هذه الهجومات الإعلامية على الإخوان السوريين
هل هي دعوة إلى التعجيل بنسف جبهة الخلاص!!؟
محمد أحمد الكردي*
*نائب المشرف على موقع syriakurds.com
نتابع مثل غيرنا من أطراف جبهة الخلاص الوطني السورية المعارضة، كما يتابع النظام السوري بنشوة، ما ينشر من مهاترات وهجومات إعلامية ظالمة بحق الإخوان المسلمين السوريين، على صفحات الانترنت وغيرها، لا سيّما في مواقع محسوبة على أطراف الجبهة، وبأقلام أناس محسوبين على الجبهة، منذ إعلان الإخوان موقفهم بتعليق معارضتهم للنظام السوري، إبّان الحرب الصهيونية على غزة، للتفرغ للعدو المشترك.هذا الموقف الذي كان ابن ظروفه.
إن الإخوان المسلمين، الذين يعدّون مع الأكراد، أبرز ضحايا النظام العنصري الطائفي في دمشق، ما زالوا يعدّون أنفسهم طرفاً رئيساً في إعلان دمشق وجبهة الخلاص، وأن موقفهم لا يمنح النظام الأسدي شهادة حسن سلوك، قبل أن يقوم هذا النظام بإلغاء القوانين الاستثنائية، وحالة الطوارئ، وتبييض السجون، والكشف عن المفقودين في السجون، ومنح الناس حرية العمل السياسي والإعلامي...ولنتذكّرْ أن هذا النظام ما زال يحكم على الإخوان بالإعدام بنص القانون49 الصادر عام 1980م، لذلك فليوفّروا على أنفسهم عناء المشقة والجهد أولئك الذين يقسّمون الناس إلى موالاة ومعارضة وشرفاء وعملاء.
إن هذه الهجومات الإعلامية الظالمة التي تشنّ على الإخوان المسلمين السوريين، لا تفيد إلا النظام السوري عدوّ الجميع، كما أنها أضعفت المعارضة السورية، بل على وشك أن تقسّمها، وحينئذ سيشعر الجميع، بمن فيهم خصوم الإخوان العقائديون، أنهم الخاسرون أيضاً، ذلك أنّ كثيرين منهم لم يسمع بهم أحد قبل أن تضمّهم الجبهة، وإذا انفرط عقد الجبهة فيعني أن النسيان سيلفّهم ثانية، لأنهم بلا سند شعبي أو جماهيري، ولأن تاريخهم المليء بـ( النطوطة والقفز ذات اليمين وذات الشمال)لا يؤهّلهم لأن يثق بهم أقرب المقربين إليهم.
إن جبهة خلاص قوية تتطلب رأب الصدع، وتجاوز تلك الزوبعة التي حدثت إبان حرب غزة، والامتناع عن نشر ما يسيء إلى مكوّنات الجبهة الرئيسية، وحل المشكلات الطارئة داخل مؤسساتها، وعدم ترك المجال لمن يحاولون الاصطياد في الماء العكر بتحقيق مآربهم الدنيئة.
وإذا كانت النية متجهة إلى نسف الجبهة وإعادة تشكيلها على أسس جديدة وبوجوه وطرابيش جديدة، فلتكن هذه العملية بالمعروف، وبحفظ خط الرجعة، "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، فإن هذه المهاترات، التي ترفّع الإخوان حتى الآن عن الانزلاق إليها ولم يقابلوها بمثلها،لا تفيد غير النظام الأسدي الجاثم على صدور الجميع، وليتذكر الجميع قول الحق سبحانه: " ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم".