كرباج جمال مبارك وحلم السيسي
أحمد خيري
كل ساعة في هذا الأسبوع .. تهب علينا عواصف فيلم هابط .. حامض .. رخيص .. ملىء بمشاهد جنس للمخنثين .. مشاهد تجزع منها النفوس وتؤكد بأن "ديل الكلب الأعوج سوف يظل أعوج ولو وضعته في قالب " .. بطلها القنوات الخاصة المملوكة لرجال أعمال من ساكني اللوكندات والفنادق العتيقة الآيلة للسقوط .. ممن تعلموا النباح .. والنواح .. مقتنعين بأنهم يملكون العصا السحرية .. وقدرات استثنائية علي هتك عرض التاريخ القريب .. وترقيع الملابس الممزقة والمهلهلة .. ولكنهم واهمون فالشعب المصري واعي ولن يكسره أو يذله طاغي آخر.
المشهد الأول التشكيك في مشروع محور قناة السويس بغرض إلصاقه لأمجاد مبارك وأبناءه وهذا إفتراء .. المشهد الثاني التغطية الإعلامية الموجهة من قنوات" صدي البلد " وغيرها في نقل التمثيلية الهزلية لمحامي مبارك والجواسيس فريد الديب وتعمد قطع إذاعة رد النيابة .
مشهد " محور قناة السويس "
بعيدا عن النبش والهبش .. الشعب يرى أن بعض العاملين بتلك القنوات المنفلتة يعانون من أمراض التخنيث .. وفقدان الوعي والذاكرة ولي ذراع الحقيقة .. وإنسداد في خراطيم أنوفهم .. فقدوا علي أثره شم قذارة أسيادهم
يا سادة التاريخ والتقارير المنشورة للعيان .. ولأصحاب العقول .. تظهر وتقسم " بالله " أن مشروع محور قناة السويس قديم .. ولكن المسألة لا تتعلق بالقديم أو الجديد .. ولكن ترتبط بمن يملك الإرادة لتنفيذه بدون مصالح شخصية علي أرض الواقع !!!
البداية كانت علي يد المهندس الكفراوي من أيام السادات .. " حبر علي ورق " .. مشروع في الأذهان ومرسوم في أدراج المكاتب .. وحينما بدأنا في الوثب بخطوات نحو تحويل الحلم إلي واقع في عصر مبارك .. أوقفته المصالح الشخصية واستغلال النفوذ .. جري توقيع بروتوكولا مع اليابان لتمويل المحور .. قرض حكومى يسدد على 40 سنة بفائدة 3, 1 فى المئة وفترة سماح 10 سنوات .. ولكن إبن الحلال وصاحب العذبة الملاكي أعطي المشروع " كرباج " وعطل .. وأفسد استكمال المسيرة وتجمد المشروع داخل ثلاجات الحكومة .
والحكاية تقر بأن الكفراوى دعا 400 خبيرا يابانيا .. وأنزلهم فى فندق هيلتون رمسيس.. مهمتهم السفر لمنطقة القناة وعمل الدراسات الأولية لتنفيذ المشروع .. وجهزت وزارة الإسكان طائرات هيلكوبتر وأتوبيسات سياحية لتكون فى خدمتهم.. ولكن سرعان ما جاءت الرياح بما لا تشتهي الأنفس .. وجاء هادم اللذات ومفرق الجماعات خلال حفل توديع وفد اليابانيين .. حيث فوجئ المهندس الكفراوى بدخول الدكتور أسامة الباز وصديقه الحميم رجل الأعمال إبراهيم كامل ووراءهما "جمال مبارك" .. تسابقا وتفننا ورتبا الإثنين للحصول على توكيلات الشركات الأجنبية الموجودة التى ستعمل فى محور قناة السويس .. ولأن اليابانيين لا يعرفون الفساد والرشاوي واستخدام النفوذ خنقهم الهواء الملوث والمياه العكرة وهجوا للاستثمار في دول الجوار ..
لذا يجب علي الإعلاميين – إياهم – أن يعوا ويستوعبوا .. فإن وضع "النقاط علي الحروف" أقيم وأفيد طريقة لقراءة التاريخ.. ويحسب للرئيس السيسي أنه أول رئيس يجمع خيوط الحلم وينسجها إلي حقيقة .. اول من حول قطرات الحبر إلي مجري مائي يبث الحياة .. بعيدا عن القروض .. بعيدا عن شلة المصالح التى ترى أنها الوحيدة الأحق بكل ما فى مصر من ثروات.
مشهد تمثيلية محاكمة القرن
فوجئنا في – بعض - القنوات الخاصة .. نقل مباشر للخطبة العصماء العمياء للمحامي فريد الديب .. يلعن ويسب ويهتك عذرية الحياء .. ويصف ثورة يناير بأنها مؤامرة علي مصر .. وعلي نفس المنوال أذاعوا خطبة حبيب العادلي .. وقامت تلك القنوات بقطع الإرسال عن مرافعة النيابة وتفنيد الهراء والشعوذة وحركات السيرك القومي .. وانبرى بعض اعلامي هذه القنوات في التأكيد والقسم بأغلظ الأيمان أن الكلام الذي يقال حلو .. لدرجة أن بعضهم تقمص دور القضاة وكأن أمهاتهم ولدتهم أمام قاعات المحاكم .. وبعضهم تحول إلي مؤرخ .. وأن أعمامهم سجلوا في موسوعة جينيس إكتشاف موزنبيق وأمريكا الجنوبية .. هؤلاء تربوا علي فتات وبواقي موائد رجال أعمال العصر الأسبق .. فلم يتعلموا التفريق بين الخطأ والصواب أو إحترام القواعد والتقاليد وخرق الأعراف.
تركوا فريد الديب يظهر كأنه حاوي.. يخرج الأرنب من غطاء الرأس .. والعمله المعدنية من فتحة أنفه .. تركوه يضلل الشعب المصري بوصفه الثورة المصرية بالنكبة، والمصابين بالبلطجية، ويشوه كل ما له علاقة بالثورة أمام شاشات التليفزيون .. وابعدوا صوت العدل عن الرد عليه ..
في النهاية .. مصر فوق الجميع بثورتها وابنائها المخلصين .. وسوف تستمر وتنجح ويرفرف علمها لأعلي .. وتنزون انتم في مزبلة التاريخ