حيتان الفساد البشرية

قام العلماء بقياس صوت الحوت الأزرق اثناء اصداره اصوات فوجدوا ان مقدار صوته يقدر بحوالى 188 ديسيبل اي انه من اعلى الاصوات على الكرة الارضية (للتوضيح الديسيبل هو أدنى فرق بين صوت وآخر يمكن أن تحسه الأذن البشرية وبلغ صوت الانسان العادي30-60ديسيبل ويبلغ صوت الطائرة النفاثة حوالي 140 ديسبيل) .

ولعل العنوان أثار استغراباً معيناً لدى بعض القراء لكن هذا الاستغراب سرعان ما يزول إذا اطلعتم على تهديد السيد رئيس الوزراء نوري المالكي والذي كشف عنه النائب محمود عثمان لوكالة الأنباء الوطنية (نينا) حيث قال عثمان " ان رئيس الوزراء نوري المالكي هدد بفتح العديد من الملفات في حال استمرار الكتل السياسية باستجواب الوزراء"، مضيفا أن المالكي يحاول وضع العراقيل أمام استجواب وزرائه الفاسدين.

وأظن أن الأمر أصبح واضحاً فإن صوت المالكي المختلط بروح الانتقام ممن كشف (المستخبي) أعلى من صوت الحوت الأزرق فإذا كان صوت الحوت يمكن سماعه على بعد 848 كم فإن صوت المالكي يمكن سماعه اليوم على بعد آلاف الكيلو مترات.

ولم يتفوق السيد رئيس الوزراء (من خلال وزرائه الفاسدين) على الحوت الأزرق في الصوت فقط بل في كمية ما يدخل (الفم) ففي الوقت الذي يأكل فيه هذا الحوت 3600 كغم من الأسماك والعوالق والروبيان ، فإن المالكي ووزراؤه الفاسدون الذين يدافع عنهم بشدة يأكلون آلاف الكيلوغرامات من رز وشاي وطحين الحصة التموينية (حصص الفقراء) ويشربون آلاف الأمتار المكعبة من النفط وثروات العراق الأخرى.

وفرق ثالث هو أن ما يأكله الحوت رزق حلال 100% يسوقه الله سبحانه له ، وما يأكله أولئك حرام 100% لأنه قوت الشعب الممتزج بدموع الأرامل وصرخات الأطفال ودماء الأبرياء فقبحاً لها من لقمة.

اعتلى المالكي صهوة القانون كذبا وتمويها لكن القانون سرعان ما سينفضه من على ظهره ويهوي به إلى مكانه الذي يستحقه في الانتخابات المقبلة، ولا يمكن أن يقبل هذا الجواد أن يعتلي صهوته الا من كان صادقا مخلصا.

والطريف في إصرار السيد المالكي للدفاع عن (عصابته) أنه وبعد المناقشات وإصرار مجلس النواب على المضي في درب النزاهة قبل بالأمر لكنه يريد أن يكون الاستجواب في غرف مغلقة معزولة (ولا من شاف ولا من دري) كما يقول المثل الشعبي المصري.

لكن تربة العراق الطاهرة سوف تطرد المفسدين.