أمريكا فرعون العصر
خطبة الجمعة من جامع
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حمص ـ سورية
الحمد لله ثم الحمد لله الحمد لله ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) الحمد لله ثم الحمد لله وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) أوصيكم عباد الله بتقوى الله )وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون) وبعد فحياكم اللـه جميعاً أيها الأحباب الأعزاء وطبتم جميعا وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا حيّا الله هذه الوجوه وطيّب هذه القلوب وزكّى الله هذه الأنفس وشرح الله هذه الصدور وأسأل اللـه الكريم رب العرش العظيم الذى جمعنى وإياكم هنا أن يجمعنا هناك حيث لاهناك هناك وبعد أيها الإخوة هاهو رمضان قد أظلّنا من جديد واستنشق المؤمنون الموحّدون عبير أنفاس هذا الشهر العظيم ،ولكن هذا العبير قد جاء وياللأسف مشوبا برائحة الدماء والبارود ، لقد كان رمضان يشرق على الأمة الإسلامية وهي عزيزة الجناب لم تقف على الأبواب ولم تستعطف الأعداء ولم تخضع للكافرين واليوم كيف يشرق علينا رمضان يشرق؟ على جرح فلسطين الذبيحة وعلى آلام أفغانستان الجريحة وعلىأصوات طبول الحرب التي تقرع للعراق مهدّدة عقيدتنا وحضارتنا وأرضنا وشعوبنا وتاريخنا ومستقبلنا ،تحاصرنا الفتن وتجتاحنا الأحزان والألام وتنحرنا المصائب ويقتلنا القهر والإستبداد فتعزّ الكلمات ويتأبّى البيان ويحتار اللسان وفي الصحيح أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدِّين إلا البلاء)) رواه مسلم. صدقت ياحبيبنا يارسول الله هذا هو حال الأمة اليوم إلاأهل الغفلة والضياع،آه لو أنّ الحرف سيف! آه لوأنّ ا لكلمة بندقيّة والجملة قنبلة والفقرة صاروخ لنردّ به عن أنفسنا وإخوتنا ذلاّ لم يسمع بمثله أحد،الناس يذلّون عن قلّة ولسنا قلّة بل نحن مليار من البشر والناس يذلّون عن فقر ولسنا فقراء بل نحن أغنى شعوب الأرض والناس يذلّون عن ضعف ولسنا ضعفاء ويشهد لنا بذلك مخازن أسلحتنا وأننا نحن العرب أكبر مستورد للسلاح في العالم وإن بعض التقارير تقدّر ثمن السلاح الذي استوردته دول الخليج فقط منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي بألف مليار دولار بينما لايتجاوز مااستوردته إسرائيل خلال المدّة ذاتها ثلاثين مليارا فقط فنحن لسنا فقراء ولسنا ضعفاء ولسنا قلّة ومع ذلك فنحن مهزومون نحن مقهورون نحن مذلولون ،لقد وضعتنا أمريكا في المكان الذي أرادت أن تضعنا فيه شعوبا بالملايين مختبئة وراء البراميل نتوسّل إليها أن لاتطلق علينا النار ونقول لها مات الولد مات الوطن مات العرب ولكنّها لاتبالي وتطلق علينا النار وينتهي الأمر بنا كما انتهى الأمر بمحمد الدرة وغيره من آلاف الشهداء ،مشكلتنا نحن المسلمين ليست أننّا إرهابيّين! مشكلتنا أنّنا لم نمارس الإرهاب بالقدر الكافي تجاه أعداء الله ،تجاه أمريكا طاغوت العصر وفرعون العصر التي يقول حالها أنا ربكم الأعلى و هذا هو منطق الطغاة والفراعنة، في جميع العصور، منطق الفراعنة، مبني على القوة المادية التي يملكونها، ولا يملكها غيرهم، مبني على الكبرياء والجبروت، هؤلاء الطغاة يبتليهم الله بالمال : والقوة والسيطرة ويبتليهم بكثرة الجنود والمتخصصين في كل ما يحتاجون إليه من أرباب اقتصاد، ورجال إعلام، ومهندسي إعمار، وزبانية تعذيب، وسيافي قتل، و مُدَرَّبي تنكيل بالمظلومين، بقسوة لا توجد في صم الصخور لكن مصيرهم كما قال الله تبارك وتعالى (فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) ومصيرهم كما قال الهادي صلى الله عليه وسلم ((إنّ الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)) (وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد) وقد وصف القرآن الكريم لنا نموذجا للفراعنة والطغاة، وهو فرعون مصر الجبار، وجنده ووزراؤه فقد ادعى الألوهية والربوبية، وأنكر أن يكون لقومه إله سواه، كما قال الله تعالى عنه (فكذب وعصى. ثم أدبر يسعى. فحشر فنادى. فقال أنا ربكم الأعلى) وقال عنه: يا( أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري) ولعل حال أمريكا الذي تمارسه مع العالم يوضح هذا المعنى أوضح بيان في هذا العصر لا، بل إن الله يأمر الناس بالإيمان به، وينهاهم عن الشرك به، ولكن لا يأذن لأحد أن يكره أحدا على الإيمان به: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) ولكن أمريكا تكره الدول في العالم على اتباع سياستها، ومن خرج عن ذلك، سلطت عليه المقاطعة السياسية والاقتصادية والعسكرية، فإذا لم تنجح في إخضاع الدولة بذلك، جيشت جيوشها لغزوها، وأنزلت بها أشد العذاب، ودمرت كل مرافقها. ومن عادة الطغاة أن يتخذوا كل سبب يؤدي إلى تنازع الناس، ليتمكنوا من السيطرة عليهم، ويستفردوا بظلم من يريدون الاعتداء عليه، فلا يجد من ينصره، كما قال تعالى عن فرعون ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين) وهاهي أمريكا اليوم فرعون( العصر) تفرق بين الشعوب وحكامها وتفرق بين الدول المتجاورة والمتباعدة، من أجل أن تهيمن عليها جميعا، وتستضعف من تشاء منها، تحقيقا لهيمنتها وتثبيتا لظلمها. ومن عادة الفراعنة الطغاة أن يقربوا منهم كبار القوم وأعيانهم، من ذوي المال والقوة،والاختصاصات التي تقوي ملكهم، ليسحقوا بهم الأعداء كالوزراء المنفذين (فأوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين) والجنود المطيعين ( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) والأغنياء المترفين (إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وءاتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ) ومن عادة الفراعنة الطغاة، عندما يزهق الحق باطلهم، وتدحض الحجة أكاذيبهم: أن يحشدوا جماهير الناس، للاستعانة بمن يضلل عقولهم، ويقلب الحقائق عليهم، حتى يعينوهم على باطلهم ضد خصومهم قال تعالى عن فرعون: (قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم. *يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون*. قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين. * يأتوك بكل سحار عليم. * فجمع السحرة لميقات يوم معلوم* وقيل للناس هل أنتم مجتمعون* لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين) والذين يستعين بهم الفراعنة في هذا التضليل، قد يكونون سحرة كما حصل في عهد فرعون وقد يكون ون إعلاميين، وقد يكونون شعراء ومفكرين وفي تضليل الإعلام الأمريكي اليوم ما يفوق تضليل السحرة لجماهير فرعون. ومن عادة الفراعنة الطغاة، أن يَعِدوا أعوانهم وأتباعهم بوافر المال، وعالي المناصب، : تشجيعا لهم على الطاعة لهم والوقوف ضد أعدائهم، كما قال تعالى عن فرعون وسحرته (فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين. قال نعم وإنكم إذن لمن المقربين) ويدخل في ذلك الحكومات الموالين لها الذين تَعِدهم أمريكا بالمال أو إسقاط الديون عنها، أو جعلهم من المقربين إليها ونحن نعلم أن ذلك ليس بيد أمريكا، ولا قدرة لها على تحقيق وعدها، لا لأصدقائها، ولا لنفسها قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير) ففرعون في الماضي كان فرعونا لبلد واحد، هو مصر، أما فرعون هذا العصر أمريكا فهي فرعون الأرض كلها و هي فرعون( العصر) تحاول أن تضرب بسوط ظلمها العالم كله، ولسان حالها يقول، كما قال فرعون مصر: (أنا ربكم الأعلى) ولا غرابة في حقد اليهود وأهل الكتاب على المسلمين، وإعداد العدة للهجوم عليهم والسيطرة على بلدانهم، لأن الله تعالى قد سجل عليهم ذلك في كتابه، وتاريخهم في الماضي والحاضر شاهد على عداوتهم وعدوانهم على المسلمين، كما قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ولكن الطامة الكبرى على المسلمين، أن يسهلوا للصليبيين السيطرة على بلدانهم، وغزوها، وحجتهم في ذلك الخوف من سطوة دولة كبرى لا طاقة لهم بها، اقتداء بمن قال الله تعالى عنهم ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) هذا هو الحال فما واجب المسلمين نحو هذا الغزو الصليبي الجديد ؟ أهم الواجبات أن يحقق المسلمون بينهم أصلين لا يفترقان، وهما: الإيمان والأخوة، كما قال تعالى (إنما المؤمنون إخوة) ويجب عليهم البراءة من أعداء الله المعتدين وقد دلت الآيات القرآنية الكثيرة على وجوب موالاة المؤمنين، ومعاداة أعدائهم الذين يعتدون عليهم، وأن من تولاهم فهو منهم في ظلمهم، كما قال تعالى (ياأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم من كم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) ونهى سبحانه المؤمنين أن يوالوا أقرب المقربين إليهم نسبا، عندما يفضلون الكفر بالله على الإيمان به، وأن من تولى أقاربه بالمناصرة لهم أو إظهار محبته لدينهم، فهو منهم، فقال تعالى (ياأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا ءاباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) وعلى المسلمين اليوم أن يحدّدوا عدوهم ثم ينطلقوا لقتاله مستعينين بالله عزوجل كما قال تعالى: (ياأيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) وقد أشار القرآن الكريم إلى نوعين من أنواع الجهاد في سبيل الله وهما جهاد المجموعات وجهاد الجماعات قال تعالى (ياأيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا) إذن هما حالتان الأولى وهي جهاد المجموعات وهي المذكورة بقوله تعالى (فانفروا ثبات) والثانية جهاد الجماعات وهي المذكورة في قوله تعالى ( أو انفروا جميعا) وهذه الحالة الثانية لاتحتاج إلى بيان لأنها معروفة وهي سير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الجهاد ومعه آلاف من الصحابة كما في غزوة بدر وتبوك والخندق وغير ذلك أما جهاد المجموعات أو الثبات كما ورد في القرآن جمع ثبة أي المجموعة من الرجال فمعناها أن يؤلّف المؤمنون جماعة من أنفسهم ثم يشرعوا بقتال العدو على شكل كراديس وخلايا ومجموعات صغيرة لأن هذه قد تكون أنكى في العدو وأكثر تحركا من الجيوش الكبيرة فإذا عجزت الأمة والجماعات عن القتال والجهاد فإنّ الواجب لايسقط عنهم ولكنّه يتحول إلى النوع الثاني من الجهاد وهو جهاد المجموعات أو الثبات وهذا النوع من الجهاد معروف في تاريخ الإسلام فمجموعة محمد بن مسلمة اغتالت كعب بن الأشرف زعيم اليهود ومجموعة عبد الله بن عتيك قتلت سلاّم بن أبي الحقيق زعيم خيبر وعبد الله بن أنيس قتل سفيان بن خالد الهذلي الذي كان يعدّ الجيوش لغزو المدينة ومجموعة محمد بن مسلمة أسرت ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة فعندما ردّ النبي صلى الله عليه وسلم أبابصير الذي جاءه مسلما من عند المشركين بموجب ميثاق الحديبية هرب أبو بصير من المشركين بعد أن قتل واحدا منهم فعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال يا رسول الله أما أنت فقد وفّت ذمّتك وأنا خلّصت نفسي وامتنعت بديني فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ((ويل أمّه مسعّر حرب لو كان معه رجال )) وفهم أبو بصير من هذه الإشارة أنه يريد منه أن يشكّل مجموعة تقوم بعمليات جهادية ضد المشركين وكوّن جماعة له واختبؤا في شعاب الجبال يهاجمون قريشا ورجالها وقوافلها حتى اضطّروهم إلى مفاوضة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلغاء البند الذي ينصّ على أنّ من جاء من المشركين مسلما ردّه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وعلينا أن نعلم أنّ الابتلاء سنة ماضيةمن سنن الله تعالى يبتلينا ويمحصنا ليتخذ منا شهداء، كما قال تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) وعلينا الثقة بنصر الله للمجاهدين في سبيله، إذا توكلوا على الله، وأعدوا ما يقدرون عليه، واستعانوا بالصبر والمصابرة، ونصروا دينه، وإن كان عدوهم أشد قوة مادية منهم قال تعالى ( قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) ونذكر من يقف في صف اليهود والصليبيين خوفا منهم ونسيانا لله تعالى بأنهم سيندمون، عندما يفتح الله على المجاهدين في سبيله بالنصر المبين (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) وأذكر علماء الإسلام في أنحاء الأرض أن يبينوا للمسلمين الحق في مناصرة المسلمين للكافرين على إخوانهم المسلمين، فقد كلفهم الله البيان، وأوعد من كتم هذا البيان، أو لبّس الحق بالباطل، بالطرد من رحمته، وبأليم عقابه (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) ونقول للجميع وبأعلى صوتنا إنّ الإرهاب الذي تدعو أمريكا حلفاءها للتحالف معها ضدّه إنّما هو الإسلام عينه الإسلام السويّ المعتدل لا الإسلام الأصولي المتطرّف وإنّ الحملة الآن على العراق لاتستهدف العراق وسلاحه ونفطه وشعبه فقط بل إنّها عملية تطويق للكعبة وتركيع لأمة الإسلام واستهداف لديننا وعقيدتنا وإيماننا ولذلك فإننا نحذّر جميع الأطراف من أن ينخرطوا في هذا العمل الظالم ونصرخ بأعلى مانطيق ونقول لهم إن أيّ تعاون مع أمريكا في هذا الصدد إنما هو قبول بالحرب على الإسلام وهذا مانسمّيه في شريعتنا الكفر والإرتداد وإن أي ثغرة تفتح لتوجّه منها السهام إلى العراق أو أيّ قاعدة تسخّر لصالح الأمريكان في ضرب العراق تعتبر خيانة عظمى لهذه الأمة وخروجا سافرا على مبادئها وارتدادا عن دينها وتعويقا لجهود المخلصين من أبنائها فشعوب المسلمين ودينهم ومقدّساتهم وأرضهم ليست مطيّة لأمريكا ولا لحكام الأرض ، هناك حقيقة أيها الإخوة ينبغي أن يزداد وعي المسلمين بها وهي أن هذه الدنيا ليست بدار قرار كل الناس تبني آمالها فتعمل وتفكّر من خلال الدنيا (( والدنيا لاتعدل عند الله جناح بعوضة)) كما يقول الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم وكلّكم ترون الأموات وهم يمشون ولاأحد يبقى فيها الدنيا زائفة برّاقة خدّاعة ((الدنيا سجن)) كما ورد في الحديث الصحيح ولذلك ماينبغي لحب الدنيا أن يقف حجر عثرة في طريق الأمة وفي طريق قول كلمة الحق للأسف أصبح همّ الكثيرين إذا جمع الناس لهم وحشدوا الحشود ضدّهم هو الإنبطاح الكامل أمام العدو ولو كان ذلك على حساب دينهم وعقائدهم ومبادئهم وأوطانهم . . . ! أيّ تفكير هذا أيّ كرامة وأيّ مبدأ وأيّ انحراف عن سبيل المؤمنين الذي خطّه الله تبارك وتعالى في كتابه . ماهو سبيل المؤمنين عندما يجمع لهم الناس الجموع؟ (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل *فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم*إنّما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )
أيّها الإخوة : إن النصر للإسلام وإن الرفعة لهذه الأمة وإن التمكين لهذا الدين وهذه الحرب التي تقرع أمريكا اليوم طبولها ستنقلب عليها بإذن الله وستصحو الشعوب من سباتها وستجاهد في سبيل الله مجموعات وجماعات وستشتعل الأرض تحت أقدام الطغاة وستكون هذه الحرب كحركات السائل الناري في باطن الأرض ثم تكون الرجفة ثم تكون الزلزلة ثم يتفجّر البركان ويقذف حممه ثم تتفتّح أبواب جهنّم الدنيا فلا يبقى فيها طاغية إلا ودخلها وصدق تعالى إذ يقول (أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) بارك الله لي ولكم بالقرآن الكريم ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم