التحية لقطر ..
التحية لقطر ..
حكومة وشعبا وجزيرة
خليل الصمادي
[email protected] عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ الرياض
لا تقاس الدول بمساحاتها وعدد سكانها كما يظن كثير من الأطفال بما فيهم أطفال السياسية فهولندا مثلا البلدة الصغيرة المساحة استعمرت في القرن السابق دولا عديدة تفوقها مساحة وسكانا بمئات المرات وبريطانيا والتي هي أقل مساحة من عدد كثير من الدول العربية لم تكن تغيب عنها الشمس في العهد الاستعماري البغيض.
هذا الكلام يقودنا لذكر الدور الريادي الذي تلعبه إمارة قطر ذات المساحة الصغيرة والعدد السكاني البسيط، فمما لا شك فيه أن قطر وخلال فترة الصراع العربي الإسرائيلي ولا سيما الأخير منه لعبت دورا بارزا إيجابيا في هذا الصراع العربي المرير ، ولم يثنيها على هذا الدور المميز صغر مساحتها أو قلة عدد سكانها وإنما شعرت بواجب المسؤولية الملقاة عليها فقدمت لوحدها ما فاق كثير من الدول العربية
فتحية لهذه الإمارة الكبيرة حكومة وشعبا وجزيرة:
التحية لأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي وقف موقفا مشرفا خلال العقد الأخير تجاه فلسطين وأهلها، فلم يأل جهدا في مناصرة القضية والوقوف مع الحق العادل لإخوة يطالبون بجزء من الحق في هذا العالم المتأمرك، وتحية لوزير خارجيته حمد بن جاسم آل ثاني الذي عرف عنه أيضا الذود والدفاع عن فلسطين في المحافل الدولية والعربية ، وتحية للحكومة كلها التي شرعت أبوابها أمام قادة حماس قبل عشر سنوات، يوم أوصدت في وجوههم أبواب ذوي القربى من عدنان وقحطان وغطفان .
التحية للشعب القطري الذي هب لمناصرة أهل فلسطين بماله وصوته ومواقفه ومسيراته في الدوحة وغيرها، والتي كان آخرها المسيرة التي قادها العلامة الشيخ يوسف القرضاوي والتي عبرت عما يجيش في صدور القطريين من حب لفلسطين وأهلها ، والتحية لهذا الشعب العظيم الذي جاد بماله وفكره من أجل فلسطين والتحية للأدباء والمفكرين والعلماء الذين وقفوا مع الحق وأهله ، التحية للنساء اللواتي جدن بمالهن وحليهن لأبطال المقاومة في فلسطين وتحية للرجال جميعا، وللأطفال الذين تلاحمت مشاعرهم مع أطفال غزة الجريحة .
التحية وكل التحية للجزيرة العملاقة والتي لولاها ولولا تغطيتها الدؤوبة لما عرف العالم المجازر التي يتعرض لها الأطفال والنساء والرجال، والمساجد التي يكيدون لها كيدا، وللبيوت والمراكز الاجتماعية والخدماتية، ولسيارات الإسعاف وطواقمها ولكل من هو نابض بالحياة أو غير نابض ، هذه المحطة تستحق كل الشكر من كل منصف وعادل فهي بحق تمثل نبض الشارع العربي والمسلم والحر في كل أصقاع العالم ، هذه المحطة التي زعجت لفني وبيريز وبوش وبلير كما زعجت من قبل شارون، ولا شك أنها مازلت تزعج الكثيرين من أبناء جلدتنا أيضا ،التحية لشبكة مراسليها الجنود الأوفياء والتي لولاهم لما رأى العالم بشاعة الإرهاب الصهيوني الماكر، لقد اهتزت صورة إسرائيل في العالم كله والفضل للجزيرة التي غيرت الصورة النمطية لهذا العدو الذي كان قبل الجزيرة مسيطرا على وسائل الإعلام الغربية، يجمل صورته القبيحة ويدين الضحية ويحملها المسؤلية في غياب الإعلام غير المتصهين!!
وأود هنا أن أهمس في أذن الحكومات العربية التي تخشى أمريكا وإسرائيل أقول لها خذي من قطر عبرة فبالرغم من علاقات قطر الجيدة مع أمريكا وبالرغم من وجود مكتب تمثيل اقتصادي للكيان الصهيوني في الدوحة فإنها تساند القضية الفلسطينية بكل ما تستطيع من قوة ولو بأضعف الإيمان، إنها تقول :لا وكلا ، وتحاجج وتناقش وتحتج وتعترض وتبدي رأيها ولا تستحي أو تخجل من دعم فلسطين والمقاومة ، فهاهي اليوم بالرغم من صغر مساحتها وقلة عدد سكانها فإن صوتها عال عال عال ومؤثر لا في الساحة العربية بل في الساحة الدولية.
وليست قطر وحدها تستحق الشكر والعرفان هناك دول أخرى تستحق الكثير من الشكر والثناء منها سورية والسودان وفنزويلا وتركية وإيران.. والخير قادم بإذن الله ، وهناك شعوب تستحق أن نقبل رؤوسهم بل الأرض التي يمشون عليها ولهم منا التحية والشكر لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، وبارك الله فيهم وأيدهم بنصره.