلاء مرضى نفسيون وليس مصابين بمشاكل في النظر فهم لمرضهم النفسي الفريد يعشقون القعور ويكرهون القمم.
إن ما ذكرته آنفاً حقيقيٌ في معناه دون لفظه، ولست أريد أن أدخل القاريء في سطور مؤلفة ظاهرها شيء وباطنها شيء الا لكي أقرب له صورة أولئك الذين يخسرون التأييد الشعبي يومياً ويجعلون من أنفسهم أضحوكة فهم يتسابقون نحو القاع بالفعل إما لغبائهم ونظرتهم القاصرة وإما لأنهم فعلاً مرضى نفسيون يحبون القيعان ويكرهون الشموخ والعزة والعيش الا في الجحور.
لقد تراكمت في داخلي هذه الأفكار ولم أكتبها حتى قرأت تصريحاً لعلي الدباغ الناطق الرسمي باسم حكومة المالكي! على موقعه الرسمي يذكر فيها أن الزيادة التي منحتها تركيا للعراق من المياه غير كافية ولا تسد احتياجات العراق من المياه.
وقبل أن أعلق على مثل هذا التصريح الساذج أو الغبي (لا أدري) أود أن أذكر بأن الدباغ سبق وأن (جفص) في التصريحات كثيراً مما اضطر ربه في العمل أن يخرج فيقول إننا غير مسؤولين عن تصريحات الدباغ وأنها تعكس آراءه الشخصية!.
وواضح بأنه في تصريحاته الساذجة ينطلق من حسد وضغينة لأحد المسؤولين رفيعي المستوى حيث ذهب ذلك المسؤول إلى تركيا وعقد سلسلة من المباحثات والاجتماعات التي تمخضت عن رفع نسبة مياه نهر الفرات بنسبة 50% وهي كمية كبيرة بلا شك.
والله إنني شعرت بالخجل من قزامة ذلك التصريح وأنه من شخص يدعي بأنه عراقي كما أنني عراقي فماذا سأقول لأصدقائي وللمتابعين هنا عندنا في المغرب، تباً لكم من مخجلين، أما تدركون أنكم أخزيتم شعبكم وجالياتكم في الخارج؟ رجل يريد أن يعمل لبلده خيرا لماذا تعرقلون مسيرته؟ إن كان فيكم خير لأهلكم فقدموه كي نغرق بالخيرات !! .