ناقة تنتعل حذاء رياضيا,
والتعليم العالي العربي
د. محمد رحال /السويد
التطور العلمي والعصري في بلداننا العربية لانراه ولانلمسه ولايمر ببابنا في الدول العربية , وقد يكون التطور العلمي ووفقا لاعلاميي قناة الجزيرة الفلاسفة متآمرا مع جملة المتآمرين على وطننا الكريم بلدان البط العربي الموحدة , ومع ان الصحف المحلية والاذاعات المحلية , ومعهم جيش من المطبلين والمزمرين , وعناوين عريضة وكبيرة تتحدث دائما عن النقلات الكبيرة والقفزات الهائلة في التقدم والتطور , ولايخجل بعضهم من اعطاء ارقام ضخمة حلم بها ليلا بعد عشاء دسم على طاولة مسعور عربي , والحصيلة لهذا الكذب الواضح هي في تلك النتائج والتي تضع عالم البط العربي السعيد في المراتب الاخيرة في العلم وعلى مستوى العالم , هذا وعلى مايبدو هو حظنا الحقيقي من كل الاحصائيات , فامتنا وبعد فشلها العارم والمفضوح في التسابق على المراكز الاولى العلمية في العالم , فقد وجدت ضالتها في التسابق للنيل بقصب الفشل في المراكز الخلفية , وبهذا فان الامم تحصد الجوائز الذهبية وامتنا السعيدة تحصد الجوائز القصبية والجزرية توزعها على المواطنين الذين ينقصهم المزيد من الجزر , ولانعدام وخلو امتنا من اي حصاد للجوائز فقد صنعت وفبركت هي لنفسها مسابقات وجوائز في كرة القدم وسباق الهجن وجمال التيوس وتصميم العباآت وسباق الراليات واطول سهرة غنائية وافضل كعب عال واقصر تنورة نسائية واضخم شفتين سيليكونية وافضل طبق للطعام في امة يموت نصفها جوعا امام عيون اغنياء وحكام البط العربي المؤمن , وهذه الجوائز المفبركة ومع تفاهتها لاينالها الا الشيخ ابن الشيخ ابن الشيخ ابن الشيخ , او الامير ابن الامير ابن الامير ابن الامير ابن الامير , او السلطعان ابن السلطعان ابن السلطعان , واما المواطن المسكين البط ابن البط ابن البط ابن البط فليس له اي حظ من تلك الجوائز والتي تبرمج لكي تدخل دائما الارقام القياسية لموسوعة غينس والذي يفكر باصدار كتاب خاص بمسابقات دول البط العربي السعيد وباسم هؤلاء النخبة من الابناء وابناء الابناء, وعجبي هو في ان الامم كلها تتقدم وتتطور , بما فيها منظومات البكتيريا والفيروسات , وفيروس انفلونزا الخنازير خير مثال حي على ذلك, والذي رفض حتى اليوم دخول بلدان البط السعيد خوفا من ان تقبض عليه سلطات الامن العربي فتلقيه في سجون تزمامارت العربية والتي تنتشر انتشار السرطان في ارجاء امتنا العريضة, اما التطور الطبيعي او المرضي او الاصطفائي في بلداننا السعيدة فلا مكان له الا في انتفاخات وبطولات حكام البط السعيد الاعلامية والمزينة بالاعلام والبالونات مع الموسيقى العسكرية والمترافقة عادة بالنشيد الوطني الحماسي جدا والذي يفلق الصخر في قوته ومعناه, والذي ينشد لمجوعة من الحكام العبيد ومجموعة من الاتباع والاذيال والمنتفعين.
وحال الجامعات العربية في وطننا العريض تكاد ان تبكي الحجر خاصة وان هذه الجامعات هي التي من المفروض ان تقود قطار التحديث والعصرنة العلمية , وبما ان مصائر هذه الامة ارتبطت تاريخيا بمجموعات من الجهلة , فليس عجيبا ابدا ان تكون جامعاتنا هي المرآة الحقيقية لمجتمع البط السعيد , وهذه الجامعات والتي انقسم وضعها العلمي الى اقسام , القسم الاول وهو القسم التقليدي المحافظ باثاثه وادواته واساتذته , وهو قسم صار من الممكن ضمه الى متاحف العصر الحجري القديم بما امتاز من خواص قديمة وعتيقة وبالية صارت مهوى الباحثين عن الانتيكات القديمة , وقسم اخر من التعليم الجامعي الحكومي والاهلي والذي سلم جامعاته الى ايد اوروبية صرفة ظنا منه ان العيون الزرقاء ستتفانى في رفع مستوى امتنا العربية ولم يدركوا حتى الساعة ان غالبية هؤلاء هم من مجموعات وأطر هدفها محو كل بناء خلاق في مجتمعاتنا العربية وتغريب الابناء لتجنيدهم عملاء واجراء وعبيد للفكر الغربي , ومن لايصدقني فليمر على تلك الجامعات ولير اثر الفكر التغريبي على ابناء العرب في تلك الجامعات مع خلوها من المكننة العلمية والعصرية مع حفاظها على التعليم باللغة الاجنبية حيث يدخل تلك الجامعات ابناء البط السعيد ليتخرج منها الخريج تيسا بفكر اوربي يجيد نطح ابناء جلدته والبول على كل مابقي من كرامة امته , واما القسم الاخر وهو مايسمى بالقسم العلماني من شطر امتنا , فقد تبنى ارسال البعثات العلمية الى الدول الاشتراكية والشيوعية سابقا , ومع محاولة تلك الدول الشيوعية ان تساهم مساهمة جادة في تعليم هذه الوفود الا ان غالبية الخرجين امضوا اوقاتهم السعيدة جدا بين سيقان وافخاذ جميلات تلك البلدان , وتحول الهم الاكبر للدارسين من اصحاب الشهادات والدراسات العليا في تلك البلدان الاشتراكية للقدوم اليها محملين بالحقائب المليئة بعلك الشيكلس والساعات الرقمية والكلاسين النسائية المبهرة ومزيل الشعر وانواع المكياج الصيني الفاخر والبسة الجينز الاوروبية , والتي كانت كفيلة بحصول معظم الدارسين على ارفع الدرجات العلمية الا ماندر وذلك تبعا لنوعية الكلاسين الثورية التي كانت تاتي بها عبقرية بعثاتنا الدراسية , وفي الواقع فقد اثمرت هذه البعثات الدراسية عن ثمار هائلة في العطاء , حيث رجعت تلك البعثات الى بلدانها لتطبق على ارض الواقع كل الخبرات التي اكتسبوها مع شقراوات العالم الاشتراكي المتحرر, ولهذا فقد كانت النتائج التعليمية العالية في بلدان البط السعيد وخلال السنوات الاخيرة , كانت نتائج فلكية في التقدم المذهل الى الوراء وهذا ماأقرته الدراسات الاخيرة فقد انصرفت هذه الخبرات الثورية الى التنقيب والبحث عميقا في اعماق اعماق الدارسات في اطار التعليم العالي بحثا عن المكامن والكنوز العلمية التي افتقدوها في بلاد الايفاد العلمي , والويل كل الويل لمن لاتفتح اعماقها لهؤلاء الباحثون عن العلم والذين تحولوا الى وحوش بشرية تغريهم ولو سيقان عنزة جرباء سوداء , ومن في بلدان البط العربي السعيد يتجرأ ان ينتقد النظام التعليمي العالي ويد السلطات المالكة لمقاليد الامر فوقها وهي واجهتها العلمية , ولهذا فقد وضعت تلك الجامعات في ايد امينة وكانها تريد ان تخرّج من تلك الجامعات قطعانا من الابقار او الفنانات الهيفاوات والهايفات وليس مفكرين وعلماء , ومن يرى المصاريف والافكار التطويرية لتلك الجامعات فانه يعجب في الكيفية التي تدار فيها تلك الجامعات والتي لم يمر عليها ابدا قطار التقدم , ومازال حتى اليوم مدرس الجامعة يعتمد نفس الاسلوب الذي يعتمد عليه معلم المدارس الابتدائية , ومازال قسم من هذه الجامعات تستخدم الطباشير في الشرح والتعبير , وما زال المدرس الجامعي الشريف في بلدان البط العربي السعيد يحلم بزيادة في الراتب الشهري ترفع قليلا من مكانته امام طلاب يتسابقون لاظهار بذخ السلطة وتفاهة المراهقة في الجامعات العربية والتي تحولت من مراكز للعلم الى مراكز للسيطرة والنفوذ واستقطاب الجميلات وايقاعهن في حبائل الرسوب دون حساب او مراقبة وفي مجتمع ادمن السقوط والتراجع,كما ويعاني من رؤساء للجامعات اصغر من اولادهم سنا وكالمراهقين تصرفا وسلوكا ,ومن عجائب الامور ان كثيرا من الدول تحاول اصباغ صفة التقدم على بعض الاقسام من تلك الجامعات , وذلك بشراء بعض المواد التعليمية والتي تخزن وتستخدم للتباهي والتصوير , وهي في محاولاتها العصرية تلك فانها تماما تذكرني بمن اراد ان يدخل الناقة عصر التحديث والتطوير فاشترى لها حذاءا رياضيا لبسته وكلسونا تايلنديا لاغواء جمال البط العربي السعيد.
ومما زاد في فساد هذا التعليم الجامعي العالي هو دخول الجامعات الخاصة الى بلدان البط السعيد . وقلة فقط من هذه الجامعات لها الاهلية الخاصة للتدريس , اما الاغلبية فكانت خاضعة لصاحب الجامعة والذي لايعطى الترخيص الا بسبب قرابته او قربه من مراكز النفوذ في بلدان البط السعيد , باعتبار ان التعليم العالي يقدم للمستثمر فيه منجما من الذهب , ليتحول التعليم العالي الى تجارة بالعقول والمال والاعراض والسلطة والنفوذ والمحسوبيات والقرابات ولم اجد في هذه الجامعات مكانا ابدا لها في الدرجات الخمسة الاف من الجامعات في العالم وهذا مما يؤسف له وهي من الجامعات التي لايعترف بها الا كمعاهد تعليمية للتسلية ولاتتعدى درجاتها العلمية من حيث المؤهلات العلمية درجة الاعتراف الدولي , وبعد كل هذا التحطيم للتعليم العالي يتبجح مثقفوا عالم البط السعيد ان هناك مؤامرة على عالمنا السعيد , وهل هناك مؤامرة اكبر من مؤامرة هؤلاء الحكام على شعوبهم في العالم , والذين هم من اكبر واشر عناصر التاخر والبلاء لهذه الامة , وهم وحدهم المسؤولون عن تاخر الامة شرقا وغربا , خاصة وانهم منعوا كل وسائل الاصلاح من الوصول الى الامة , وركبوا اعناق الشعوب ,وكموا اصوات الاصلاح والفلاح , ورموا وغيبوا بالسجون كل معارض في الوقت الذي تدعم فيه الدول الغربية معارضتها بالاعلام والمال من اجل معرفة مواطن الخلل في مفاصل الدولة لتنهض مرتفعة على كل ايادي ابناء المجتمع الواحد .
وتطوير الجامعات العربية في بلدان البط العربي السعيد تحتاج الى كوادر مختصة في التطوير العلمي والاداري والهندسي والتكنولوجي والمالي , ولاتحتاج ابدا الى اي تطوير اعلامي كاذب في الصحف والمجلات العلمية , كما انها تحتاج الى ارادة سياسية مثقفة ومتعلمة وهادفة من اجل تطوير التعليم لاتعليبه وتحت مسميات شتى من مسميات ايديولوجيات الحرب العالمية الثانية , وهذا التطوير لايكون بالاماني والاحلام السعيدة وانما عن طريق الايمان بان العلم هو الطريق الوحيد لتطوير الامم, وان من يخضع الشعوب الى رغباته ونزواته لامكان له ابدا في مجالات التطوير وانما مكانه الحقيقي هو مقابر التاريخ ومزابله , وهو عيب الامة وعارها , وعندما يقال بان الامة العربية كاملة قد سقطت من المراتب العلمية فهذا يعني عارا شديدا يجب ان يخجل منه الجميع بلا استثناء , فالجامعات والتعليم الجامعي العالي هما الترمومتر الحقيقي لمقاييس التقدم والتطور والاهتمام الحكومي والوطني في اي بلد يخجل من نفسه , وعذرا للخطاب الشديد فهو امر نستحقه وصوت ان نسمعه من بعضنا افضل من ان يتغامزه الاخر علينا.