مفتاح السلام في المنطقة ليس أمن الكيان الصهيوني
يجب أن نقرا التاريخ أولا لنعرف حجم الكارثه
أشرف شتيوى - ناقد صحفي مصري
[email protected]
حين
فتح المسلمون القدس عام636م كان هذا الفتح إيذانا بهزيمة الدولة
البيزنطية وإيذانا بطى صفحه الغرب(الرومانى والاغريقى) تماما في سيطرته على الشرق
تلك
السيطرة التى إستمرت قرابة عشره قرون .من القرن الرابع حتى القرن السادس
الميلادى ..الغرب كان يدرك هذه الحقيقة تماما حين كانت أول انطلاقاته ثانيه نحو
الشرق تبدأ من القدس كان ذلك فى حقبه الغزوة الصليبية (1099م)
..
بعد
ثمانية وثمانين عاما من الإحتلال الذى كاد أن يتحول إلى واقع)
كما
يقال الآن على ألسنه بعض القادة العرب إستردها صلاج الدين وأوضح فى رسالته
الشهيرة إلى (ريتشارد قلب الاسد) أن هذاالاحتلال كان شيئا عرضيا ..(ولن يمكنكم الله
من
أن تشيدوا حجرا واحدا فى هذه الأرض طالما استمر الجهاد) لم يستمر الجهاد
..وأنتهى
الأمر بسايكس الإنجليزي إلي عقد اتفاق مع بيكوالفرنسى 1916م وتم تقسيم
الشرق كله بدقه متناهية .. ويدخل الجنرال (اللنبى) القدس قائلا (اليوم إنتهت الحروب
الصليبية) بعدها بثلاثة اعوام يدخل الجنرال( جورو) الفرنسى دمشق ويذهب الى قبر صلاح
الدين قائلا له بعد رقدته فيه بسبعمائة وسبعه وعشرين عاما: (ها قد عدنا يا صلاح
الدين )وتكتمل القسمه بغرس اليهود فى قلب الشرق ويقيم الغرب تمثالا لسايكس فى بلدته
بمقاطعه يوركشاير مكتوبا عليه (إبتهجى يا قدس) .. وينجح الغرب فى التخلص من
(شايلوك)
الذى طالما أزعجهم وطالما كرهوه وينجح فى إحكام قبضته على رمز الصراع
وبوابة الإنتصار طوال التاريخ ( القدس)..وشايلوك لمن لا يعلم هو التاجر اليهودى فى
رائعة شكسبير (تاجر البند قيه) الذى أراد إسترداد الدين الذى إقترضه منه أنطونيو
المسيحى النبيل فى صوره كيلو لحم حى من جسده!!!
التاريخ خيط متصل موصول أوله بأخره ليس مجرد سنين تتراكم بعضها فوق
بعض
بل هو تركيب حي مستمر فى حركته مستمر فى تطوره لأنه فى حقيقته الإنسان
..الإنسان
الفكرة و الأحداث
ليس
غريبا إذن أن تعتبير أمريكا التى هى منتج
غربى مائه فى المائه أن أمن إسرائيل خط أحمر وتعرضه للتهديد يعنى تلقائيا تحرك
الجيوش الأمريكيه صوب من يهدده..
بوش
حين تحدث عن غزو الشرق من جديد وصفه بأنه (حرب صليبيه) البعض
حاول نزع المعنى من الجمله حتى لا ينتبه السائرون نياما.. ولا يعودوا الى خيط
التاريخ الموصول وليظلوا خارج مسيرته
بوش
كان يردد صدى ما قاله سايكس وجورو واللنبى
الموت جوعا إذن
هو
عقاب من يتنبه إلى حقيقه الحقائق فى هذا الصراع التاريخى ..والإنتباه يعنى أن
تسمى الأشياء بمسمياتها وأن ترى الحاضر علىخلفيه التاريخ الذى من وعاه فقد وعى
حاضره ومستقبله
فالقدس هى رمز الصراع وهى أيضا بوابة الإنتصار وإسرائيل هى
ذيل
الأسد الرابض غربا .. وهذا هو المشهد كما فى حقيقته
سايكس بييكو ليست
الأخيره هناك الكثير من السايكوسات موضوعه على طاولات القرار فى الغرب ..العراق
أولا ..والسودان الآن والبقيه تنتظر الدور .وإن طال الانتظار
هذا ليس قدرا محتوما ..بل هى معادلات صراع لها قوانينها الثابتة
..
الأمر لا يعدو الإنتباه إلي هذه القوانين و أرقامها الصحيحه .. طالما استمر الجهاد
لتحرير مقدساتنا ولكن كيف والامه ممزقه واختلفت مصالحهم وتوجهاتهم وهذا ما نجح فيه
الغرب لنصل الى ما نحن فيه ولكن الامر الاهم والسؤال يطرح نفسه وان حاولوا صناع
القرار العربى ان يتناسوه خوفا اوعدم تحمل مسؤليه الوضع الاقليمى
هل يمكن لسلام أن يقوم في ظل عدوان مستمر ودائم على شعبنا وأمتنا؟.
وهنا لابد من أن نقرر- وفق منهجنا الذي به نؤمن . بأنه عندما تحول أية قوة ، لأي
سبب. دون التطور الاجتماعي، يصبح الصراع حتمياً ، هذا الصراع تفرضه القوى المعيقة
للتقدم والحرية، إن العنف الذي قد يلجأ إليه رجال المقاومه الفلسطينيه، هو إجراء
مشروع لتجريد القوى الرجعية وحلفاءها من المقدرة على فرض أمر واقع يحول دون تحقيق
المقاومه لأهدافها. وبما أن قوى التحالف الامريكصهيونىالرجعي تستخدم العنف ضد قوى
المقاومه، فإن الرد عليه من القوى العربيه الاسلاميه لا يمثل إلا دفاعاً مشروعاً عن
الذات. إنه دفاع عن وجود أمة ولو حاولوا تشويه حقيقته وتحويله إلى صراع على حدود.
فإذا كانت قناعة الولايات المتحدة وحلفاؤها أن هذا الفعل الاستعماري الذي تمارسه
والقهر واستخدام الالات العسكريه الحديثه لقتل الاطفال والنساء والشيوخ المدنيين من
اهلنا بغزه لن يفرز أية مقاومة او سيضعفهم ويجعلهم ناخعون فهم واهمون، إن مفتاح
السلام في المنطقة ليس أمن الكيان الصهيوني ، وإنما هو دحر الوجود الصهيوني ، وهذه
المهمة ليست مهمة الذين شردوا من أرضهم عام 1948 و 1967 وليس مهمة جماهير شعبنا في
الأرض المحتلة ولا مقاومه حماس التى اصبحت درع الصد لمصر وللمنطقه من العدو
الصهيونى فقط ، وإنما هي مهمة جميع القوى العربيه والاسلاميه على امتداد الأرض ،
فالخطر الامريكيىصهيونىالرجعي لا يستهدف فقط شعب فلسطين، بل الأمة العربية من
محيطها إلى خليجها.
إن التحالف الصهيوني- الامريكيى- الرجعي الذي يستهدف أمتنا اليوم، لن يهزم إلا
بوحدة الامه العربيه الاسلاميه واحترام صرخات شعوبهم الغاضبه فى كل بقاع الارض
فالعدو واحد والمعركة واحدة والمصير واحد.
إن جماهير شعبنا اليوم وعلى امتداد الأرض تجيب الإدارة الأمريكية وعلى أرض المعركة
وتقرر أن أمنهاالقومى مستهدف من قبل الصهاينه، وطلائع الثورة الشعبية من جيل الغضب
العربي الاسلامى الذى تحرك وشهدته فضائيات العالم بعد ان احبطوا معنوياته وقوته
واوهموه انه جيل غير صالح، يخوض اليوم معركة وجود هذه الأمة فهى الثوره الشعبيه ،
رافعة شعارها في وجه كل المستسلمين والضعفاء والمتخاذلين، " بأن ما أخذ بالقوة لا
يسترد إلا بالقوة " وتذكر دعاة الحلول الاستسلامية بقول جمال عبد الناصر " إن
المساومة على الحرية هي أولى الخطوات نحو العبودية " .
إن طلائع الثورة الشعبية من جيل الغضب العربي الاسلامى ، وعلى امتداد الكره
الارضيه، ضرب اروع المواقف نساء وشباب وشيوخ بثورتهم على كل شئ نحو فعل قومي تحرري
، يعيد لهذه الأمة كرامتها وعزتها ومكانتها تحت الشمس.