الكرة في ملعب النظام السوري
الكرة في ملعب النظام السوري
د. عبد الله السوري
صرح الأستاذ حسن عبد العظيم الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي وهو تحالف من أحزاب سورية من أحزاب الجبهة التقدمية الوطنية منها : الشـيوعيون ( المكتب السياسي ) سابقاً وصار اسمه الآن الحزب الديمــوقراطي الاجتماعي ( رياض الترك ) ، والوحديون الاشتراكيون ، والاتحاد الاشتراكي العربي ، وغيرها صرح ما يلي :
(( أشاد عبد العظيم بخطوة تعليق الإخوان لنشاطهم المعارض للنظام، ودعا السلطات إلى رد التحية، وقال: "أعتقد أن تجميد الإخوان لنشاطهم المعارض في صفوف النظام كان الهدف منه تجميد نشاطهم في المعارضة، وهو موقف ينسجم مع بعض المعلومات عن وجود وساطة تركية بين الإخوان والنظام، وقد دعم الإخوان هذه الخطوة بمواقف سياسية جريئة ومتقدمة ليس منها فقط الإعلان عن البرنامج السياسي الذي ينبذ العنف ويلتزم بالمرجعية الديمقراطية للدولة، .... ، وهذا يعني أن الإخوان قدموا كثيراً من الخطوات التي تمكنهم من العمل كجزء من النسيج الوطني، وضمن هذا السياق أيضا يمكن الإشادة بحديث وزير الخارجية السوري وليد المعلم في قناة "الجزيرة" الفضائية، الذي أكد أن الإخوان جزء من الشعب السوري، وأنا أعتقد أنه بدون الإخوان فإن الدائرة لن تكتمل، ولذلك أرى أن على القيادة السياسية أن تتعاطى بمرونة أكثر مع مسألة الإخوان لطي صفحة الثمانينات إلى غير رجعة".
وأعرب عبد العظيم عن أمله في أن تعجل السلطات السورية بفتح ملف قانون الأحزاب للنقاش أمام الجميع من أجل التمهيد لمرحلة سياسية نموذجية ليس فقط في الشرق الأوسط بل وفي المنطقة العربية بالكامل، وقال: "طي صفحة الخلاف بين السلطة والإخوان والتعجيل بإصدار قانون الأحزاب الذي بشر به الرئيس بشار الأسد، والتأسيس لنظام ديمقراطي على قاعدة سلطة ومعارضة لا يستثني أحداً سيحول سورية إلى بلد نموذجي في المنطقة. ونحن نأمل أن يطرح مشروع قانون الأحزاب للنقاش العام حتى لا يصدر قانوناً مفاجئاً ويفرض قيوداً جديدة على تشكيل الأحزاب ويشرع فقط للأحزاب القديمة")) .
وهذا يعني أن أهل االخبرة والسياسة يقفون مع الإخوان في هذه الخطوة ، كما وقفوا معهم عندما نشروا مشروعهم السياسي ، ونبذوا العنف ، وأعلنوا قبولهم بمبدأ التعددية السياسية ، وقبول الآخر والحوار معه من أجل مصلحة سوريا المستقبل ، وأعلن الإخوان مراراً وتكراراً أنهم لا يحملون حزب البعث مسؤولية ما جرى في الثمانينات ، كما أنهم لا يحملون الطائفة العلوية تلك المسؤولية .
وتحالف الإخوان مع الأستاذ عبد الحليم خدام وشكلوا معه جبهة الخلاص الوطني ؛ بعد أن انتظروا خمس سنوات ( 2000ــ 2005) وهم يطالبون النظام بالإصلاح ، وحددوا مطالب أربعة إنسانية وهي إلغاء المرسوم (49) ، وإطلاق سراح السجناء ، والكشف عن مصير المفقودين ، والسماح للمهجرين بالعودة من غير البوابة الأمنية .
وعندما كان جواب النظام على لسان الرئيس بشار في صيف (2005) أن الإخوان لا ينفع معهم إلا الاستئصال ، عندئذ طرح الإخوان مشروع تغيير النظام بأيدي سورية وبطريقة سلمية ، ودون الاستقواء بالأجنبي ، لذلك وجدوا أنفسهم ملزمين حسب هذه الشعارات بالتحالف مع الأستاذ عبد الحليم خدام ...
واليوم يقدم الإخوان للنظام فرصة ذهبية كي يتركوا المعارضة ، ويتركوا المطالبة بتغيير النظام ، لذلك علقوا أنشطتهم ....ورموا الكرة في ملعب النظام ، وينتظرون الـرد ....وعسى أن يـرد النظام كما طالب بذلك الأستاذ حسن عبد العظيم ....