هل ظلمناك يا صدَام حسين

الرئيس صدام حسين

أشرف المقداد

كنت َ صغيراَ عندما "غزا" صدَام حسين إيران......وكسوري استنكرت هذا حيث وسائل الإعلام (غسيل الادماغ) كان تحتفل صباحاَ ومساءَ بالثورة الإسلامية .

وكحوراني كنّا ايضاَ نتفرج على قنوات التلفزيون الاردني التي كانت تحتفل صباحاَ ومساءَ "بقادسية صدّام".

وكعرب أقحاح (الحوارنة) وجدنا أنفسنا في حيرة.....الثورة الإسلامية......أم الغزوة العربية؟؟؟

وما حيرني كشبل بعثي آنذك انه يجب أن نقف مع العراق بحكم التعليمات والتربية البعثية

وخصوصا أن العراق يقاد بنفس العقيدة التي نقاد بها في سورية!!!!!

النظام في سورية كان يتخبص آنذك فهو "يحكم بإسم البعث "العربي الإشتركي" ولكن يروَج لثورة إسلامية غير عربية ثم ليحارب وبكل وحشية الثورة الإسلامية السورية في نفس الوقت الذي كان يدعم ثورة إيران الإسلامية!!!!!

وكشعب(الحوارنة) طيَب القلب ومعزولاَ في الحقيقة عمَا يجري في بقية سورية اخترنا السلامة وقلنا في قلوبنا أن "القيادة" تعرف أكثر منَا واخترنا أن نعيش بإزدواج الشخصية

نفرح بإنتصارات صدَام.....ولاتعترض على العلاقات مع إيران

حتى ذهبت لأدرس بجامعة دمشق......عندما تفاجأت لأن الأمور خارج حوران لها حسابات تختلف تماماَ عن حسابات أهلنا في حوران.

لقد ربينا في حوران حيث الكلَ عربي مسلم سنَََي ..الفروق فقط إذا كنت من عشيرة "كبيرة" أو صغيرة.....غنيَ أو فقير......بعثيَ أو ناصري أو شيوعي.

في دمشق تعلمنا سريعاَ أن بالإضافة الى ذاك أن تكون "علوياَ" فأنت في أعلى السلم...ثم مرشدي...ثم "أقلَي" ثم سريعا تعلمنا أنه أن تكون علوياَ فهو ممتاز ولكن إذا كنت من سرايا الدفاع(جماعة رفعت) فهو هو أفضل .

ثم تغيرت الامور ...الخ....الخ....ولكن في أعماقنا عرفنا أن وقوف الاسد مع إيران في الحرب له ما أسميناه بطائفيته وتعصبه......

حيث راقبنا كيف تدار الأمور في العاصمة ..الطائفية كانت الحاكم الآمر وشعرنا بالحيرة وبالقرف وبخيبة الأمل...ولكن لم نقدر أن نجبر أنفسنا على أن نؤيد صدَام !!!

فكنا نعرف من خلال إعلامنا عن وحشيته....وتعرفنا من خلال إعلامنا على الإيرانيين فلم

نقدر أن تعتبرأنهم لا يستحقون الحياة أو التقدير.

عندما كان صدَام يسمي نفسه "حامي الجبهة الشرقية" كنَا نعتبر هذا كما نتعتبر الأسد عندما يسمَي نفسه أسد فلسطين...كذب ودجل و"كدعايات إستعمارية"(كقول غوَار)

ولكن اليوم وبعد زوال صدَام وهزيمة العروبة في العراق......وكما تمتد أضلاع "الثورة الإسلامية الفارسية في كل مكان في الخريطة العربية.....

من السيطرة المطلقة على أغلب العراق......الحوثيين في اليمن...حزب الله في لبنان....

التشييع (الفرسنة) في مصر وسورية والجزائر وغيرها.....

نترحم على أيام قادسية صدَام....عندما كان إسم صدام كافياَ أن يثير الخوف والرهبة في الملالي.....

حتى وبعد أن هزم صدَام هزيمة شنيعة في حرب الكويت ظلّ صدّام "غولاَ" يردع المطامع التوسعية الإيرانية.

اليوم تشدق صدّام أنه كان حامي الجبهة الشرقية يدق في آذاننا صدقاّ

فوالله كنّا قد ظلمناك ياصدّام كنت حامياّ للجبهة الشرقية,,,وكما قال سيدنا عمر ابن الخطّاب

"تمنيت لو كان هناك جبل من نار يفصل بيننا وبينهم"

فقد كنت يا صدّام هذا الجبل....ولكن كغيرك ......طالك الغرور وفقدت طورك وقدمت عنقك لهم على طبق من الفضّة

استغفر الله لي ولكم والفاتحة