من فوائد أنظمة القمع العربية
من فوائد
أنظمة القمع العربية
أمير أوغلو / الدانمارك
سمعنا جميعا عن نجاح المقاومة اللبنانية في إتمام صفقة تبادل الأسرى العرب مع الأسرى الإسرائيليين , وهذه نقطة إيجابية جديدة تضاف لرصيد المقاومة اللبنانية الباسلة ونتمنى لهذه المقاومة وغيرها في فلسطين والعراق المزيد من النجاح والتوفيق .
كلنا نعلم أيضا أنه ليس في العالم شر محض ولا خير محض , وأن الأمور كلها نسبية وقد لفت نظري في عملية تبادل الأسرى أن الأنظمة القمعية العربية على امتداد الوطن , والتي امتهنت كرامة المواطن العربي وأذلته وأخضعته لمختلف أنواع الضغوط حتى صار لا يستطيع أن يفتح فمه بكلمة وصار يخاف من ظله وأفقدته قيمته المعنوية أمام شعوب الأرض , هذه الأنظمة قد أفادت المواطن من حيث لا تدري ولا ترغب في عملية تبادل الأسرى الأخيرة وما سبقها من عمليات مشابهة .
لقد قبلت إسرائيل أن تبادل 435 أسيرا عربيا أحياء و 59 جثة لشهداء عرب مقابل أربعة أسرى إسرائيليين ثلاثة منهم قد يكونون أمواتا , بكلمة أخرى إن كل مواطن إسرائيلي يساوي عند إسرائيل مائة وعشرة مواطنين عرب على الأقل , ولو تبين أن الإسرائيليين الثلاثة أموات فيكون كل مواطن إسرائيلي يساوي عند إسرائيل 400 مواطن عربي أو يزيد , أليس هذا كله بفضل الأنظمة العربية القمعية ؟ ألا يجب أن نشكر هذه الأنظمة التي لولاها لكنا مجبرين على مبادلة كل أسير عربي واحد بأسير إسرائيلي واحد ولكنا خسرنا في عمليات التبادل هذه الكثير الكثير ؟ لا أرى في الحقيقة بُداً من تسجيل هذه النقطة لصالح الأنظمة العربية , ومن تقديم خالص شكري لها وتمنياتي بأن يصبح المواطن الأجنبي يساوي عشرة ألاف مواطن عربي عسى أن نستطيع إخراج كل الأسرى العرب من سجون العالم كله .
البارحة سألت صديقا لبنانيا مطلعا على السياسة وخفايا الأمور في لبنان وعلى معرفة تامة بعلاقة النظام السوري بمواطنيه : لماذا لا تختطف المقاومة اللبنانية بعض الجنود السوريين في لبنان وتبادلهم بالأسرى اللبنانيين في سجون سوريا ؟ فنظر إلى بإشفاق وتعجُب ثم انفجر ضاحكاً حتى انقلب على ظهره !!!!!