بعد ثلاثة أشهر من يتذكر غزة؟
رضوان سلمان حمدان
غزة الآن تعاني من الجوع والمرض والعراء.. والسادة العرب يريدون أن تدفع غزة الثمن باهظا على صمودها وتحديها للقهر والعدوان يريدون أن تتعلم غزة درس الذل والاستسلام لإرادة بني صهيون ، وللأسف أيضا أن بني قومهم من يناضل علنا وبلا ذرة حياء لتعترف غزة باتفاقات الذل والخيانة والاعتراف بالكيان الصهيوني.. ليأخذوا ثمن ذلك رغيف خبز وحبة دواء.. وبكل أسف وألم فإن غزة صارت في طي النسيان ، أقفِلت صفحتُها ولم يعد الإعلام يذكرها حتى العربي منها وحتى الأحزاب بكل أطيافها ومسمياتها صمتت تنتظر مذبحة دموية جديدة يريدون رؤية الأطفال وهم يُمزَّقون والنساء وهن يولولن ويصرخن كي يتكلموا ويتحركوا ويضغطوا.. ألا يعلم هؤلاء أن غزة الآن في مذبحة أقسى وآلَم إنهم يموتون صبرا لا غذاء لا ماء لا دواء إلا ما يتصدّق به عليهم الكيان الصهيوني إمعانا في التل والعذاب.. حتى انطبقت عليهم الآية الكريمة {لا يموت فيها ولا يحيى}!!
هذا بينما نقرأ الخبر التالي وكأنهم يقولون انظروا كيف نكافئ من يدخل بيتنا ويمتثل أوامرنا وتعليماتنا فلنحيينَّه حياة طيبة:
شركات لابني الرئيس الفلسطيني حصلت على عقود أمريكية
رام الله-العرب اونلاين: أظهرت وثائق لم يكشف عنها من قبل أن شركات يديرها ابنا الرئيس الفلسطيني محمود عباس فازت بعقود مساعدات من الحكومة الأمريكية لإصلاح طرق وتحسين صورة الولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية.
ووجدت مراجعة أجرتها وكالة "رويترز" للأنباء لسجلات داخلية للحكومة الأمريكية بشأن برامج مساعدات في الضفة الغربية وقطاع غزة أن شركات للإنشاءات والعلاقات العامة يديرها طارق عباس وياسر محمود عباس حصلت على عقود وعقود فرعية بلغت قيمتها مليوني دولار منذ عام 2005 عندما أصبح والدهما رئيسا للسلطة الفلسطينية.
كما أظهرت المراجعة أن مشروعات يدعمها حلفاء الرئيس محمود عباس حصلت على ضمانات قروض ومساعدات زراعية. لكن الوكالة الأمريكية لم تكشف عن هويات كل الشركات الفلسطينية التي فازت بالعقود.
ولكني أبشر هؤلاء بقول الله تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)}العنكبوت
استفيقوا أيها المخدوعون ، لن يبقيَ منكم العنكبوت شيئا سيمتصكم ثم يلقي بفضلاتكم في مزبلة التاريخ وسيكون قريبا جدا.. أليس الصبح بقريب .. { فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)}الروم "قوة الله وحدها هي القوة . وولاية الله وحدها هي الولاية . وما عداها فهو واهن ضئيل هزيل ; مهما علا واستطال , ومهما تجبر وطغى , ومهما ملك من وسائل البطش والطغيان والتنكيل . إنها العنكبوت: وما تملك من القوى ليست سوى خيوط العنكبوت" في ظلال القرآن
أما أنت أيها المجاهد البطل القابض على جمر الحق:
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)}الروم
{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}البقرة
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)}العنكبوت
ثم أليس من العيب ومن العار أن يلتفت بعض الأجانب إلى معاناة أهلكم وإخوانكم وأبناء جلدتم ودينكم بينما أنتم تُحكمون عليهم الحصار وتعملون لصالح العدو القاتل الذي يهدد بقصف السد العالي فتصافحونه والضحك ملء وجوهكم ولا تحيرون جوابا!!! {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}، وأقول لأعراب القرن الحادي والعِشْرين ـ الذين أصابهم الخرس وشلّ الخوف ألسنتهم ، واستوطن السكوت على الهوانِ قلوبهم فلا أجد ما هو أبلغ من قول الشاعر:
من يَهْنْ يَسْهُلُ الهَوَانُ عليْه مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إيــــلامُ
لَقَدْ هَانتْ عليْكم أنفسكم فصَغُرْتم في أعْيُنِ العالم حتّى تَلاشَيْتم.
لوموند: بعد ثلاثة أشهر من يتذكر غزة؟
تحت عنوان "بعد مرور ثلاثة أشهر على الحرب ، من لا يزال يذكر غزة؟" كتب ميشل بول ريشارد تحليلا بصحيفة لوموند نبه فيه إلى أن قطاع غزة ضاع في غياهب النسيان منذ 18 يناير/كانون الثاني الماضي الذي صادف نهاية الحرب التي شنتها عليه إسرائيل, مشيرا إلى أن أوضاعه لا تزال سيئة للغاية.
فأحوال مليون ونصف مليون فلسطيني يسكنون القطاع هي نفس الأحوال الصعبة التي كانوا يعيشونها قبل عملية "الرصاص المسكوب", ونقاط العبور محكمة الإغلاق تماما كما كانت قبل الحرب, وليس الحال أفضل على الحدود مع مصر.
وتسمح السلطات الإسرائيلية يوميا بدخول حوالي مائة شاحنة وبنقل كمية من الوقود إلى القطاع كي لا يهلك سكانه.
"وكمية ونوعية المواد التي تسمح تل أبيب بإدخالها غير كافية بالنظر إلى حاجيات المواطنين, ولا يمثل ما تسمح بإدخاله من الوقود الصناعي وغاز الطهي سوى – على التوالي - 70% و25% من حاجة القطاع" حسب تقرير للأمم المتحدة.
وقد أذعن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت للضغوط الأوروبية والأميركية ، فأصدر أوامر بالسماح بدخول المواد الغذائية كالجبن والبطاطا وعصير الفواكه والمعكرونة إلى غزة بعد أن كان ذلك محظورا في السابق.
وقد أصدر مدير وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) جون كيغ نداء مطلع هذا الشهر طالب فيه بإعادة فتح حدود غزة مؤكدا أن "كمية المواد التي تسمح إسرائيل بدخولها ليست بأي حال من الأحوال مناسبة ، مما جعلها تتسبب في تأثير مدمر على الحالة الجسدية والذهنية لسكان القطاع".
وقد أشار التقرير الأسبوعي لمكتب الأمم المتحدة الخاص بتنسيق الشؤون الإنسانية (الأسبوع الثاني من الشهر الحالي) إلى أن 132 ألف مواطن فلسطيني بغزة لا يحصلون على الماء المشروب الجاري ، ولا يحصل 100 ألف من هؤلاء على الماء إلا كل ثلاثة أو أربعة أيام أسبوعيا ، ولا يحصل 32 ألف شخص على أي تموين بالماء بصورة منتظمة.
وقد تزايدت حالات الإسهال والكبد الوبائي بين السكان بشكل ملحوظ في الأسابيع الأربعة عشر الماضية من العام الحالي.
وزيادة على كل ذلك ، لا يزال الإسرائيليون يحظرون دخول مواد البناء من حديد وإسمنت وقطع غيار إلى قطاع غزة ، مما يعني أن كل ما دمرته الحرب وكل ما تضرر بسببها من بنايات لا يزال بحاله وأن من لم يعد لهم مأوى لا يزالون يعيشون في الخيام.
ولا يبدو حسب الشروط الإسرائيلية المعلنة لفك الحصار واستمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي أن الوضع سيتحسن قريبا. المصدر: لوموند
وأختم بنداء إلى المتفرجين عامة والمتواطئين خاصة وإلى مصر على الأخص أن اتقوا الله في إخوانكم المرابطين المجاهدين.. التاريخ لن يرحم والشعوب لا تنسى ولن تغفر ، ولن تبقوا طويلا في بيت العنكبوت، وإن غدا لناظره قريب {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.