التغيير الأوبامي
بمنظور الاستثناءات الأمريكية
(1)
مقاربة أنثروبو-سياسية
م. الطيب بيتي العلوي
مغربي مقيم بفرنسا
باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس
.."اذا كان رفض الجرائم البشعة، وعمليات ابادة الشعوب، وقرصنة حضارتها ، ووصف كل من يشجبها ب"معاداة الأمريكيين"فنعم،ولكن بشرط القبول،بأن معاداة الولايات المتحدة الأمريكية تبدأ برفض الخضوع"للحزب الواحد" بشقيه المسميين قلبا للمعنىب"الجمهوريين"و"الديموقراطيين" اللذان لا يحملان وراء تقنعهما، أية مشاريع انسانية للبشرية.." المفكر الفرنسي "كريستيان دو بري"Christian de Brie
مقدمة تميهيدية
نشأة أمريكا كاندفاعة دينية
ان الحوار مع الولايات المتحدة يفترض أولا معرفتها من الداخل ...،وان الرغبة في اكتهان خبايا هذا البلد الخرافي الاتساع الجغرافي، والتنوع البيئي، والثقافي والعرقي والأسطوري التنشأة والتأسيس، ليس يسيرا، و يقتضي من الأطراف المعنية بالحوار،الالمام الكامل بخصوصيات هذا البلد ،واستثناءاته قبل الولوج في متاهات الحوار معه ....، وان رحلة استكشاف مجاهيل خصوصياته ، وغرائب تناقضات سياسياته الخارجية عبر تاريخه القصيرجدا نسيبا لتغدو عسيرة وشاقة
قداسة الارض الجديدة
فعندما وصل الي القارة الأمريكية ،أولئك الأوروبيون المهارجرون الأوائل من انجلترا(ومعطمهم من البرتستانت الفارين من الحملات الكثوليكية ضهم) الى ما أسموه "بالعالم الجديد" حيث اعتبرو تلك القارة هي "أورشليم الجديدة"...أو "كنعان الجديدة" وصنفوا أنفسهم منذ البداية بالعبرانيين القدامى ، الذي فروا من مصر (انحلترا من ظلم فرعونها(الملك الانجليزي جيمس الاول) بحثا عن ارض الميعاد "الجديدة"
وعنما وصلت المجموعة الثانية من المهاجرين الى شاطئ (نيوانجلاند) على ظهر السفينة الشهيرة"ماي فلاور" عام 1620، وقعوا فيما بينهم عهدا مقدسا سمي ب"عهد ماي فلاور" الذي يحدد بموجبه "طريقة الحياة الجديدة" في "الأرض الجديدة"، حيث تم بموجب هذا العهد الالتزام بتأسيس المجتمع المثالي في "أورشليم الجديدة" او "اسرائيل الجديدة" (1)
وهكذا فان الأصل في نشأة الولايات المتحدة ،كان ننتيجة لانتفاعة دينية "بروتستانتية"(2)
عندما قعد أصولها الاب الروحي جورج واشنظون على أساس"أرض الميعاد والدولة الصليبية"
حيث ثمت استعارة "ارض الميعادمن "العهد القديم" والدولة الصليبية من العهد الجديد كرمز للتبشيروالتضحية من خلاص البشرية
ولذا، فلقدت اغتنت خصوصة الثقافة الاساسية الاولى المكونة للعقلية الامريكية بالاستعارت الدينية في كل كبيرة وصغيرة ،من ورقة البنكوت "الدولار" الى المباني الرسمية والطقوس السياسية ، ونظام الكونغرس والبرلمان والبنتاغون ..
وبالتالي فان امريكا القرن التاسع عشر عكست فكرة المهاجرين الاوائل حيث وظفت الحكومات المتعاقبة سياساتها الخارجية من أجل ضمان الحرية في ارض الميعاد-أمريكا
وأما أمريكا القرن العشرين فقد اعتمدت في سياساتها الخارجية على "التوسع" والسيطرة لنشر الحرية في ارجاء العالم مستلهمة من المفاهيم الرومانية القديم روح القوة والهيمنة حتى في طريقة بناء "الكابيتول" العاصمة وكان الشعار الروماني القديم "Imperiumالسيادة" هو مبدأها في التعامل مع الخارج
وامريكا القرن الواحد والعشرين فكان الشعار» الهيمنة الكونية عن طريق hard power القوة القاهرة بدل القوة الناعمة soft power التي تم استخدامها طيلة الحرب الباردة منتشية بتفردها بالقطبية الأحادية حيث كان الامتداد الىآسيا عبر 'افغانستان وباكستان لتطويق روسيا وايران والصين وتركيا لاستكمال الهيمنة الكونية الكاملة وهي خطة اوباما الحالية الذي جعل من اولوياته هي افغانستان ، بعد أن "كان ماكان في العراق ولا تسأل عن الخبر كما قال الغزالي"
وفي العهد المخلص( اوباما)دخلت السياسة الأمريكية "الجديدة"-المفترض فيها تنظيم البلاد،والعباد-،في دوامة تراكم الملفات المستعصية التي أهمها ،المعضلة المالية العصيبة، وملف بوادرالعنف الداخلي المسكوت عنه،-اعلاميا- الذي تستعد له حكومة واشنطن لمواجهة تبعاته، بتشييد سجون سرية –تصل سعة بعضها الى مساحات خيالية بالكلوميترات المربعة،وليس بالأمتارالمربعة-مثل سجن أوكلاهوما الجديد–الذي سيتسع لاستيعاب الملايين من "العصاة " والمتمردين المحتملين- كما بين ذلك بعض الخبراء من "خارج السياج الاعلامي" في المواقع الامريكية المتخصصة في مجال حقوق الانسان ،والمعضلات الاجتماعية"الغير الخاضعة "للوبي" الاعلامي الضخم الذي دعم حملة أوباما الانتخابية
كما يبدوأن العوالم العربية والاسلامية والثالثية ،ستكون أكثر العوالم اسطلاء بشدائد العهد "الأوبامي "الجديد،والتي ستشهد فيه البشرية أكثرالأشياءعجبا،بالرغم من"الخطابات المسرحية "الشكسبيرية" التي استمدها من خبراته الطويلة كمحامي مفوه ضليع ومتأثر منذ شبابه المبكر بابراهام لنكولن(المحامي السابق ايضا ومحرر العبيد وشتان بين الرجلين ايضا)..
فأوباما هو.ذاك الرجل الوصولي الملغوزالمعقد"التركيبة"، ذو"المعادلات"الأكثر استعصاء على فهم المراقبين الأمريكيين والدوليين،... خريج جامعة "هارفارد"العتيقة مثله مثل المصلح الزنجي المقتول" لوثركنغ"، ولكن شتان ما بين الرجلين، فأوباما هوسليل خلص"النخبوية السوداء"الأكثر بياضا من البيض"،تلكم النخب المستفيدة"
سوسيو-تاريخيا"- من انتفاضة الزنوج عام 1963 لتتحول الى"لوبيات" اغتنت ماليا وتسلقت اجتماعيا، بوسائل لا تقل لولبية وقذارة عن كل اللوبيات المعروفة في التاريخ الأمريكي، حيث أسعف هذا التيار "النخبوي الزنجي"عوامل أهمها ما يلي
-ايديولوجية جديدة يسارية تقدمية "انتقائية"ذات"خصوصية زنجية" نشأت في أوائل السبعينات بعد نهاية"المكارثية" الرهيبة ،التي مورست على كبار المثقفين والمبدعين منذ الأربعينات، الى أواخرالستينات،الأمرالذي جعل الكثير من المفكرين والمبدعين يفرون الى اوربا (تشارلي شوبلان على سبيل المثال )...
ولقد كان أهم الأسلحة الفعالة والفتاكة التي ميزت هذا التيار"النخبوي الزنجي"عن التيارات الأخرى ،هو تمرسها على التفنن في لعبة كيف ومتى تشهر"الورقة الحمراء" لمفردة "العنصرية "، كلما واجهت اعتراضا أوانتقادا او مجرد ملاحظة من طرف معارضيهم من البيض"الووسب"،أواشهارورقة" التخوين" لقمع واخراس مخالفيهم، ومعارضيهم في الرأي من بني جلدتهم .
كما استمد هذا التيار"النخبوي الزنجي" جذوره ،من أصول وقواعد تنظيرات فلول بقايا المناصرين القدامي"الوصوليين"لأفكارالقس المصلح المتمرد، رائد حركة ثورة الزنوج "مارثن لوثر كنغ "الملقب زمنها بمسيح القرن العشرين ،أو النبي الأعزل،- ومن حركة "مالكوم اكس"الثورية ،التي بدأت يسارية راديكالية علمانية، ثم حولها زعيمها ومؤسسها نفسه ،الى حركة للسود المسلمين الراديكاليين ،المتنافسة مع حركات مسلمة اخرى"للياغا" وفرحات حركان، وتيارات "سلفية"زنجية، وأخرى متصوفة ذات جذورطرقية افريقية، وافدة من السينيغال ومالي والنيجير ونيجيريا( حيث يعتبرهذا الملف من أكثر الملفات الساخنة المسكوت عنها في الولايات المتحدة الامريكية، سياسيا ،وسوسيولوجيا وأـنثربولوجيا)
ما المقصود بالتغيير"الامريكي الابامي الجديد"
يعتبر مفهوم "التغيير" الاوبامي" مثل مفهوم "الارهاب" بالمعنى "البوشي"من أكثر المفاهيم التباسا وغموضا على أفهام المتخصصين في "الأنثروبولجيا السياسية " لما يحمل معه ضمن طياته من الكثيرمن الالتباس للمعاني المتقابلة والمبهمة،و التي كانت وراء نجاح هذا المفهوم، لكونه يسمح بأن تفرغ فيه كل"رغبات"الضمير اللاشعور الجمعي للبشرية وطموحاتها العميقة نحو"التغيير"الأسطوري الذي لم تنعم به قط البشرية، منذ أن تم تأسيس "الدولة الامريكية" عام 1776، وباعتبار ان كل مصطلح مستحدث جديد يتحول الى"دين جديد" في الولايات المتحدة ، وتلك من احدى غرائبها ،وتلك ظاهرة أمريكية تعد من أهم "الاستثناءات"الأمريكية التي سنتعرض لها لاحقا...
ومن هذا المنطلق فان"التغييرالجديد"بالمفهوم الأوبامي،هواصطلاح ذو خصوصية أمريكية محددة،ولا يمكن فهمه، أوتناوله بمقاربات المفردات ذات البعد"الايتيمولجي"البحث،أو بمفاهيم( سوسيو-أنثربو-سياسية) خارج المحيط الأمريكي لاعتبارين أساسيين أكاديميين وهما
1-ان مفهوم المصطلح لا يسمى كذلك ،الا اذا كان له مفهوم عرفي يدركه أبناء العلم أوالقبيل الواحد،فاذا لم يكن للمصطلح مدلول مشترك في ادراكه، وتصور أبناء الطائفة الخاصة ،أو العلم الواحد، فانه لايرقى الى مستوىالمصطلح،"
2-لابد من فهم الملابسات التاريخية لنشأة أي مصطلح (سوسيو-ثقافي-سياسي)،ومراعاة الظروف الموضوعية التى أحاطت به، لمعرفة على وجه اليقين أية مصالح طبقية أو سياسية، أو ثقافية، يخدمها هذا المفهوم
بمعنى ،ان مصطلح"التغييرالأوبامي"بالمنظورالأنثروبولوجي" هو مصطلح ساهم في خلقه تيارات أمريكية محلية متعددة، ومتباينة ،ومتناقضة ،لاعلاقة لها بالمفردة اللغوية الشائعة في المفاهيم الاوروبية أو مذاهبها (السيوسيو-سياسية)-(ولو انها تشترك في الخلفيات الفكرية الاغريقية –الرومانية) رغم التاثير الكبير الذي لعبه متمردي الفكر الفرنسي منذ (فوكو ورديدا وليوطار) والمرحوم ادوارد سعيد –المفكر الفلسطيني الأمريكي الجنسية -منذ هجرة هؤلاء في الستينات الى ماوراء المحيط، وتأثيرهم في اعادة صياغة الفكرالأمريكي، وخاصة في ثقافة "النخبة" الأمريكية اليسارية ، التي خلقت بدورها تيارات لعبت أدوارا خطيرة في تكوين "النخبوية" الزنجية في الولايات المتحدة الأمريكية
ولقد تحولت هذه التيارات– بفعل خصوصية التربة "السوسيو–ثقافية " الأمريكية الى لوبيات بحكم "التكوينة الاثنو-سوسيو-تاريخية) للأمة الامريكية ، بحيث يكننا تلخيص البعض منها الأكثر شيوعا وهي
-تيارهوليود السينمائي بترسانته الرهيبة، ذات الامكانيات المادية الأسطورية التي مولت منذ الثلاثينات من مختلف الأحزاب ،والمؤسسات المالية( وخاصة اليهودية) والصناعات الثقيلة ، وصناعات السيارات ،والشركات الضخمة ،ومتخذي القرارات بالكونغرس الأمريكي لدعم ومساندة التيار الفلسفي الكوني الجديد المستجيب "للمصيرالأمريكي الواضح" كما أسماه المورخ الأمريكي "جون فيسك "من مؤسسي ما يسمى ب"النادى الميتافيزيقي" في عشرينات القرن الماضي، الذي ضم جهابذة الفكر الأمريكي ،وأساطينه ،آنذاك في مختلف اختصاصات العلوم الانسانية بهدف "أمركة العالم "وهم :
تشارلس ساندر بيرس وشونسى رايت الفيلسوفان المشهوران
وليم جيمس وهوعالم طبيعى وفيلسوف وعالم نفسي،.
وأوليفر وندل هولمز، وهو محامي ومنظر تشريعى،
وجون فيسك المؤرخ الأمريكى، وفرانسيس النجوود أبوت،وهو من رجال اللاهوت ومن الدعاة الكنائسيين النشيطين بين المهاجرين الغير أوروبيين، حيث كان محور هذه اللقاءات التي استمرت لأعوام (كيف يمكن أن تصبح الولايات المتحدة الأمريكية هى "الامتداد الحصرى للامبرياليات الأوربية العجوزة"،وكيف يمكن تحديد أهدافها الكونية؟ "كأرض الميعاد ، والدولة الصليبية" لمواجهة عالم ما بعد اضمحلال "الامبرياليات القديمة"، وذلك بوضع اطار فكرى لبرامج بعيدة المدى على جميع الأصعدة الفلسفية الثقافية والفكرية والتربوية والفنية والعلمية،وتلك كانت المرحلة الأولى والنواة الاساسية لصياغة البراغماتية أو (الذرائعية الأمريكية) من الناحية التنظيرية
والغريب هو أن هذا اللوبي الهوليودي الضخم (الذي كان بمثابة الدولة داخل الدولة) كان يخضع لتيارين أساسيين وهما :
اللوبي اليهودي الكلاسيكي المعروف الذي افرزته البراتستانتية الأصولية منذ أواخر القرن التاسع عشر، ولوبي"المثليين"اللذان أسسهما الرعيل الأول للبراغماتيين المنظرين للبراغماتية ،وخاصة وليم جيمس وجون ديوي في التنظير"لثيميات" Thémesالسينما والمسرح والفنون والتربيةالماثرة في المدارس والاتجاهات" السوسيو-سيكولوجية الامريكية"، التي أثرت في كل الاتجاهات التربوية في العالم باسره، بهدف الترويج لنظرية أو مشروع روزفلت"لأمركة العالم" لاحقا بطرق أكثر تطورا وابداعا،الذي رسخته هوليود في اللاشعور الجمعي للبشرية عير افلام رعاة اتلقر وسوبرمان وباط مان وطرزان والسنما الاستعراضية "لحلم الرفاه الامريكي الوردي " الذي اجتاج العقول والارواح من اعالي التبت الى ارباض اليمن والنيجير، منذ نهاية الأزمة الاقتصادية الكبرى،وبعد مشروع مارشال الذى حشرالعالم الأوروبىفى وهم الرفاه على "النمط الامريكى"'
- تيار مجلات"المودة"الخاضعة للوبي"المثلي"واليهودي المتحكمان في صناعة الألبسة الراقية ،والعطور،المغتنيان بالتيارالفرنسي الوافد من وراء البحار، في مجالات الهندمة والعطور( ديور ،سان لوران ،كاردان،غوتيي من المثليين الأشاوس ) المغتنية فكريا بالفلسفات التفكيكية "والوجودية المتمردة على "القديم"و"التراث"و"الثابث" و"المقدس"
-تيارلوبيات الشركات المتخصصة في "الصناعات الرياضية " ذات الاعلام المستقل الدائر في فلك "صنع الرياضي"والترويج "لصورته" كصنف تجاري"mark ،بدعم من أبناك الاسثمارات المساندة للأسواق الأمريكية للألبسة الرياضية ،وما يستلزمها من"كادجيهات" و "اكسسوارات"ومعدات ،ولوزم ،وأجهزة رياضية، وعطور"لفحول الرياضيين"بتنظيم التظاهرات الرياضية والدولية ،المرتبطة بلوبيات شركات الدعاية والدعارة المنظمة،ومجلاتها الجنسية، والاشهاربكل أنواعه من فرشاة الاسنان الى "التقنيات الحديثة "الايروتيكية" في عالم الرفث والخنا،والغلمة، الوثيقة الاتصال بالشركات الكبرى لتصنيع التغذية الصحية وحميات "التخسيس" بمراكز أبحاث (البيولوجبا العضويةالمتقدمة )ومنظمات حماية البيئة ،ذات العلاقة الوثيقة بمنظمات قوية في ألمانياو ايطاليا والدول الاسكندنافية ،مما جعل أوباما يهزرحاله الىبلدين لدعم حملته الانتخابية وهما اسرائيل وألمانيا
-تيارمراكزالأبحاث المتخصصة في علم النفس الاجتماعي للجماعات، والتجمعات المؤثرة في خلق "الميول والاتجاهات بالصورة ، والاشارة ،والكلمة والترميز، حيث يصبح الرياضيون -وخاصة من فئات الزنوج- ونجوم السينما وعارضي الأزياء بمثابة "العبيد الجدد" في "أسواق النخاسة المعاصرة" في بلد "وحدانية والوهية السوق وعبادة الجسد في بلد يضم اعلى نسبة في العالم من أمراض السمنة المزمنة المستعصية العلاج"(تضم الولايات المتحدة وحدها اكثر من 50مليون حالة سمنة مستعصية من ضمن 70 مليون في العالم باسره) ذات التاثير الخطير في "فبركة" العقليات وتوجيه الاهتمامات و"استنباث "الرأي العام الأمريكي la fabrication de l’opinion public وخلق الميول و"تضبيعها"أثناء الحملات الانتخابية "السركية" لتكوين تلك الصورة الكاريكاتورية "للنموذج الأمريكي للديموقراطية
وأخيرا وليس آخرا ،فهناك التيارالتقليدي المنافس لتيارهوليود الذي يميل مع السلطة والنفوذ أينما كان ،وحيثما مال المال،(حيث الهيمنة اليهودية والمثلية بشكل فاضح) وهو تيارالاعلام والصحافة الذي لا خلاق له،سوى مبدأي الربح المادي، والسعي الى نجومية"السلطة الرابعة" وسط هيمنة قوانين الغاب الهمجية التي من هي خصوصيات "الأمركة" للتربع على عرش ركامات القذارات بأبشع صورها لنشرها في العالم عبرالشاشات والمهرجانات السنمائية والثقافية الدولية والمحلية
وهكذا فان شعبا بدون ماض، لن ينتج الاتيارات فكرية بدون اصول ولا أعراف اخلاقية ، حيث حولت هوليود فن السينما الابداعي،الى مغامرات رعاة البقر المتوحشين، فتحولت مائة سنة من الابادة الجماعية الى ملحمة بطولية ومعلمة ثقافية كبرى،(افتخر بها الرئيس الفرنسي سياركوزي في خطابه بالكونغرس الامريكي) و أعمال العنف والفظاعة حيث انه اأنى ما يمكن قوله في هذا المضمار، ان كل التيارات التي ذراها تدور كلها حول الفلسفة الامريكية التي حنق نظامها ضرخة الانسان بمددهب الذرائعية" البراغماتية" الميررة لفعل وممارساة كل القذارات ما دامت نافعة ومذرة ماديا حيث يصبح المقياس الوحيد هو "الغرابة" و "الاثارة" حيث تحول كل شي تحت هيمنة وصراعات وتطاحنات اللوبيات الى "صناعة" مما جعل احدهم يصرخ صرخته المرعبة وهو"جيل ليبوفيتسكي"Gilles Lipovetsky قائلا عن خواء الشعب الأمريكي المعتل نفسيا( نسبة واحد الى ثلاثة مداومنون للاستطباب النفسي اليومي ناهيك من تفاقم حالات الاحباط ومحولات لانتحارات اليومية) تحت هيمنة اللوبيات "انها ليست جريمة شعب بل هي جريمة مؤسساته وحكامه ونخبه"
ان ديما غوجية "شعب الله المختار" التي روجت لها الثقافة الامريكية عبر تاريخها القصير والتي تبنتها الحركة الصهيونية بكل صلافة لتحرم الشعب الامريكي من طاكرته الانسانية المشتركة مع باقي الشعوب والحضارات والثقافات مما جعل رئيسا امريكيا تم انتخابه لا لشيئ الا لانه كان من ابطال مسلسلات رعاة البقر الذي كان يكرر في حطاباته المثير التي تحرك اعطاف هذا الشعب "الكارطوني" مردد دائما"ان رفاهية وقوة الولابات المتحدة يمثلان البرهان على انها امة "تحظى برضى الاله" وتكمن مأساة هذا الشعب انه ليس هناك سعي من كل هذه التيارات المذكورة اعلاه الي ايقاظ الضمائر والارواح بقدر ما تسعى الى التخذير والتنويم الشيئ الذي حعل الامة الامريكية تستيقظ وهي على اهبة الاستعداد للاحتفالات بأعياد السيد المسيح على الضرية الموجعة المالية التي لم تعرفها الولايات في تاريخها قط حيث لا يعلم Hحد "مصير هذه الأمة" التي خطط لها البراغماتيون الاوائل منذ العشرينات التي حددوا حدودها " بالفجر القطبي شمالا، و تقدم الاعتداليين جنوبا ((يقصد بها غرب أوروبا) والعماء البدائى شرقا( يقصد بهاآسيا وافريقيا) ويوم الدين غربا (يقصد الولايات المتحدة الأمريكية) كما كتب المؤرخ جون فيسك أحد مؤسسي البراغماتية في عشرينات القرن الماضي
للبحث صلة
(1) ان الدراسات السطحية الأحادية البعد ، لتقوم بحريمة في حق البحث العلمي الأكاديمي عندما تغفل الارتباط الروحي والتاريخي الوطيد بين الولايات المتحدة ودولة اسرائيل وتختزلاها- تسطيحيا- الى الموقع والنفط والاستراتيجية" مع عدم اغفال هطه الجوانب مجتمعة، ومستغلفين بأن المؤسس الروحي "هرتزل " اتخذ من المهاجرين الاوائل نموذجه... كما نلاحظ التماثل التام في تاسيس الدولتين عن طريق الاحتلال الاستطياني والابادة العرقية الجماعية ..وواهم من يظن بان الولابات المتخدة ستسمح ف يوم ما بقيام دولة فلسطين او السماح بمدينة القدس عربية ..وهطا ما التزم به "اوباما" في حملته الانتخابية "للايباك" في مؤتمره السنوي بواشنطن
(2)ظهرت البروتستانطية بشقيها "اللوثري"و"الكالفاني" تحت تأثير اليهودية،
- بهدف تفكيك المسيحية من الداخل بالاعتماد على تعاليم العهد القديم....،
-ومحاولة الالتقاء بين الفكرين المسيحي-بعد تفكيكه- واليهودي كمحاولة من جانب واحد، وهو الجانب البروتسطانتي، آملا في"تمسيح"الجماعات اليهودية، ولم يذكر التاريخ بأن الحاخامات اليهود، قاموا بأية محاولة للاعتراف بالمسيحية، بينما تقرب مؤسسو الصهيونية الأوائل (هرتزل ووايزمان) الىالبرتستنطاية استغلالا للعداء التاريخي المستحكم ما بين الكاثوليكية والبروتسطانتية تاريخيا ، امعانا أولا في تعميق الخلاف بين المسيحيين لتطعيم الفكر الغربي (فلسفيا) وخاصة في جانبه التنظيري السياسي والاقتصادي (ماكس فيبر) ونظرية "العالم الصناعي الواحد " للفيسوف الفرنسي اليهودي "ريمون آرون" لمحاولة الالتفاف حول المكاسب الاشتراكية في الستينات باسم محاولة تقريب المعسكرين، وانهاء الصراع (وبالأحرى، تمهيدا لاحتواء المعسرالاشتراكي الذي تم القضاء عليه الى غيررجعةبموجب هذا التقارب الوهمي، وهو نفس المنهج الذي يتبعه بعض المفكرين ا لعرب المتصهينين الجدد تحت الترويج ل"ثقافة الحياة" و"ثقافة السلم"و "سفاهة المقومةو عبثية النضالالخخ... ) وذلك بدعوى أن النظامين عندما يصلان الى المرحلة الخامسة لا بد أن يتداخلا....) ولا يوجد أي مجال للشك في أن الرأسمالية العالمية هي نتاج لتطور الرأسمال اليهودي والبرتستانطية، في أوروبا الغربية