غزة من فقر إلى مجاعة غذائية وصحية
غزة من فقر إلى مجاعة غذائية وصحية
رشاد فياض
تلك الحرب الباردة التي لم تزل آثارها ولن تزول مهما طال الوقت والسنوات ، أمهات مازلنا يضعن أيديهم على خدودهم متذكرين مدى الدمار المادي والجسدي الذي تعرض لهم ويسكنون تحت الأمطار الشديدة وفي البرد القارص دون أن يشعرن ، المدارس لم تعد تأوي المهجرين من المنازل ولقمة العيش أصبحت أصعب من ذي قبل ونسبة الفقر زادت بعد هذه المحرقة الباردة بحق أهالي قطاع غزة .
اليوم الرجال والنساء والأطفال والشباب يقفون خلف أبواب المؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية باحثين عن المساعدات من الأغذية والملابس والأغطية ، صورة مأساوية يحدثني عنها رئيس جمعية ملتقى شباب القرارة ضياء عبد الغفور وأمين سر الجمعية هاني السقا بأن الجمعية وخلال السنوات الماضية كانت تقدم لمنطقة القرارة فقط مايقارب 600 مساعده بما يسد حاجة الفقر بالمنطقة ، أما الآن وبعد الظروف والدمار الذي مرة بها قطاع غزة وهذه المنطقة بأن عدد المساعدات الآن تتطلب مايقارب 6000 مساعده غذائية فقط ،وهذا الفارق جعل غزة تنتقل من مرحلة الفقر السيئة إلى مرحلة أكثر سوءاً وهيا المجاعة وأن المنطقة تتطلب إلى ماهو أكثر من مسكن ومشرب وملبس للتخفيف من هموم المواطن،أما بخصوص الجمعية وماقدمته حتى هذه اللحظة وهيا 750 مساعده للمنطقة وأن 1000 مساعده أخرى قادمة بدعم من الإغاثة الطبية .
وفي الأيام السابقة تكفلت بعض المؤسسات الأهلية بتوفير نسبة من الأغطية للمتضررين والمهجرين من منازلهم ويعانون البرد القارص بالخيام على الأراضي المبللة والملابس لطلاب المدارس الذين لم يعودوا يمتلكوا مايذهبوا به إلى المدارس .
أما بخصوص المستشفيات فأصبحت منذ الأيام الأولى تدعوا جميع المؤسسات الحقوقية والصحية بالخارج لدعمهم بالعلاج والمساعدة بإنقاذ الأرواح جراء الحصار المفروض على القطاع منذ سنتين تقريبا ، فقافلات المساعدات أصبحت تهل بالعشرات إلى القطاع ومستشفياته إلا أنه لم يعد يكفي الأرواح المصابة والمستشفيات أقفلت أبوابها لعدم إمكانية حضن الأجساد المقطعة وعدم توفر المكان لهم .
فهل تقديم المساعدات الغذائية والمادية والصحية ستستطيع بناء وإزالة ماد مره الاحتلال الصهيوني بالقطاع ؟ هل تستطيع المساعدات بأن تمسح دموع الأم على فقدان ابنها وزوجها وابنتها وحفيدها ؟
هذا الحد الذي أراده أن نصل إليه الاحتلال بهذه المجزرة وكأن القضية الفلسطينية انتهت وبدأت قضية الطعام والشراب وحمل الهموم والمأساة عن أمهاتنا فاليوم لانشاهد سوى 215 من الورشات المدمرة و3900 من المصانع وعشرات الآلاف من المنازل وفقدان 90.000 من المواطنين لوظائفهم والعديد من المراكز الصحية والأمنية وأكثر من 1440 شهيد و 5380 جريح والقطاع أصبح يغرق بالآلام والأوجاع مصحوبة بالفقر والجوع .
فمن سيساعد من ؟ ومن سيقف بجانب من ؟وإلى متى سيبقى هذا الشعب يناضل من أجل طعامه وشرابه من جديد؟
فأصبح الدعاة العرب يشترون دمائنا وأرواحنا بمساعده غذائية من أجل الحصول على قضية يظهر بها البطل على الصفحات الأولى بالجرائد اليومية ؟
فل تبقى مغفلاً يامغفل.