تستحق جائزة نوبل للشجاعة أيها المنتظر الزيدي
تستحق جائزة نوبل للشجاعة أيها المنتظر الزيدي
عوض حمود
سلمت يمينك وقد افلحت يا منتظر الزيدي وكل احرار العالم يصفقون لك فرحا بما صنعت كل الشعوب المقهورة التي يتم الاعتداء على حريتها وعلى ارضها وكرامتها من امريكا ,
تقف لك صفا واحدا تحية واجلالا بما ابتكرت وعلى ما اقدمت , حيث اصبحت معادلة جديدة غاية كبيرة بالاهتمام وسلاحا ماضيا في ساحة المعركة عندما بادرت بقذف هذا المجرم السفاح العنصري بوش ، حينما اعلنها وبدون ادنى خجل ,انها حرب صليبية ، عندما دخل العراق محتلا ، زد على ذلك ,لقد ارتكب هذا الرجل الموبوء المكروه على الصعيد العالمي وفي الداخل الامريكي كل انواع الموبقات واعمال القتل والتشريد التي لا تعد ولا تحصى بحق الشعب العراقي بل بحق الشعوب العربية ككل في شرقنا العربي والفلسطيني خاصة . وان هذا الطاغية لم ولن يتورع عن تقديم كل انواع الدعم اللا محدود لسياسة الاحتلال الاسرائيلي اللعين.
هذا اللعين عمل وقدّم من اللسان حلاوة لزبانيته من الحكام العرب الماجورين وبالمقابل كان يقدم للجانب الاسرائيلي كل اشكال الدعم والتأييد على حساب المصالح العربية دون ادنى وازع من ضمير ، فعندما بدات اسرائيل باقامة الجدار لنهب الاراضي الفلسطينية داخل الاراضي المحتلة لقضم ما يقارب 45% من اراضي الضفة الغربية حسب خبراء مسح الاراضي فهذه التحديات وهذا السلب والنهب لاراضي الغير لم تعارضه ادارة بوش ، لا بل كانت تقدم المزيد والمزيد من الدعم اللا محدود لسياسات اسرائيل التوسعية والاستيطان الظالم ، وللاسف الشديد ان كل هذا يجري على مسمع ومرآى من الحكام العرب وهم في حالة من السبات كأهل الكهف ، وهم يلهثون لهثا خلف امريكا رغم عصاها الغليظة على رؤوسهم .
الم تكن الحرب على لبنان عام 2006 حربا امريكية بأيدي اسرائيلية وبتواطؤ الحكام العرب التابعين لها ؟
الم تطلق السعودية في بداية الحرب بان المقاومة هي التي بدأت الحرب؟
ووصفت المقاومة اللبنانية بالمغامرين ؟ وعندما نشبت الحرب ساد اعتقاد امريكي وبعض القادة الاسرائليين ايضا ومنهم وزير الدفاع السابق عمير بيريس عندما قال في احد التصريحات الحربجية له خلال الحرب ، ان المقاومة سوف تعرف من هو عمير بيرس وسوف نحطمها اربا وان اسرائيل ستسحق المقاومة خلال ايام معدودة ولن تقوم لها قائمة بعد الان وبناء على هذا الاعتقاد الاستعلائي السخيف طالب المندوب الامريكي لدى الامم المتحدة وكوندليزا رايس بتمديد الحرب لايام اخر ، لاعطاء الفرصة والوقت الكافي لاسرائيل لكي يتسنى لها القضاء على الشعب اللبناني ومقاومته في الجنوب اللبناني؟ وماذا بعد لم يفعله هذا العبيط الاستكباري من مساوئ تجاه شعوب هذه المنطقة وبعض القادة العرب ايضا؟ الم يرفض اللقاء والاجتماع مع شيخ الثورة الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات وفعل عكس ذلك حيث اعطى الضوء الاخضر لاسرائيل بمقاطعته ومحاصرته في المقاطعة في رام الله.
وهناك شائعات قوية على انه قد تم دس السم في طعامه مما ادى الى استشهاده ببطئ . وبالمقابل كان بوش يستقبل بحفاوة نادرة شارون وزمرته عندما كان رئيسا لوزراء اسرائيل . وهل يا ترى من في هذا العالم وفي امريكا خاصه من ليس له دراية بالماضي الاسود لشارون لما ارتكبه من مظالم وجرائم بحق الشعب الفلسطيني في عهده العسكري وخاصة لما جرى في الحرب اللبنانية الاولى ووقوع مجزرة صبرا وشاتيلا حيث كانت من اكثر الجرائم وحشية في عام 1982 من القرن الماضي ، كل هذا التاريخ الاسود لشارون لم يمنع بوش من استقباله بحفاوة بالغة (وكأنه حمامة سلام ) ورغما عن كل مظاهر هذه الغبطة والتأييد لشارون لم تطرف لبوش عين باستقبال قائد ثورة لشعب يناضل من اجل استرجاع ارضه وحقوقه المهضومة وكان يسعى بكل جهده دون كلل او ملل لتحقيق ذلك الهدف. لقد استشهد من اجل اقامة دولته المستقلة على ارضه وترابه الوطني .
ان أي فرد في هذا العالم ولديه من الرؤى وامانة الموقف السياسي الصادق لم ولن يأسف ولو للحظة واحدة وحتى لطرفة عين على غياب طاغيه هذا العصر بوش لا بل ستلاحقه حتى اللحد لعنة الشعوب وتتبعه المقولة" اذهب انت ورهطك الى جهنم وفي الجحيم مثواك ان شاء الله".
ان كل الشعوب وفي مختلف القارات من العالم التي عانت من الحروب والاعتداءات الامريكية على مدى الازمنة تشد على اياديك وتشد من ازرك ايها الصحفي العملاق منتظر الزيدي. ان حذاءك دخل التاريخ ومن اوسع الابواب لتتناقله الاجيال على مدى التاريخ والعصور اسوة ببقية الاحذية التي دونها التاريخ البعيد منا والقريب ، فهنالك حذاء ابي القاسم الطنبوري وله من الاسباب ما تستحق الذكر ولكنا نترك هذا الاستعراض لحديث آخر. وهنالك ايضا حذاء جدير بالذكر الا وهو حذاء الزعيم السوفييتي السابق خروشوف رئيس وزراء الاتحاد السوفياتي عام 1956 ابان العدوان الثلاثي على جمهورية مصر العربية في عهد خالد الذكر جمال عبد الناصر.
ففي عام 56 تعرضت مصر لعدوان ثلاثي من قبل بريطانيا العظمى آنذاك وفرنسا كانت في تلك الازمان ايضا تعد من الدول الاربع الكبرى على المستوى العالمي وبمشاركة ربيبتهم في الشرق الاوسط اسرائيل.
شن هؤلاء حربا عدوانية على مصر عبد الناصر محاولين اسقاطه واسقاط حكومته المعادية للاستعمار انذاك واعادة السيطرة على قناة السويس بعد ان قام عبد الناصر رحمه الله بتأميمها ووضع عائداتها في خدمة مصالح الشعب المصري. وعلى اثر هذا العدوان الثلاثي الغاشم على جمهورية مصر العربية تصدى لهم الاتحاد السوفياتي طيب الذكر وكان على "ظهور خيله" كما يقولون بزعامة السيد نكيتا خروشوف ، فقد ذهب السيد خروشوف الى مجلس الامن في نيويورك ووجه انذاره الرهيب الى رؤوس اصحاب العدوان في لندن وباريس وتل ابيب بقوله لهم محذرا بعد ان خلع حذاءه واشهره بيده ضاربا به على منصة الخطابة " اذا لم توقفوا عدوانكم وتنسحبوا من قناة السويس وبقية الاراضي المصرية فورا سوف احول عواصمكم خلال برهة الى رماد".
وهكذا اضطر اصحاب العدوان ان يلملموا ذيولهم بين ارجلهم مرغمين على وقف عدوانهم ضد جمهورية مصر العربية وسحب قواتهم من الاراضي المصرية التي احتلوها. وهكذا اصبح ثلاثة من الاحذية في ذمة التاريخ. من خلالها تم التعبير عن موقف رافض للظلم وقد اصطف حذاؤك ايها المنتظر الزيدي الى جانب حذاء ابو القاسم الطنبوري وحذاء نكيتا خروشوف بعد قذفه بوجه هولاكو العصر بوش. لقد كان الجواب الكامل المتكامل لكل الذين يرضون ان يكونوا احذية في مواقعهم وتنقصهم شجاعة الرجال وانك بهذا تستحق جائزة نوبل للشجاعه " وما امضى سلاحك " ايها المنتظر الزيدي.