ما زال سامي الصفوري طليقاً

المخرج: يوسف علاري

ينصب ويحتال باسم فلسطين

المخرج: يوسف علاري

[email protected]

 جاءني اتصال هاتفي من الرقم 007183584625

-السلام عليكم.

- وعليكم السلام.

- أنا الدكتور محمد التويجري مدير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليسكو).

- أهلا وسهلا حياك الله يا دكتور.

- الله يسلمك ويبارك فيك. أريد أكلم الأستاذ يوسف علاري لو سمحت.

- أنا يوسف. تفضل دكتور.

- كيف الحال أخي يوسف انشاء الله بخير؟

- الحمد لله.

- ممكن تعطيني رقم أرضي لأكلمك لأن الصوت غير واضح عبر الموبايل.

- تفضل دكتور الرقم................

 بعد ما يقارب الخمس دقائق رن هاتفي الأرضي ليأتيني ذات الصوت الرخيم الوقور، يتحدث باللكنة الخليجية، اعتقدت للوهلة الأولى أنّ محدثي هو أحد الأئمة أو الدعاة من كثرة استغفاراته وتسبيحاته وحوقلاته بعد كل جملة أو عبارة يقولها.

 - معك الدكتور محمد التويجري.

- تفضل دكتور أي خدمة.

- الله يجزيك الخير أخي الكريم. نحن نريد انتاج فيلم عن القدس بمناسبة (القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009) بتمويل كامل من سمو الأمير (الوليد بن طلال) واخترناكم لتشرفوا على هذا الفيلم لمعرفتنا أنكم مهتمون بإنتاج برامج تخص القدس.

- بارك الله فيكم هذا شرف لي يا دكتور.

- الله يحفظك يا أخ يوسف. نحن كلنا فداء للقدس وهذا العمل شيء متواضع نقدمه لفلسطين وللقدس. المطلوب منك أن تتصل بالدكتور (سامي الصفوري) للتفاهم معه على آلية العمل وهو الآن موجود في أمريكا وسيأتي غداً إلى الإمارات خصيصاً لمقابلتكم، الرجاء الاتصال به الآن.

- كم الرقم يا دكتور؟

- سجل عندك 0012064656389

- مشكور دكتور، سأتصل به الآن إن شاء الله.

- بارك الله فيكم. وجزاكم عنا كل خير. مع السلامة.

- مع السلامة.

كان حديثه وصوته وطريقته في الكلام تنم عن شخصية رجل جليل ذي شأن عظيم، كان يبدو مهموماً بشأن القدس والفيلم الذي سينتج عنها.

 حين وضعت السماعة تذكرت أن مدير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هو معالـي الدكتور (محمد العزيز ابن عاشور) وليس الدكتور محمد التويجري الذي -حسبما أعرف- يشغل منصب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية. كما قلت في نفسي أن سمو الأمير الوليد بن طلال يمتلك عدداً من القنوات التلفزيونية القادرة على تنفيذ هذا الفيلم وليس بحاجة إلى شخص لا يعرفه لينفذه له، وبالرغم من ذلك التوجس اتصلت على الدكتور سامي الصفوري لأستوضح الأمر.

- ألو، السلام عليكم.

- وعليكم السلام.

- معك المخرج يوسف علاري

استقبل مكالمتي بترحيب حار.

- أهلا وسهلا فيكم. شرفتمونا باتصالكم و.... و..... الخ

- اتصل بي الدكتور محمد التويجري وطلب مني الاتصال بكم من أجل فيلم ستنتجوه عن القدس.

- هذا صحيح. ونحن نعرف كم أنتم مهتمون بموضوع القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 لذلك اخترناكم للإشراف على هذا الفيلم

- عفواً دكتور أتمنى أن توضح لي من هي الجهة المنتجة للفيلم.

- نحن المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (ايسيسكو)، دائما ندعم العمل الثقافي بخصوص فلسطين عموماً، والقدس على وجه الخصوص، وهذا الفيلم وضعت له ميزانية ضخمة من سمو الأمير الوليد بن طلال لإنتاجه.

- أخبرني الدكتور التويجري أنكم ستأتون غداً إلى الإمارات.

- نعم ستصل طائرتي الساعة السابعة وخمسون دقيقة مساءً إلى مطار دبي وسآتي أنا وزوجتي.

- أهلا ومرحبا بكم.

- الله يحفظك يا أستاذ يوسف.

- ما اسم الطيران وكم رقم الرحلة لأكون في استقبالكم.

- بارك الله فيكم لا داعي للغلبة.

- هذا واجب علي بما أنكم ستأتون خصيصا لمقابلتي.

- الله يجزيك كل خير.سآتي على الطائرة delta#8 .

- سأكون في انتظاركم إن شاء الله.

- بارك الله فيكم.

 بعد أن انتهت المكالمة، أيقنت أن الموضوع فيه مشكلة أو خطأ ما لم أتحقق منه بعد.

 أولاً: الدكتور التويجري أخبرني أنه مدير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وهذا ليس صحيحاً، فمديرها معالي الدكتور محمد العزيز ابن عاشور.

ثانياً: أخبرني الدكتور سامي الصفوري أنه يتبع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم بينما أخبرني الدكتور التويجري أنهم يتبعون المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، يوجد فرق بين المنظمتين، فلكل واحده من هاتين المنظمتين استقلاليتها عن الأخرى.

ثالثاً: مدير المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم هو الدكتور عبد العزيز التويجري، ولم يذكره أحدٌ منهما.

رابعاً: كيف سيأتي خصيصا لمقابلتي وقد حجز تذكرته واستعد للسفر وهو لم يعرف بعد إن كنتُ موجوداً في الإمارات أم لا، فالاتصال بي تم في يوم سفره، مع مراعاة فرق التوقيت بين أمريكا والإمارات.

 ولأستوضح الأمر اتصلت بصديقي سعادة الدكتور (مصطفى عيد) خبير البرامج في مديرية الثقافة والاتصال التابعة للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم. لأن الدكتور مصطفى على اطلاع بكل البرامج التي تخص القدس ويعرف كل الأشخاص الذين يعملون في المنظمتين. سألته عن أمر الفيلم إذا كانت المنظمة ستنتج مثل هذا الفيلم؟ أجاب: بالنفي. وقال: لا علم لي بهذا الفيلم، وعندما سألته عن الدكتور سامي الصفوري الموظف في المنظمة. قال: لا يوجد موظف عندنا بهذا الاسم ولم أسمع به من قبل. أدركت حينها أنني أتعرض لمحاولة نصب واحتيال ولكني لا أعلم بالضبط ما يخطط هؤلاء الأشخاص. ولأكون على يقين أكثر راسلت معالي الدكتور محمد العزيز ابن عاشور لأستوضح الأمر. جاءني الرد من ديوانه أن لا علم لهم بأمر الفيلم.

 فتحت الإنترنت وبحثت عن المدعو الدكتور سامي الصفوري. وجدت مقالاً للكاتبة (زينب سعيد) تحذر فيه كل المبدعين والمثقفين من نصابين ينتحلوا أسماء شخصيات معروفة، ومن بين هؤلاء النصابين شخص يدّعي أنه الدكتور سامي الصفوري.

 في اليوم التالي اتصل بي المدعو سامي الصفوري ليبلغني أنه لم يصعد إلى الطائرة المتجهة إلى دبي بسبب انفلونزا الخنازير، وبعد أن شرح لي قصة طويلة أدت إلى تأجيل سفره. قال: أنه موجود الآن مع زوجته في (ميامي) دون مال لأن سلطات المطار أخذت منه كل شيء حتى محفظته وأنه يريد مني فقط مبلغ 1528$ ثمن تذكرتين ليأتي إلى دبي من أجل التفاوض معي بشأن الفيلم وأوضح لي أن الخير كثير وأنه يملك المال ولكن هناك بعض الإشكاليات حالت دون حصوله على المال في الوقت الراهن.

 قلت له: ابعث لي رسالة نصية بعنوان صراف لأبعث لكم المبلغ. فبعث لي العنوان التالي:

Maria p toro

niltour travel

8500 aviation rd

Miami florida

9549200090

 أبلغت السلطات بأمره ولا أدري ماذا جرى له ربما ما زال ينتظر النقود.

حصلت معي هذه قصة بتاريخ 28/4/2009 .

آه كم باسمك يا فلسطين يتم النصب والاحتيال.

لا حولة ولا قوة إلا بالله.