ثالوث المُحَرّمات
ثالوث
المُحَرّمات :
الوكالات
والتليفونات وتحرير الكفالات!
مصباح
الغفري
فصلٌ من مخطوطة
:
"حدائق الأزهار ، في أصول أكْلِ
أموال الإمبرياليّة
والاستعمار" .
حدثنا أبو يسار الدمشقي قال :
سُئلَ أعرابي :
ـ ما رأيُكَ
فيما جَرى في الشام ، قبلَ أيام ؟
وكيف يُحْجَز على وزير سابق ، من
قِبَلِ وزير لاحِق . دون أمر من القضاء ،
ولَم يُنسَب له فسادٌ ولا ارتشاء ؟ هَل
أصبَحَ تحريرُ الكفالات ، في وطن المخافر
والكركونات ، جُرماً في قانون العقوبات ؟
أم أنّ الأمر لا يعدو كونه تغطِيَة
للسماوات بالقباوات ؟
قال الأعرابي :
ـ هذا الحجز ، دَليلٌ على
أن حجمَ الإدعاء يعادِلُ حجمَ
العَجْز ! فمكافحة
الفساد في نظام السبايا
، تحتاج إلى ضحايا . والأضحِيَة
دائماً من المُسْتضعَفين ، من أهل اليسار
أو من أهل اليمين. ألَم يَقل المعري عبارته التي
ذهَبَت مثلاً :
ـ إستضعفوكَ فوَصفوك !
في الجمهوريّة الوراثيّة للتجارة
والمقاولات ، والسجون والمعتقلات ودفع
العمولات والخوّات ، القاعدة هي " أكل
الكفالات " ! فكيف
يرتكبُ سيادَة الوزيرُ ، هذا
الجُرْمَ الخطير ؟ أليسَ
من الرذالة ، أن يقوم بتحرير الكفالة ؟
أم أنه لم
يقرأ كتاب "حدائق الأزهار ، في أصول
أكل أموال الإمبريالية والإستعمار " ؟
في هذا الكتاب
، الذي صنفه لسان الدين بن الخطاب ،
فصل الخطاب والجواب ، لمن في فلبه
أدنى ارتياب . فتحرير الكفالات ، يليه دفع
المُستحقات ، وفي ذلك تقليص الواردات .
وإذا نقصَت الموارد ، فمن أين يُنفِق
أبناء المسؤولين على الموائد ؟
ثم أليس في أكل أموال الشركات
الإستعماريّة ، خدمة للقضية الوطنية ؟
قال أبو يسار ، ألا فاعلموا أيها
الأبرار ، أنني رجل مقامات وأشعار ، ولست
من المقاولين أو التجار . لكنني سَمعت عما
تعانيه الشركات ، في مسائل الكفالات
والوكالات ، منذ عقود من السنوات . حتى
أنها أصبحت تزيد في قيمة العقد ، ما يعادل
قيمة الكفالة النهائية من النقد . وأنا لا
أعرف وزير الصناعة ، لكنني أعلَمُ أنه
تصَرّف بحكمة وشجاعة . وهذا ما أورده
موارد الحُتوف ، وإذا كنتم في شك فاسألوا
الخدّام ومخلوف
!
ذلك أن تحرير الكفالات هو رأسُ الفساد ،
أما الهاتف الخليوي ففيه صلاح البلاد ،
والفوائد والأرباح للإقتصاد
والعباد .
دفع مستحقات الشركات جريمة لا تغتفر ،
ودفن النفايات النووية مسألة فيها
نظر !
الوزير كان كبش الفداء ، للتحالف بين
القمع والإثراء . وما
حَدَث يذكرنا بالمثل القائل :
ـ إياكَ تجني سُكّراً من حنظلٍ !
في الوزارة الجديدة انتظرنا روائح
العطور ، فإذا نحن نستنشق رائحة القبور !
وليس لنا غير أن نغني مع
فيروز :
ـ طلع المنادي
يُنادي
ما
فيهاش إفادي
الرعيان
بوادي
والقطعان
بوادي !
أليس لهذا الليل من آخر ؟