أيها المجرمون القتلة .. ارفعوا أيديكم عن العراق .
أيها المجرمون القتلة .. ارفعوا أيديكم عن العراق .
|
د.فواز القاسم |
لقد مرت أكثر من عشرة أعوام عجاف ، والصهيونية العالمية تحرك عملاءها الاقليميين والدوليين وعلى رأسهم بوش للتآمر على العراق الشقيق ، مرّة لإخراج قواته من الكويت .! وأخرى لنزع أسلحته ذات التدمير الشامل .! وثالثة لمنعه من تهديد جيرانه .! ورابعة لحرمانه من المواد ذات الاستخدام المزدوج ..!
وهاهو عام إضافي يمر على جريمة احتلالهم له بذريعة تحريره من الدكتاتورية ، ونشر الحرية والرخاء في ربوعه .!!
وعلى أمثال هذه الأكاذيب عاش العالم منذ ذلك التاريخ وحتى الآن فصول مسرحية غبية ، جمعت بين ( الكوميديا ) و ( التراجيديا ) بشكل مشين ، وكان الضحايا فيها ليس فقط شعب العراق الصابر المجاهد ، بل الضمير العالمي ، والقانون الدولي ، وكل قيم الحق والعدل والإنصاف ، التي ناضلت من أجلها البشرية عبر تاريخها .!!!
وإذا جاز لأحد في العالم ، قبل الآن ، أن تنطلي عليه فصول هذه المؤامرة ، رغم وضوحها .!
فلا يجوز لكائن من يكون ، ممن يدعي العروبة أو الإسلام أو الإنسانية ، أن يسكت عليها اليوم ، وقد طفح الكيل ، وطال الليل ، وبلغ السيل الزبى ، وجاوز الظالمون المدى ، ولم يعد في قوس الصبر منزع .!!!
إن الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الأمريكان القتلة ، ولا يزالون ، بحق الشعب العراقي المسلم بجميع فئاته وأطيافه ، وعلى امتداد الوطن المحتل بأسره ، والتي توجوها في هذا الاسبوع بحصارهم للفلوجة ( جِنين العراق ) ، رمز الشموخ والكرامة العربية ، بأكثر من عشرين ألف مقاتل ، وضربها بالطائرات والمدفعية والدبابات ، وإغراق شوارعها وساحاتها بالدم الطاهر ، تماماً كما فعلوا في بغداد الحبيبة ، وفي أكثر من حيّ من أحيائها ، وفي النجف والكوفة وكربلاء وغيرها من المدن والقصبات العراقية ، تدلل بما لا يقبل الشك ، على أن أكاذيبهم الرخيصة ، التي طالما تشدقوا بها ، في التحرير ، والحرية ، وإسقاط الدكتاتورية ، والدفاع عن حقوق الإنسان ، ليست إلا هذيانات . تثير فينا الكثير من مشاعر القرف والاشمئزاز!! ولذلك ، فنحن في سوريا توأمةِ العراق ، نرفض رفضاً قاطعاً أي شكل من أشكال التآمر على شعبنا وأهلنا في العراق الحبيب ، واليوم _ وأهلنا في العراق الحبيب ، يتعرضون لأبشع أشكال القمع والإذلال والإبادة الجماعية ، حيث تحاصر أحياء ومدن بأكملها ، وتقصف بالطيران والمدفعية والدبابات ، وبمستوى من الخسّة والوحشية لا ينافسهم عليها إلا نيرون روما وشارون جِنين ، باسم الحرية والتحرير _ نعلن للدنيا كلها ، باسم مثقفي سورية وأحرارها ، رفضنا القاطع لهذه الأساليب الوحشية الحاقدة ، وإدانتنا الشديدة لها ولمرتكبيها ، ونطالب هؤلاء المجرمين القتلة : برفع أيديهم الملطخة بدماء الشعوب الحرّة ، عن العراق العظيم ، قلعة العروبة والإسلام ، وندعو جميع الأحرار والشرفاء في العالم ، لإدانة هذه الجرائم الوحشية البشعة ، التي تتم بالضد من إرادة المجتمع الدولي بأسره .
كما ندعو شعوبنا العربية والإسلامية لتكسير قيودها ، وتحطيم أغلالها ، وبصق حصيات الصمت من أفواهها ، والنزول إلى الشوارع للتعبير عن رفضها وإدانتها لهذه الأفعال الإجرامية المنحطّة ، حتى يعلم الأمريكان القتلة ، والصهاينة المجرمون ، أن لحم الأمة مرّ لا يؤكل ، وأن الذي يعتدي على جزء من الأمة لا بد له أن يدفع ثمن عدوانه باهظاً ..!
إن على العرب والمسلمين اليوم ، وبدون أي إبطاء ، أن يكونوا مشاريع رفض وتحدٍّ وجهاد حتى الاستشهاد ، ضد المصالح الصهيونية وعملائها من الأمريكان والإنكليز ومنافقي أوربا والعرب ، حتى يرفعوا أيديهم عن شعبنا في العراق وفلسطين ، ويكفوا عن التآمر المفضوح على أمتنا …
فنحن أمة تعلمت من هدي القرآن العظيم ، وسيرة الرسول الكريم ( صلى الله عليه و سلم ) من المباديء والأخلاق والقيم ، ما تحسن بها التعامل مع من يحترمها ويمد لها يد السلام والمحبة …
ولكنها تعلمت أيضاً من معاني العزة والكرامة والفدائية ، ما تعرف بها كيف تقطع اليد الغادرة التي تمتد إليها بالسوء ، وتسحق الرأس العفن الذي يعتدي عليها ويسيء إلى عقيدتها ….
قال تعالى في كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم (( لا يحب اللهُ الجهرَ بالسوء من القول إلا من ظُلم ، وكان الله سميعاً عليما ))النساء (148)
وقال أيضاً : بسم الله الرحمن الرحيم ((ولَمَنِ انتصر بعد ظُلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق ، أولئك لهم عذابٌ أليم )) صدق الله العظيم ، الشورى (41).