إسرائيل :

عنف ضدّ إيران ،

ليونة وسلاسة مع سوريا ،

عناد لئيم في وجه الفلسطينيين  !!

د. أديب طالب / معارض سوري

[email protected]

بعد أن أجرت ايران في 19/5/2009/ اطلاق صاروخ سجيل 2 المتوسط المدى والذي يعمل على الوقود الصلب".  في مدينة سمنان الشمالية  ؛ انبرى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى التهديد " الدفاعي " بأنّه سيحول ايّ بلد يطلق ايّ قذيفة على بلده الى مصيره المحتوم ، ألا وهو الجحيم  ، السيد نجاد ، يعني هنا بالطبع اسرائيل .

صرح نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون للاذاعة العامة الاسرائيلية "على المستوى الاستراتيجي لا يغير هذا الصاروخ الجديد شيئا بالنسبة الينا، لان الايرانيين سبق ان اختبروا صاروخا يبلغ مداه 1500 كلم، الايرانيون يطورون صاروخا بالستيا يبلغ مداه عشرة الاف كلم يمكن ان يصل الى الساحل الشرقي للولايات المتحدة".

اسرائيل هنا  ذكّرت اوروبا أتّ عليها أن تقلق ، امريكا اعلنت تأكيدها للاطلاق الصاروخي الايراني الناجح  ،لاأكثر، مدللة على رزانةالدولة الاعظم في العالم ، رغم الاشارة الاسرائيلية بان الصواريخ المقبلة الايرانية ستصل الى الشواطىء الامريكية الشرقية  . ولقد اكتفى الناطق الامريكي ب " ان "ايران عند مفترق طرق: إما ان يواصلوا زعزعة استقرار المنطقة وإما ان يقرروا اقامة علاقات اكثر طبيعية مع دول المنطقة والولايات المتحدة " .

 خبر وعدة تعليقات تؤكد جميعها ، أنّ الهم الاسرائيلي ايراني المنشأ ، اما الهم الفلسطيني فباستمرار اللؤم والعناد وبتكريس انقساماته يصبح تاليا وهينا   . اما الهم السوري فقيد المعالجة اليوم او غدا او بعد غد لا فرق .

العنف الاسرائيلي ضدّ ايران ، دائما " أكثر وضوحا ، قبل لقاء بيبي باوباما وبعده .  وسائل الاعلام الاسرائيلية نقلت عن نتنياهو : << ان "لا ضوء أخضر ولا ضوء برتقاليا ولا ضوء بنفسجيا لهجوم، والمبدأ الذي اتفقنا عليه مهم، وهو الالتزام بالنتائج، وأن لا تطوّر إيران قدرات نووية" >> . وعلى قدرالعنف الاسرائيلي تجاه ايران ؛ نرى الليونة والسلاسة مع النظام السوري  وظهر هذا واضحا في أنّ " نتنياهو مستعد لمحادثات فورية مع سوريا "   ، وعلى ما يبدو،  وان صحّ تفسيرنا ، فان اسرائيل مهتمة بالمركز وليس بفروعه وأذرعته وملحقاته رغم ما تعتقده تلك الاذرعة لنفسها ولحجمها من دور استراتيجي في المنطقة حربا ام سلاما فوضى ام استقرارا .

لم يستطع الرئيس باراك حسين اوباما في لقائه مع العدواني نتنياهو أن يخفف من عناد الاسرائيليين الثابت واللئيم في وجه الفلسطينيين ؛ رغم ان  خطة السيد اوباما لم تتجاوز وباختصار شديد " دولة بلا جيش ولا عودة.. والتطبيع قبل التوقيع" ، لم يستطع اوباما ان يسحب لفظة " الدولتين " من فم مجرم الحروب بيبي نتنباهو ، حتى ... ولو بشكل ضمني

ولأخذ العلم فان احد مستشاري بيبي اعتبر ان تعبير " الدولتين " لفظ صبياني ، هزلت والف هزلت .  

علينا الا ننتظر المفاجآت الأوبامية في الرابع من حزيران القادم  ، عندما يخاطب الرئيس الامريكي العرب والمسلمين خاصة والعالم اجمع عامة  من القاهرة  ، لا عودة ، التطبيع اولا ونقطة ، انتهى الكلام وختمت المقابلة . عفوا ومعذرة من القراء ومن المصداقية ، فالسيد اوباما سيكررعزمه على دعوته  لإسرائيل بالوقف التام للبناء في المستوطنات .

 ""الانهيار الفلسطيني الفلسطيني " ، والتعبير السابق  للدكتور ناصيف حتي ، مستمر الى ما شاء الله ، ووراءه ايران  ، الممانعة الايرانية خالدة  وهدفها ازالة اسرائيل من الوجود ؛ فكيف لمن " يجاهد " لازالة اسرائيل من الوجود أن يفكر مجرد تفكير بالمفاوضات أوبالتهدئة الطويلة اوبدولة هامشية الى جانبها   او بالصلح – لاسمح الله – معها ؟ خائن وطنه ودينه من يفعل ذلك ، اذن فالانهيار والممانعة هما حجّتان يقيم عليهما بيبي ومستشاره هزالة وصبيانية ولاواقعية حل " الدولتين "  ويؤسس ويدعم  بهما استراتيجيته العدوانية ضدّ السلام والاستقرار في المنطقة كلها .

 صدق القائل : اللهم احمني من اصدقائي أمّا أعدائي فانا كفيل بهم .