الحركات الإسلامية وإخفاقات الأنظمة الشمولية

الحركات الإسلامية

وإخفاقات الأنظمة الشمولية

فيصل الشيخ محمد

بداية أستنكر بقوة التفجير الذي وقع في القاهرة في ساحة الحسين، وحصد أرواح بريئة وجرح آخرين، فمثل هذه الأعمال ليست من أخلاق ديننا الإسلامي الحنيف ولا من قيمنا العربية التي تربينا عليها ونهلنا منها سلوكنا.

وفي الوقت نفسه فإنني أستهجن ما قاله أحد نواب الحزب الوطني الحاكم في مصر على شاشات الفضائيات عقب وقوع الحادث متسرعاً، وهو يشير بأصابع الاتهام إلى الحركات الإسلامية، وأنه بصفته كنائب عن الحزب الوطني الحاكم سوف يستأصل هذه الحركات من مصر وإلى الأبد.

واعتقل على خلفية الحادث فتاتان منقبتان وشاب ملتح كانوا لسوء طالعهما موجودون بالقرب من مكان الحادث من دون مئات الناس الذين تواجدوا في المكان فقد تعود رجال الأمن في مصر – على مذهب سادتهم – أن المتهم الأول هو الملتزمات بالحجاب الشرعي والملتزمون بسنة النبي عليه الصلاة والسلام من الشباب الذي يطلق لحيته.. وطبعاً أطلق سراح هؤلاء الفتية بعد ساعات لعدم وجود أية علاقة بين تواجدهم في مكان الحادث ومنفذي عملية التفجير.

الحركات الإسلامية التي تناصبها الأنظمة الشمولية العداء، وقد حجب الحقد عن عيونها وأسماعها، ما تتمتع به هذه الحركات من حب واحترام وتقدير ومناصرة من الشارع الشعبي في مصر وفي كل الدول العربية، وهي التي تحمل همومه ومعاناته وتطلعاته وطموحاته، كانت على الدوام المشجب الذي تعلق هذه الأنظمة عليه كل إخفاقاتها ومشاكلها وتخلفها وفسادها.. وآن لهذه الأنظمة أن تعي الحقائق وتتعامل مع هذه الحركات بقلب مفتوح وعقل مبصر.. بعيداً عن الحقد والكراهية والشك والاتهام والتخوين والإقصاء.

فالأوطان بحاجة ماسة لهذه الحركات، بعد دهر من الاستبداد والدكتاتورية والفساد والتخلف والانكسارات والهزائم، الأوطان بحاجة إلى هذه الحركات وإلى رجالها من أصحاب العقول النيرة والقلوب الشجاعة والأكف النظيفة والخبرات العلمية في كل المجالات.. وآن لهذه الأنظمة الشمولية، بعد دهر من القهر والإذلال والفقر والفاقة والسجن والاعتقال والنفي، أن تثوب لرشدها وتراجع حساباتها وتقف وقفة صدق مع ذاتها وضميرها ووجدانها، فليس عيباً أن يصحح الإنسان مساره ويقوم اعوجاجه، ولكن العيب كل العيب في التوغل في حمأة الخطأ والمسير فيه إلى ما لا نهاية.