الغرب والسعودية البقرة الحلوب
موسى بن سليمان السويداء / السعودية
لا تكاد تنشأ أزمة مالية في العالم تضر بأمريكا ودول الغرب إلا وتتجه أنظار هذه الدول إلى السعودية ودول الخليج من أجل حل مشاكلهم المالية والاقتصادية التي تعصف بهم ! وكأن بينهم وبين ودول الخليج نسب متصل ! أو تجمعهم العروبة والدين الواحد !!!.
عندما ارتفع سعر النفط في السنة الماضية إلى أقصى حد خرج بعض المسئولين الأوربيين في أحد القنوات الفضائية المشهورة وهو حانق وحاقد على دول الخليج ويتكلم عن إيرادات وعائدات النفط عليهم ويشير إلى أنهم ينعمون بهذه الأموال لكونهم المستفيدين الأكبر في العالم من ارتفاع أسعار البترول !.
في قمة العشرين - وما إدراك ما قمة العشرين – أُدخلت السعودية من ضمن هذه القمة ليس لأنها من كبار الدول الصناعية أو الزراعية أو العسكرية بل لأنها أكبر بقرة حلوب في العالم تدر النفط على الشعوب الغربية ولديها القدرة على وقف الانهيار المالي في البنوك والشركات الغربية وخاصة أمريكا .
ولابد هنا أن نشير إلى دور أوباما الذي قاتل خصومه في الانتخابات حتى وصل إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية من أجل أن يبرهن أن السود الأمريكان بلغوا أعلى مناصب الدولة وحققوا فوق طموح زعيم السود الأمريكان " مارتن لوثر كنق " فهذا الرئيس الجديد تفاجأ بعد أن وصل إلى مبتغاة بأن أمريكا في خطر كبير بسبب أصابتها بنوبة مالية كبيرة وتحتاج إلى إنعاش اقتصادي واسع من أجل إعادة الأمور إلى مجاريها كما كانت سابقاً .
هذه الحقيقة المُرة والورطة الكبيرة جعلت أوباما يُجلب بخيله ورجله من كي يخلص دولته ويتخلص من شعبه الذي رشحه إلى هذا المنصب قبل أن ينقلبوا عليه كما انقلبوا على سابقه " بوش الحذاء " فلذا لم يتردد في الركوع للملك عبد الله آل سعود في لقائه له وكأن لسان حاله يردد أبيات أمية ابن أبي الصلت الثقفي الذي كان يتسول بشعره عند مليونير أهل الجاهلية عبد الله بن جُدعان التيمي ويقول :
أأذكـر حاجتي أم قد كفانـي حياؤك إنّ شيمتك الحيـاءُ
إذا أثنى عليـك المـرء يومـاً كفـاه من تعرضـه الثنـاءُ
ولكن المهم هو الموقف السعودي فهل الملك عبد الله تنطلي عليه مثل هذه الحِيل ويحقق رغبة أوباما والغرب بحيث يتركهم يتمادون في فهمهم أن النفط السعودي وإيراداته عبارة عن بقرة حلوب لهم يشربون منها كيف ما يشاءون ومتى ما يريدون ؟!
أم يتنبه ويفطن إلى هذا الابتزاز والتسول من رئيس أمريكا وغيره من المتسولين والشحاذين الأوربيين الذين يريدون نهب أموال الدول العربية والإسلامية ؟
نرجو الأخير ونأمل من الملك عبدالله رد أوباما ومجموعة التسول الأوربي بدون حتى " خُفيّ حُنين " ويسلم المال والبترول لأهله أحفاد أقحاح العرب .