اللسان واحد والقلوب شتّى
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
أُناس من بني جلدتنا وينطقون بلغتنا وهم بعيدون عنّا ، ولا يُدينون بأدياننا وإن ادعوا بأنهم منّا ، ألسنتهم معنا وسيوفهم وقلوبهم تنقط الغلّ من ثناياهم ، باعوا أنفسهم لمن اشتراهم بأبخس الأثمان لا يعرفون حقاً ولا باطلاً ، وهم من أحقر النّاس لأنفسهم ، نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، وغلًوا فغُلّت أياديهم وأعناقهم وألسنتهم ، فهم لا ينطقون إلاّ بكل قبيحةٍ ،وجوههم سود وضُربت عليهم الذلّة والمهانة ، فهم لأجل الدفاع عن الباطل الذي يُرى من ثنايا كلماتهم وتبريرهم لأعمال القتل والتدمير وتناقضهم مع أنفسهم في أطروحاتهم يفعلون أي شيء مقابل الثمن البخس ولا يستحون ، تحت مُسميات عديدة خالطين الحابل بالنابل ، ومُبررين للأعداء كل نقيصة وجريمة ، كالمعتوهة في عقلها وشكلها وفاء سلطان وبعض المراسلين ومُعدي البرامج الإخبارية لبعض القنوات الأجنبية والمواقع الإلكترونية كالحرة ومن على شاكلتها ، الذين يقضون جُلّ وقتهم لقلب الحقائق ولبعث رسائل وتقارير بقصد توريط المُقاومة الفلسطينية ودفعهم إلى مواقف لا يُريدونها ، ظناً من غبائهم هذا استدراج المُقاتلين المُجاهدين الذين يُدافعون عن حياض وطنهم المُقدس جهة أولى القبلتين وثاني الحرمين ومسرى الأنبياء والمُرسلين ومهبط الرسالات ، فيقعون بشر أعمالهم عندما تنكشف صورتهم القبيحة أمام المُشاهدين لتظهر عوراتهم وأشكالهم التي أتمنى عليهم أن ينظروا ولو مرّة إلى مرآة الحقيقة عساهم أن يشعروا بالعار والخزي ولو مرة واحدة وسوء المُنقلب في أشكالهم وألوانهم
وبهذا الصدد لا يسعني إلا أن أشكر العديد من المحطات التي غطّت أحداث وحرائق ومذابح غزّة كالجزيرة والعربية والمحطات اللبنانية وغيرهم مما التزم على أقل تقدير الحياد ، مع أنّ ما يجري يُعتبر بحق كمعركة فاصلة بتاريخ المنطقة برمتها ولا يجوز فيها إلا الانحياز الكامل لأولئك البواسل في الفصائل الفلسطينية المُدافعة عن شرف وكرامة الأُمّة ، وبالتالي فليس الوقت مُناسباً للفلسفة في أخطاء حماس أو فتح أو أي فصيل آخر ، بل الوقت الآن للعمل والوقوف إلى جانب أحباءنا وأهلنا الفلسطينيون الذين وصل عدد ضحاياهم إلى الستة ألآلاف مابين شهيد وجريح ، هذا عدا عن الأعداد التي لم يُكشف النقاب عنها بسبب وجود أصحابها من النساء والأطفال والشيب والشباب تحت الأنقاض ، والعرب بعد لم تجتمع ولم تتوحد كلمتها على إستراتيجية واحدة لإيقاف العدوان ، بينما وزيرة خارجية مصر يتساءل عن سبب التسرع في انعقاد القمّة ، ونحن كشعوب وأُمم نتساءل عن سبب عدم انعقاد القمّة العربية والقمّة الإسلامية بعد مرور أكثر من عشرين يوم من الهجوم البربري الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزّة ، ونتساءل عن سبب الصمت الدولي لما يجري في غزّة ، ونتساءل عن أسباب وقوف الإدارة الأمريكية وانحيازها الشديد الى جانب إسرائيل ، بل ولنتساءل عن قول الرئيس الإسرائيلي الذي قال بأن هناك دولاً وأنظمة تدعم مذابحه وقتله للفلسطينيين دون أن يسميها ودون أن يعترض عليه أحد ، ولنتساءل أخيراً عن السقف الذي وُضع لإرضاء نهم إسرائيل في التدمير والعدوان تحت مُسميات الإرهاب ، ومُقارنة المُقاومة الفلسطينية بالقاعدة ظُلماً بينما لا تُربط إسرائيل بالنازية والستالينية والوحشية التي تستعدي بطائراتها الإف 16 والأباتشي والدبابات والمُجنزرات والأسلحة المُحرمة دولياً على شعب أعزل رفض الذُلّ وأراد أن يعيش بكرامته وحريته
هذه الإسرائيل التي ما هي بالأساس إلا كدولة لقيطة ولم تقم إلا على أشلاء وألا لام ومُعاناة الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي ،وعملت على تفريق الجمع وتشتيت الأمّة ونكب النّاس وإفساد الأنظمة وإضاعة هيبة المسلمين بمكرها ودهاءها ودسائسها وتآمرها وتسخير كل إمكانياتها المرتبطة بالخارج الذي أوجدها للحفاظ على مصالحه ولنسف عُرى العروبة والإسلام ، مع أنّ الكثير من اليهود التوراتيون لا يُقرون قيامها لا من حيث المكان ولا الزمان لأنهم يعتقدون بأنّ معنى ذلك هو نهايتهم ، وهو ما أقره البعض المُتخصص بعلم الأفلاك والحسابات الذين من قبل قد قرءوا لفرعون نهايته على يد مولود في عام مُعين ، ولم يُنقذه قتله للمواليد أوينفعه تدبيره بشيء ، فكانت إرادة الله ومشيئته فوق أي تدبير ، وكذلك غيره من الجبابرة والأكاسرة الذين قد انتقم الله منهم عندما بغوا وعلوا في الأرض استكباراً وتجبرا ، وكذلك هو مصير هذه الدولة الظالمة الجائرة ومصير كل من يُساعدها على العدوان ، كما تنبأ لها المُتخصصون في علم الأفلاك والحسابات في عصرنا الحاضر بأن عام 2022 نهاية هذه الدولة الظالمة ، هذا عدا عن كل الدلائل والقرائن القرآنية وحتى التوراتية التي تُبشرنا بقرب نهايتهم ، وهذا يعني أنّ أُمتنا الأثبت وهم العابرون الى حتفهم الموعود ، وأنّ علينا أن نكون من أولئك الرجال الذين يقفون الى جانب المظلوم ، وإسرائيل لم تكن طوال تاريخها سوى الظالمة والمُنتهكة لأبسط الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني ، ومزيداً من الدعم والتأييد لأهل غزّة ، ومزيداً من الضغوط على الحُكّام العرب ليكونوا بمستوى الحدث والمسؤولية لوقف العدوان ، بعد أن نفد بنك أهداف اسرائيل من اليوم الأول للعدوان لتصير أهدافها فيما بعد أجساد وصدور أهل غزّة جميعا ، فمتى سنستطيع منع هذا العدو من تحقيق أهدافه بقتل اكبر عدد من الفلسطينيين بغية تهجيرهم ومنعهم من نيل أبسط حقوقهم الطبيعية والمشروعة وعيشهم بكرامة