لماذا سقط العراق
بقلم : هيثم الأشقر
أعتقد أنه كان من الأفضل لهذا المقال أن يكون بعنوان لماذا سقط العرب أو لماذا سقط المسلمون، فالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والأمريكي للعراق جاء بعد أن سقطنا جميعاً في مستنقع الجهل وقلة الدين، بعد أن سقطنا في بحر من الملذات والفجور..
بعد أن تهنا في ليل حالك نسجت ظلمته آهات المظلومين والمضطهدين في سجون الحكام
والسلاطين و
سقطنا عندما لم نعدّ العدّة لطرد الغزاة اليهود من فلسطين، سقطنا عندما حاربنا المبدعين فاستوعبهم الأعداء.
سقطنا عندما أكلنا مما يزرع الأعداء، ولبسنا مما يخيطون، وركبنا ما يصنعون، وتحاربنا وأظهرنا الفتريات على بعضنا البعض بأسلحة الأعداء.
سقطنا عندما حاربنا أعدائنا بمالنا وبإبداعات أبنائنا الهاربين من جحيم الجهل إلى أحضان الغرب. ولعل مما جعل قبول الاحتلال فيه نظر أن ملايين المسلمين قد نعموا بالعدل والحرية في كنف العدو الأمريكي والغربي، ووجدوا لديه الأمان من بطش من تسلّط على رقاب العباد، ولأن كثيرين من هؤلاء لا يدركون الأبعاد الخفية لمجريات الأمور، نقلوا رأيهم وارتياحهم
لأهلهم في الوطن المأسور فتطلّعوا لينعموا بما نعم به الآخرون فجاءهم النعيم بالقذائف والموت ليستقبل بالورود والرياحين لولا أن أدرك نخبة القوم حجم الكارثة ففزعوا منبهين واعظين على منابر المساجد ليخرج حملة الورود منددين مطالبين برحيل المحتل.
الأمر الذي يدل على أننا نسير بعواطفنا وأثر اللحظة، ولا نفكّر لغد ولا نتعظ بالماضي والحاضر..
كنت أحب من المسلمين ولاة ونخب أن يعدوا العدة علمياً وثقافياً وفكرياً كحد أدنى لمواجهة التحديات، وأعتقد أن ضياع فلسطين كان كافياً لنبدأ بخطة طوارئ ثقافية وعلمية، طالما أننا مغلوبون على أمرنا في هذه المرحلة التاريخية.
لقد أثارني كثيراً مشهد الجندي الأمريكي المستند على برج دبابته بعد وصولها لساحة الفردوس في العراق بدقائق وهو يقرأ في كتاب إنه يستغل كل دقيقة من وقته، بينما نضيع كل وقتنا فاقتضت العدالة الإلهية أن ينتصر من يستغل الدقائق على من يضيع الساعات (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ولَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) والسؤال كيف ستكون المواجهة لو أخذنا بما جاء به القرآن حيث أقسم في مواضع كثيرة بالوقت وللحديث بقية.