رسالة إلى رئيس الجمهورية المصرية
م. محمد فرج
المطرية ــ دقهلية . مصر
تاقت نفوسنا الى موقف قوي عزيز
حين رأيت شعب تركيا خرج بالألوف لاستقبال رجب طيب أردوغان على موقفه القوى تجاه الانحياز الكامل للعدو الصهيونى ورده القوى على بيريز حين أراد أن يغير الحقائق ويغالط فى حقيقة ما جرى فى حرب غزة الأخيرة ، وفى حضور السيد عمرو موسى ، غبطت شعب تركيا على فرحتهم برئيسهم ومواقفه التى تقطر كرامة وعزة ونصرة للحق ، وقلت فى نفسى لماذا يُـحرم المصريون من هذه المواقف الجميلة ؟ لماذا تحرمنا سيادة الرئيس من أن نفرح بموقف قوي ترد به على هذه الهجمة البربرية التى ارتكبت فيه اسرائيل بأطفالنا ونسائنا وشيوخنا فى غزة مالم تشهده البشرية الافى فى المحارق والمذابح التى فعلها مجرمو الحروب على مر تاريخ البشر؟
لماذا نغلق معبر رفح يا سيادة الرئيس؟ أى اعتبار نراعيه لهؤلاء المجرمين من اليهود وأعوانهم من الصهيونية الأمريكية والأوربية ؟ إن فلسطين هى شقيقة مصر الصغرى ، وأبناؤها على اختلاف انتماءاتهم السياسية هم اخوة لنا ، ولن يستطيع أحد أيا كان أن يلغى هذه العلاقة وتلك الرابطة ؟ أى اتفاقية هذه تحرمنى من نجدة اخوتى فى غزة ونصرتهم ؟.
و شئنا أوأبينا تبقى الحقيقة الغالبة وهي أن مصر هى ملاذ العرب حين تلم بهم الكروب ، وهذا هو قدرها على مر التاريخ ، شهدناه فى الجزائر وفى اليمن وفى سوريا وفى ليبياو فى الكويت. فلمصلحة من يراد تقزيم د ور مصر فى المنطقة؟؟ كم من عيون ذرفت سيادة الرئيس على موقفنا العاجز تجاه ما حدث فى غزة.. و كم من أياد ارتفعت الى الله تشتكي الى الله تعالى موقف الحكام.. لقد عرفت الشخصية المصرية عبر تاريخها بالمروءة والشهامة فى نجدة الضعيف ، ونصرة المظلوم . فأين نحن من ذلك يا سيادة الرئيس؟
هل حقا ـ يا سيادة الرئيس ـ أن موقفنا من معبر رفح موجه فى الأساس الى حماس لأن حماس امتداد لحركة الاخوان المسلمين ، وقوتها هى قوة للاخوان فى مصر ولابد من القضاء عليها لاضعاف حركة الاخوان فى مصر؟؟ هل حقا أن موقفنا جاء وفقا لضغوط أمريكية ؟؟ كم يصعب علينا أن نتصور أن تكون أرواح البشر ثمنا لمصالح سياسية متوهمة.
لماذا لايوقف تصدير الغاز لإسرائيل ردا على هذه الهمجية التى طالت اخواننا؟؟
ماذايضيرنا فى هذا المنع إلا أن ترفع هامتك ، وتفرح شعبك المكلوم الذى تاقت نفسه لمواقف العزة والكرامة ، و لن يحجر أحد على ارادتنا اذا أردنا ؟؟.
لماذا لانطرد سفير اسرائيل يا سيادة الرئيس؟ من الأكثر عروبة سيادة الرئيس فنزويلا وبوليفيا أم مصر ؟ من الأولى بأخذ هذا الموقف سيادة الرئيس؟ ؟ إن ولاءنا ـ يا سيادة الرئيس ـ ينبغى أن يكون أولا وأخيرا للمسلمين . وقد أمرنا الله تعالى ألا نوالى أعداء الاسلام (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ {52)) (المائدة 51 ـ 52) . فوالله لا عزة الا فى الاسلام واتحاد الدول الاسلامية
*سيادة الرئيس ... إن المواقف القوية العزيزة لرؤساء الدول والملوك لاتنسى أبدا ، فكم من رئيس أو ملك عرف بموقف قوى عزيز مازال الناس يذكره الناس دائما أبدا ، مهما تباعدت السنون والبلاد ،ويظل هذا الموقف يذكر له فى زمن عزت فيه مواقف العزة والكرامة.
**سيادة الرئيس : مازال الناس جميعا يتذكرون للر ئيس جمال عبد الناصر موقفه العزيز القوى بتأميم قناة السويس حين كان الاقتصاد المصرى فى أمس الحاجة لدخل القناة ، ولم يأبه عبد الناصر بالاتفاقيات ولا قوة انجلترا ولا أمريكا أوفرنسا رغم علم الجميع حينذاك أن هذا الموقف سيكلف عبد الناصر الكثير لكن القائد القوى المعتز بالحق يقوى بالحق الذى يحمله والشعب الذى يؤيده.وبالرغم من أن عبد الناصر له مواقف لايؤيده فيها الكثير بقى له هذا الموقف يشهد له رسالة بعث بها عبد الناصرالى أجيال العرب والمسلمين أن الرجال يعرفون بمواقفهم.
***سيادة الرئيس وهذا هو الرئيس محمد أنور السادات حينما أخذ
موقفه الشجاع بحرب العاشر من رمضان ، وعبور قناة السويس ، وسيادتكم يدرك خطورة هذا القرار رغم الانحياز الكامل من أمريكا لطفلها المدلل اسرائيل ، ودعمها اللا محدود لها ورغم متاريس أ سلحة اسرائيل وحصونها ، الا أن هذا لم يفت في عضد السادات.
ومضى السادات ، وقد يكون له مواقف عارضة عليها الكثير من المؤاخذات ، ولكن بقيت حرب العبور الكبير وساما على صدر السادات ، وموقفا رفع به هامة العرب جميعا ، ويذكره الجميع له بالخير حتى الآن.
****سيادة الرئيس ... ولا يزال فى مخيلة كثير من المسلمين والعرب موقف الملك فيصل إبان حرب أكتوبر حين قرر وقف تصدير البترول للخارج ، وكانت ضربة للاقتصاد الغربي بكل المقاييس ، ترى لو أن الملك فيصل اختار أن يسكت ، متعللا بالقوة الغربية التى يحتمل أن تهاجمه ، أو آثر مصلحة شعبه بما يحققه البترول من دخل له ، أو وقف فى طابور المتفرجين ... أكان الناس سيذكرون الملك فيصل بموقفه الجميل هذا ؟ لا أظن، لقد لقي الملك فيصل ربه ، وبقى هذا الموقف النبيل الشجاع تذكره الأجيال له جيلا بعد جيل .
***سيادة الرئيس الكل يرمق باعجاب لمواقف الرئيس محمود أحمدى نجاد الذى أبى أن ينصاع للابتزاز الصهيونى الأمريكى الأوربى فى مصادرة حق بلاده فى الاستحواز على المعرفة للتكنولوجيا النووية والعسكريةالتى تمكن بلاده من ردع أى محاولة للاعتداءعليها ، فبرزت مواقفه القوية العزيزة المملوءة بالتحدى للمقياس الغربى الفاسد العنصرى فى الكيل بمكيالين تسمح لنفسها واسرائيل فتملك كافة أنواع الأسلحة المحرم منها والنووى وتأبى على أى دولة إسلامية ذلك أو بعضه .
سيادة الرئيس هناك الكثير من المواقف الكريمة القوية التى انحاز فيها رؤساء كثير من الدول لشعوبهم واستقووا بشعوبهم بعد ربهم على أعدائهم ، وانتصروا ، وانتصر الحق بهم . فلماذا تصر ـ يا سيادة الرئيس على فتح صدرك ، والاستماع لبطانة السوء فقط ؟ لماذا لا تفتح قلبك لكل القوى فى مصر بما فيها الإخوان ؟ لماذا الاصرار على أن الشعب لا يعرف ما فيه مصلحته ؟ لماذا هذه الوصاية على الشعب والتعامل معه كأنه طفل صغير ؟ الى متى سيادة الرئيس هذا التعامل الأحادى مع الشعب دون مراعاة أن هذا الشعب ـ علي حد قولك ـ هو الذى جاء بك الى الحكم لتنفذ ما يريد هو ، لا ما يريد الرئيس ؟!!!
**سيادة الرئيس بالله عليك خذ موقفا كريما عزيزا قويا تذكرك فيه الأجيال تلو الأجيال : أطلق حرية تكوين الأحزاب ، أعلن عن إجراءات تكوين جمعية تأسيسية لاصدار دستور مصرى جديد خال من الأهواء ومتوافق مع الدساتير الحديثة تكون مرجعيته الشريعة الاسلامية لأنه لاعز لنا إلا بالاسلام . وفى ظل الاسلام عاش الجميع : المسلمون مع أهل الكتاب معيشة هنيئة فى مصرنا الحبيبة .
*سيادة الرئيس هلا بدأت من الآن دور رب العائلة الذى يجمع أولاده حوله ليتشاور معهم في الطريق الصحيح لاحترام ارادة الشعب ، وسيادة الحرية والعدل والمساواة والشورى ، حتى نصل بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة و تستعيد دورها العملاق .
وبعد فقد قمت بواجبى تجاهك ـ يا سيادة الرئيس ـ من النصح لك ، استجابة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم . فعن أبي تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه البخاري و مسلم .
ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد .
م. محمد فرج