ما هو مصير جلعاد شاليت

صلاح حميدة

[email protected]

الجندي الاسرائيلي الأسير من قبل المقاومة الفلسطينية أثار العديد من الجدل الداخلي فلسطينياً وخارجياً، أصبح معروفاً لكل إنسان في العالم، من السياسيين وغير السياسيين.

 قبل معركة الفرقان، فشلت المفاوضات لإطلاق سراحه، لأن الحكومتين المصرية و  الصهيونية اعتبرتا أن الثمن المطلوب من حركة حماس كبير مقابل هذا الجندي، كما كان الطرفان وغيرهما يؤملان على  قدرتهما على الوصول إلى معلومات تفيدهما من التحقيق مع القساميين المعتقلين في مصر حول مكان احتجازه.

قامت حرب الفرقان، وكان من أبرز المناطق المستهدفة من رجال الكومانوز  البحري هي المنطقة الوسطى، والتي يعتبر أيمن نوفل المعتقل في مصر قائداً سابقاً لها، وهذا يدلل أن المخابرات المصرية أجبرت نوفل على الإدلاء بمعلومات تحت التعذيب عن شاليت، وأن شاليت حسب اعتقادهم في المنطقة الوسطى، ويفسر إصرار الكوماندوز  البحري على الإنزال عدة مرات في المنطقة رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها، يدلل على رغبة أكيدة في استثمار نتائج التحقيقات المصرية، حتى ولو كانت خاطئة وتحت التعذيب.

في بداية الحرب، أعلنت مصادر فلسطينية مجهولة، أن الجندي شاليت أصيب في أحد الغارات وكفى، وكنت أعتقد ومعي العديد من المحللين، أن هذا الإعلان من باب جعل (قلب اسرائيل يسقط في قدميها ) خوفاً عليه، ولكن ما تبع ذلك من قصف اسرائيلي لمجموعات أسرت جنود خلال الحرب وقتلهم معاً، بين للجميع، أن الساسة الاسرائيليون مستعدون لقتل جنديهم، حتى لا يقعوا في أزمة كأزمة شاليت، ولذلك قد يكون شاليت حقاً أصيب خلال الحرب، وقد يكون لا.

خلال الحرب وقبلها وعند إعلان انتهائها، كان إسم شاليت يتردد على ألسن القادة والجنود الصهاينة، وأعلنوا جميعاً أنهم لن يعودوا إلا وهو معهم؟!

إنتهت الحرب إسرائيلياً ورسمياً على الأقل، ولم يعودوا بجلعاد شاليت، ولكن ما أثار انتباهي شيئين:-

موقف موسى أبو مرزوق خلال الحرب، عندما سؤل عن شاليت، فرد (أن شاليت لا يساوي بالنسبة له هرة).

أما ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان، فقد قال قولاً خطيراً لم ينتبه له أحد، وقد كانت قسمات وجهه وعينيه تعبر عن صدق ما قال، وعندما تحدث عن شاليت تعليقاً على تصريحات أولمرت عند إعلانه لانتهاء الحرب، فقد قال حمدان  بكل وضوح أن احتمالات موت أو فقدان أو بقاء شاليت على قيد الحياة، كلها مفتوحة، وهذا يدعو للاستنتاج بأن شاليت ربما يكون قتل في الحرب، وربما يكون قتل مع آسريه وفقدت آثارهم جميعاً، خاصة وأن الجيش الاسرائيلي أعلن أن سعيد صيام ومن معه من  الذين استشهدوا هم الحلقة المتصلة مع الخلية الآسرة لشاليت، وبهذا قد يكون شاليت فقد إلى الأبد مع آسريه، ولحق بإيلي كوهين ورون أراد، وقد يكون شاليت منذ زمن بعيد خارج قطاع غزة أصلاً، فهل من استطاع تهريب هذه الكميات الهائلة من السلاح  إلى قطاع غزة من تحت أنف المخابرات المصرية والاسرائيلية، لا يستطيع إخراج شاليت من القطاع؟.

وهل سيكون ثمن أي معلومة عن شاليط في المستقبل، حرية عدد من المعتقلين المحكومين بالمؤبدات(الإعدام)مماثل لعدد من قتل من الفلسطينيين في هذه الحرب؟ أسئلة كثيرة ستجيب عنها الأيام القادمة.