الدايني ومهازل برلمانات البط العربي
د. محمد رحال /السويد
فقط في برلمانات الدول العربية يتبع البرلمان الحكومة , ويجتمع من اجل الموافقة على ماتقرره الحكومة , وتخطط الحكومات العربية كل شيء , ثم تعطى الاوامر الى البرلمان لكي يصدر موافقاته الشكلية دون مناقشة , والمضحك ان هذه البرلمانات العربية تعاقب اعضائها وهي نقاط ايجابية تسجل لمهازل هذه البرلمانات , وانفرد البرلمان العراقي العتيد من بين كل برلمانات العالم بفصل اكبر عدد ممكن من اعضائه على مستوى العالم وتحت ذرائع شتى , وبمقاييس شتى ايضا , والنائب العراقي الدايني والذي سحبت منه الحكومة العراقية الحصانة البرلمانية قبل ان يتفضل البرلمان نفسه بفصله من البرلمان , وتمثل ذلك في ان الحكومة العراقية اجبرت الطائرة التي كانت تقله مع بعض زملائه لتعود الى بغداد , وبعد سويعات قليلة صوت البرلمان العراقي وبشبه الاجماع على فصل عضو من اعضائه بتهمة قيادته لأعمال اجرامية, وان انتحاريا استخدم بطاقته الامنية للدخول الى مبنى البرلمان والذي اسفر عن قتل العديد من الضحايا والقتلى , ومع ان المسؤولية الجنائية قائمة على الظن الكامل بحيث ان الذي قام بالعملية الانتحارية كما يفضل السادة سكان المضبعة الخضراء ان يسموها مع اسيادهم , وذلك لان الذي قام بعملية التفجير مات في العملية , وصعدت روحه الى ربها قبل ان يستدعيها سيادة اللواء قاسم عطا في عملية استحضار للارواح اختص بها حكام المضبعة الخضراء, ويضع اللواء عطا تلك الارواح على مشرحة الاعتراف والتي اعترفت قسرا انها استخدمت بطاقة النائب الدايني, واللواء عطا الخبير في استدعاء الارواح عين في هذا المنصب بسبب خبراته المشهودة وسلوكه المحترم وهو الذي فصل من الخدمة عندما كان برتبة رائد لحسن سلوكه وسيرته وعبقريته , واعاده المالكي الى الجيش برتبة لواء وهذا ليس غريبا على هذه الحكومة والتي اعتادت على تعيين العريف برتبة لواء والشايشي برتبة فريق خاصة ان كانوا من ذوي الاصول الشرقية الشريفة, والمضحك في الخبر ان الدايني كان موجودا في البرلمان لحظة وقوع الانفجار وقريبا منه , وهذا يعني ان صاحب العملية التفجيرية ان كان قد استخدم بطاقة الدايني الامنية , فان النائب الدايني استخدم بطاقة اخرى للدخول وقد تكون بطاقة جواد المالكي او بطاقة جلال طالباني لكي يدخل الى المضبعة الخضراء او ربما ارتدى قبعة الاخفاء باعتباره يمت بصلة القربى لاشباح العراق- كش عنا وابعد يارب- , ولم يكتف جنود فرض القانون المغاوير بذلك بل انقضوا على كل المقربين من الدايني وسحبوهم جرا الى قاعات استحضار الارواح وهناك سحبوا اعترافاتهم , وباعتراف رجال الامن الذين اعتادوا استخدام ادوات الاستنطاق الحديثة والمتطورة كالمثاقب الكهربائية وغيرها فقد اعترف هؤلاء وبكامل حريتهم انهم مجرمون وان مدير هذه الحلقة الاجرامية هو النائب الدايني نفسه وكل من يحيط بالدايني وذلك من اجل استئصال هذه العائلة المجرمة من كل جذورها نساء ورجالا واطفالا حيث شمل الاعتقال والتعذيب حتى والده العجوز , ولم يصدق النواب الافاضل في البرلمان العتيد ان تاتيهم الاوامر من جواد المالكي والذي يحمل في قلبه حبا شديد للنائب الدايني سببه ان النائب الدايني زار المعتقلات التي كان يديرها السيد وزير المثاقب الكهربائية ووصف الحالة الرائعة التي تتمتع بها السجون العراقية ,والتي تحولت من سجون سيئة الصيت ابان النظام السابق وبقدرة قادر الى سجون تشبه في رفاهيتها برج العرب او زد عليها قليلا , والصور التي سربت من تلك السجون عرفها العالم كله وعرف معها مدى الرحمة والانسانية التي يتمتع بها الطاقم الحاكم الجديد في المضبعة الخضراء, اضافة للرعاية الخاصة التي كان يتلقاها السجناء من ضباط اختصوا بالرعاية بالسجناء قدموا من بلد مجاور عرف عنه الايمان والورع وحب الوحدة الاسلامية وترويج الحشيش والمخدرات مصطحبين معهم كل عدد وادوات الرعاية من سكاكين وبلطات وقامات ومثاقب ,واهتموا بهؤلاء السجناء وخاصة منهم من كان عسكريا في فترات الحرب العراقية الايرانية , حيث حظي هؤلاء السجناء برعاية فريدة على ايدي هؤلاء المختصين وتحت اشراف الطاقم الحكومي الذي كان يمارس ساديته بلذة بالغة من خلال تلك الرعاية الفريدة, وبسبب ان النائب الدايني حصل على معلومات موثقة عن هذه الرعاية الفريدة فقد اجتمع اركان الحكم في المضبعة الخضراء وقرروا مكافاة الدايني على هذا العمل المجيد , وبدلا من ان يحتج البرلمان على المعاملة الحسنة التي يلقاها السجناء في السجون العراقية ذات السبع نجوم , حيث يذهب غالبيتهم في رحلات استجمام نهائية ليلقوا وجه ربهم في اكبر عملية منظمة لارسال المواطنين الى الفردوس الخالد , فبدلا من الاحتجاج فان السادة النواب الافاضل سارعوا الى اكمال النصاب بهمة عالية وغير مسبوقة و صوتوا على رفع الحصانة البرلمانية عن الدايني من اجل امساكه ثم تمريره على الاجهزة المختصة بالاعتراف , بعد الانتقام منه وبابشع ماعرف التاريخ من وسائل الانتقام على يد فئة دينها الحقد الاسود وايمانها حرق العراق واهله والواقع الحالي شاهد على هذا, والاعجب والاغرب ان الرئيس الامريكي الجديد والذي فرح العالم كله بوصوله الى البيت الاسود لم يتدخل في الموضوع وكأن الذي يحتل العراق دولة اخرى من خارج الكرة الارضية وكأن الطاقم الحاكم يمارس سيادته ليس من تحت احذية الاحتلال وانما من خلال البرلمان الذي عرف العالم كله انه برلمان مزور , وهو الرجل الذي ادهشنا بحديثه عن الديمقراطية والانسانية والذي لحس كل وعوده عن الانسانية او انه اصيب بفيروس التوحش والاجرام الذي كان الرئيس الراحل بوش مصابا به .
وهذا الانتهاك للقوانين البرلمانية لايشمل العراق فقط وانما يشمل دول البط العربي السعيد من شرقه الى غربه , فهاهي دولة الكويت والتي ينتخب فيها البرلمانيون بعدد ايام السنة , ينعقد برلمانها باشارة من الامير , ويغلق باشارة منه , وذلك لان الامير والقائد العربي عامة يمثل دور الله في تلك البلدان , وذلك على عكس الدول الديمقراطية والتي يعتبر فيها الملك او الامير او الرئيس مجرد موظفين لدى ممثلي الشعب في البرلمانات , والاكثر سخرية اني سمعت ان هناك بعض الدول العربية قد افتتحت مفارز امنية خاصة في تلك البرلمانات العربية , وفي اقبيتها يؤخذ البرلماني الغير مؤدب لترفع رجليه في دولاب التأديب الوطني والقومي ويضرب بكرباج التاديب الوطني على قدميه , ثم يعود الى كرسي البرلمان كالارنب المحترم والمؤدب وهو يردد نعم نعم موافق موافق , وفي اعرق البرلمانات العربية في لبنان فان البرلماني لاينتخب لصفته وانما ينتخب لمذهبه وملته , وفي بلدعربي اخر يسجن احد المترشحين الى الرئآسة ويجر اخر الى المصح العقلي فليس لاحد الحق في الاعتداء على مقامات الحكام في بلدان البط العربي السعيد , وهو امر يعبر وبشكل كامل وواضح عن رقي البرلمانات العربية ومدى تمثيلها للمواطن احسن تمثيل , كما يعبر عن المستوى المرتفع الذي يحظى به المواطن العربي السعيد في دول البط السعيد والذي حظي بقيادات لها من الحكمة والاتزان والعدل مالم تنله ممالك الارض او السماء ولهذا فان شعوب البط السعيدة والتي تقدر فضل هذه النعم فانها تسير وبالملايين بمسيرات التأييد والكأكأة لهؤلاء الحكام امام دهشة العالم واستغرابه لهذا الحب الفريد والغير موصوف من شعوب البط تجاه حكامها , وهو نوع من انواع الحسد لشعوب البط , فهنيئا لكم ياشعوب البط هلى هذه النعم العجيبة الفريدة والتي حرم منها شعوب العالم , ويكفيكم من النعم الكثيرة فقط هذه النعمة الكبيرة بالتصيح والتمسي بوجه الحكام العرب والذين دخلوا حتى غرف النوم.