حمار السلطان
وليد رباح
عن امه لابيه : كلام اسنده وزير الخارجية في دولة الحمير انه قال :
في بغداد القديمه .. حيث كان الجنود الانكشارية يتحكمون بنوعية الخليفه ، ان مالآهم ابقوه وان خالفهم عزلوه .. اشترى سلطان احدى المقاطعات حمارا ابيض اللون زاهي المنظر . ان وخزنه شتمك ، وان اسقيته ضحك لك ، ان لم تطعمه في وقته حرض عليك الامم المتحده ، وان اطعمته قال لك .. كثر الله خير امريكا .. ان ضحكت له رضي عنك .. وان عبست في وجهه ملآ الدنيا نهيقا ..
وعلم الناس انه حمار السلطان فغدا يمر في الشوارع فيقدمون له احلى الهدايا .. كان البرسيم لم يخترع بعد .. فقدموا له الحلويات المحشوة باللوز والسكر ، اكثر من هذا . عرضوا عليه الاناث من حميرهم لكي يمتع وقته ..
وهكذا ظن الحمار نفسه انه مهم جدا ففكر في ان ينقلب على السلطان ويصبح سلطانا ، وفي ليلة مظلمة ، هجم الحمار الابيض مع مجموعة من محبيه على مبنى الاذاعة والتلفزيون فاحتلهما .. واذا البيان الاول قال فيه : ايها الناس ، ان قضية فلسطين قضية مركزية .. سنناضل من اجلها حتى تتحرر .. ولذا فانا نطلب منكم الدعم والمساندة .. ولسوف نجيش الجيوش ونعبىء الصواريخ تمهيدا لتحريرها فصفق الناس له .
وفي غضون ذلك .. حدثت اشياء كثيره .. مات السلطان القديم حزنا على الشعب الذي يقوده حمار .. وهرب الخاصة بكل ما لديهم من نقود الى سويسرا .. وانتشرت المخدرات بين صفوف الشعب لكي ينسوا مصيبتهم .. ولكنهم مع كل ما حاق بهم كانوا يصفقون للحمار عندما يشاهدون صورته من خلال التلفزيون او يسمعون صوته عبر الاذاعه ..
وظل الحال على ما هو عليه حتى اصبحت نساء دولة الحمير عرضة للعدوان عليهن من قبل بساطير العسكر الاجانب.
***
قال حمار السلطان :
علمت ان فأرا هاجم مبنى الامم المتحدة ، فاختبأ كل المندوبين تحت كراسيهم . واتصل السكرتير العام ببلدية نيويورك فقدمت سيارات الشرطة والاطفاء ورش المبيدات للقضاء على الفأر الملعون الذي تجرأ واقتحم المبنى اثناء بحث مجلس الامن القضية الفلسطينية وأمر زيادة العقوبات واحكام الحصار اكثر على غزه ..
ولكن الفأر اختفى في لحظة عين .. واخذت التكهنات تسري بين الاعضاء .. قال احدهم ان بقايا الحزب الشيوعي هم الذين اطلقوا الفأر في المبنى .. وقال آخرون انهم جماعة ِ( البان كوسوفو ) وربما كان المسلمون المتطرفون .. وقال آخرون بل هي القاعده .. وقال مندوب امريكا انها ايران وحزب الله .. قال مندوب الهند انها باكستان .. وقال الباكستانيون بل هم الهنود .. قال رأي آخر انه من دولة عربية نضب زيتها .. ورابع قال انه من افريقيا لانه فأر اسود فزجره البعض لان الرئيس الامريكي اسود اللون ..
وخلال فترة قصيرة اختلف الموضوع .. قال مندوب ان الفأر يقدر حجمه بهرة كبيرة .. وقال آخر لقد رأيته بعيني هاتين .. انه بحجم الكلب .. اما مندوب ثالث فقد قال .. اقسم انه بحجم العنزه .. ورابع قال بل بحجم البقره .. وهكذا حتى وصل حجم الفأر الى الفيل .
ولكن المندوب الفلسطيني الذي كان يجلس ويده على خده قال الحقيقه : قال بانه فأر غزاوي لم يجد ما يأكله هناك نتيجة الحظر والحصار فنقله احد الظرفاء الى مبنى الامم المتحده لكي يجد ما يأكله .. ويكون شاهدا على ما جرى في غزة .. ثم حلف اغلظ الايمان انه بحجم الديناصور ..
***
في غابة الفراعنة التي كانت تطل على بحر البلطيق جرى هذا الحوار :
قال حمار امنحتب لحمار بحشورش : معلمك يزرع الارض بالسبانخ .. اما معلمي فيزرعها بالذهب .
قال حمار بحشورش : وكيف ذلك ؟ قال الحمار الاخر : لقد زرع معلمي حلق زوجته الذهبي مساء .. وعندما ذهبنا الى المكان في الصباح وجدنا الحلق قد اصبح ثلاثة
قال حمار بحشورش : هذه بسيطه .. لقد زرع معلمي حقلا من السبانخ في اول النهار وقطفناه تسعة حقوق آخر النهار.. ثم قام معلمي بشراء حلوق لزوجته فبلغت تسعة عشر حلقا .. ثم اضاف : هكذا يكون الاستثمار والا فلا !!